لا تلُمْ كفي فإني عربيَّةْ أسلمَتْ لله لا تخشى المنيَّةْ
في دمائي من جدودي عزةٌ خولة فيها وأسماء الأبيَّةْ
ومع العز عفاف سابغ وحياءٌ أنا فيه مريميَّةْ
إن عرتني رغبةً أو رهبةً ردني ديني لآفاقي العليَّةْ
إن أجدادي عهودٌ في دمي وَهْي تبقيني الحصان الشمريَّةْ
إنني منهم وأبقى حرة وهم القدوة أقفوها حفيَّةْ
وأنا وارثة أخلاقهم باهراتٍ شامخاتٍ عبقريَّةْ
إن صفعت العلج فالكفُّ التي أدبته كفُّ شماء زكيَّةْ
كفيَّ الثأرُ الذي أوقدني فأنا سوط انتقام وحميَّةْ
قبلهُ كنت وأبقى بعدهُ بنت إسلامي وإيماني الوفيَّةْ
لا تلمني أنني اخترت الردى إن عرضي مثل إسلامي هُويَّةْ
ورصاص العلج مرقاتي إلى جنة الله ونعماها السخيَّةْ
وأنا الحق وخصمي زائف وأنا الإسلام وَهْوَ الجاهليَّةْ
وأنا دوماً كما أوصى أبي وذويَّ الصيدُ والأمُ الرضيَّةْ
يا ابنة الإسلام عيشي حرة أو فموتي حرة مثل سُميَّةْ
وغداً يشهد قومي أنني صنت – والأهوال حمراءُ – الوصيَّةْ
نحن يا أختاه ثأر قادم كالأعاصير صباحاً أو عشيَّةْ
كلنا صولة سيف ظامئٍ غضبة – لا بغي فيها – مضريَّةْ
كلنا – فاستبشري – معتصم يوم نادته الحصان الهاشميَّةْ
يوم نادته فلبَّى فارساً فيه حطينٌ وفيه القادسيَّةْ
ومن اليرموك فيه خالد وهو يزجي الروم للموت هديَّةْ
صرخةٌ منها جَلَتْهُ أسداً صائلا يمحو عن العرض الدنيَّةْ
وَهْيَ "وامعتصماه" انطلقت فإذا الرد بدارٌ لا رويَّةْ
كان ردا فيه عمُّوريَّةٌ وهي بين القتل والنار سبيَّةْ
نحن يا أخت على منواله نخوة ميمونة معتصميَّةْ
وأبو تمام فينا منشد إن للسيف على الكُتْبِ مزيَّةْ
قسماً لن ننثني حتى نرى جثة العلج بقاياه الزريَّةْ
إنه – حياً وميتاً – سُبَّة وهو ميراث غوي وغويَّةْ
ولكِ الإجلال والخلد معاً ولك السعد هتوناً والتحيَّةْ
كنتِ فينا حية مشهودة وأنا أقسم أنتِ الآن حيَّةْ
شعلة تَهْدي وصوت هادر من أراد الفوز فالباب المنيَّةْ
والوغى والنقع أبراد له والجراح الحمر أكواب هنيَّةْ