الخُم
قبل الحصاد بقليل، تبدأ في ممارسة طقوسها التي معها تعرف أن بيتها صار مستورًا، على السطح ومع سطوع الشمس تبدأ أولى مراحل التخمير، تضع تراب الأرض الحالك على هيئة كومة كبيرة بداخلها فراغ مصنوع بدقة، وبداخله تبدأ في صب المياه حتى تبتلَّ الكومة كلها، تتركها لحالها يومين بالتمام، ثم تبدأ بإضافة بعض التبن الذى يُستخدَم علفًا للحيوان، ولكن له مآرب أخرى، تخلطه بتلك العجينة حتى يمتزج تمامًا، وتتركه يومين آخرين، في اليوم التالي يبدأ العمل بإضافة بعض من الرمل الناعم والإسمنت الأبيض الذى يشدُّ من صُلبِ العجينة الطينية.
تبدأ في فرد جزء من الطين له سُمك معيَّن على هيئة دائرة مُتقَنة الاستدارة، ولها حرف بسيط يعلوها بكامل استدارتها، ثم تتركها على هذا الوضع حتى تجفَّ تمامًا، يكون موضوعًا تحتها طبقة من الرمل حتى لا تلتصق بالسطح الطيني، بعد جفافها تبدأ في العلوِّ بالطوف تضع طوفًا طوفًا وتتركه يجفُّ، ثم يعلوه طوف آخر، وهكذا حتى يكتمل الارتفاع الذى ترجوه، وتبدأ في صنع الغطاء الدائري من نفس الطينة يعلوه يدٌ في المنتصف، هكذا صنعت تِيمتها بكل حرفية، وجفَّت وباتت في استقبال حبات القمح، قبل كل هذا وفى قاع الخُم، ومع الطوف الأول يكون هناك فتحة دائرية لاستقبال القمح حسب الحاجة، يأتي الحصاد بكل فرحته، تصعد أجولة القمح المخلوط ببعض رماد الفرن البلدي لحمايته من التلف، تُعبَّأ الأخمام وتغلق بالغطاء المعدِّ لها، وتبدأ أناشيد الحصاد، وإشعال الأفران للخبز الطازج، وصواني الفرن من الحلو والحامض، لترتفعَ الأكف بالدعاء لشكر الخالق، فقد بات البيت مستورًا.