غفوٌ - أنا - من بين حبَّاتِ الرمالْ
ومعي عَصَايَ تَهُشُّ لي قبلَ السؤالْ
- من ذاك ربُّك يا فَتَى؟!
- ماذا أقولُ؟
وقولتي محفوفة حدَّ العِقَالْ
ربِّي؟!
هو المعبودُ يا هذا،
ألا تدرِي؟
وأنت مليكُه، أنتَ المثالْ
- أنا سائلٌ إيَّاكَ، جئتُكَ طائعًا
هلَّا أجبْتَ بدونِ فلسفةٍ؟!
- مُحَالْ !
أنا لا أجيبُكَ جملةً عَفْوِيَّةً
أنا شاعرٌ، والشعرُ فلسفةُ المَقَالْ
- دَعْ شعرَكَ، الآنَ استقمْ لي، إنني
أسعى لأمرٍ ليسَ فيه لكَ الفِصَالْ
هل كلُّ مصريٍّ يفاصلُ غيرَه؟!
ما هذه دُنيا ! هنا صمتُ المآل
- حقًّا؟؟ أنا في الصمتِ حقًّا؟ كيف ذا؟!
بل كنتُ أحسبُ نومتي بعضَ الليالْ
فاسألْ إِذَنْ، إني مجيبُك، فائزًا
هيَّا، أَعِدْ لي كلَّ أسئلةِ الجَلالْ
- من ذاك ربُّك؟
ما هو الدينُ الذي قد دِنْتَه؟
من ذا رسولُك ذو الكمالْ؟!
- رَبِّي هنا في القلبِ أبغي ظلَّه
وله لساني ذاكرًا فيضَ الظلالْ
ديني سلوكٌ ظاهرٌ فيه الرضى
وصَحَائِفِي مَلْأى أمامَكَ بالفِعالْ
أما رَسُولي فَهْوَ خَاتمةُ الأُلَى
قالوا: تَعَالوا للحقيقةِ والمنالْ
هل قد أَجَبْتُكَ؟
أو لديكَ إجابةٌ أخرى؟
- بلى، نِعمَ الجوابُ على السؤالْ
لكن أريدُكَ أن تزيدَ فترتوي
تلك الزيادةُ فيضُ نورٍ لا يطالْ
- إني أنا الملكوتُ ضعفٌ خائرٌ
لا أستطيعُ، شَعائري قطعًا طلالْ
لو كنتُ زدْتُ هناكَ، زِدْتُكَ ها هنا
هيَّا أَعِدْنِي للحياةِ على الجبالْ
وَلَسَوْفَ أُشْغَلُ بالزِّيَادَةِ كُلِّها
لِأَحُوزَها؛ إذْ لَنْ أُقَصِّرَ، لا كَلَالْ
- هيهاتَ ! يا هذا معادُك خَائلٌ
وقد انتهى أَجَلٌ، وليسَ لكَ العلالْ
فسمعتُ صوتًا:
- أَنْ خُذُوهُ لِجَنَّتِي
يَكْفِيهِ قولَ شَهَادَتِي فِي كلِّ حالْ
وَأَفَقْتُ حينَ الفَجْر أَذَّنَ، قَائِلًا:
سَوِّدْ كِتَابَكَ وَاغْتَنِمْ حُسْنَ الخِلالْ