ولاية قالمة هي الولاية جزائرية عاصمتها بلدية قالمة، تقع الولاية بشمال شرق البلاد وسط سلسلة جبلية ضخمة خضراء، وأهم هذه الجبال (جبل ماونة، جبل دباغ، جبال بني صالح، جبل هوارة)، وتبعد الولاية عن الجزائر العاصمة ب537 كلم وأقرب الولايات إليها هي عنابة الساحلية وقسنطينة وسوق اهراس، علاوة على طابعها الصناعي والفلاحي والرعوي والغابي الذي يعطيها موقعا أقتصاديا وأستراتيجيا هاما في الجزائر، تملك الولاية مؤهلات سياحية كبيرة تحتاج إلى العناية والتطوير، كما تعتبر قالمة منطقة إستراتيجية بوجودها على ضفاف وادي سيبوس الخصبة، أين تمر المجاري المائية دون انقطاع وخلال كل الفصول، وقد أهدت قالمة للثورة وللوطن أبطال أمثال سويداني بوجمعة، وهواري بومدين.
عدة نقوش ليبكية ونصب جنائزية تدل على أنها كانت من أهم مدن المملكة النوميدية لـ ماسينيسا، وأنها كانت مركز تجاري هام للفينيقيين، وقد شهدت منطقة عين النمشة سوتيل عاصمة لملوك النوميديين كما كانت أهم مصدر حبوب لروما، لقد سميت قالمة في العهد الروماني باسم ملاكا (malaca).
تقع ولاية قالمة داخليا بالشمال الشرقي للجزائر ويحدها من الشمال ولايات الطارف عنابة وسكيكدة ومن الشرق سوق اهراس ومن الغرب قسنطينة ومن الجنوب أم البواقي.
ونظرا لموقعها الأستراتيجي، لاحظ المستعمر (خلال الغزو الفرنسي سنة 1830) قدامتها الإستراتيجية، فعمل على إعادة بنائها جاعلا منها حصنا منيعا محاطا بالأسوار.
وتتمثل أكبر جاذبية سياحية للولاية في تضاريسها وطبيعتها إضافة إلى ثروتها المتميزة بالمعالم الأثرية التي يصل عددها لما يزيد عن 500 موقع ومعلم منها ما هو راجع إلى العهد الروماني خاصة المسرح الروماني بوسط المدينة كما أنها تتميز بحمماتها المعدني منها حمام دباغ وحمام النبائل.
يتميز إقليم الولاية بمناخ رطب بالشمال والوسط ومناخ قاري بالداخل وهو مناخ ممطر بالشتاء وحار بالصيف، ويتراوح معدل تساقط الأمطار من 400 مم إلى 654 مم/السنة، وقد سمح هذا المناخ ولاية قالمة بأن تكون ذات طابع فلاحي ورعوي هام.
ينحدر جزء من سكان قالمة إلى قبيلة بني فوغال الأمازيغية وتتركز في المنطقة الممتدة من لخزارة شرقا إلى حمام المسخوطين غربا وهاجرت هذه القبيلة إلى المنطقة سنة 1799 من غرب جيجل، كما يذكر (الحسن الوزان) أن الأعراب سيطروا على المنطقة ما بين القرنين 12 و16م وينحدر من هؤلاء البدو العرب أولادظافر وأولاد سنان وأولاد علي والدرايدية، كما هاجر عدد من القبائل الحضنية الهلالية مثل أولاد دراج والنوايل وأولادماضي، كما يوجد عددمن الفراجوة ويتركز عدد من الشاوية من قبيلة هوارة وقبيلة درغالي وهذه الأخيرة تعني لغويا (الشخص الذي لا يرى)، حيث أستوطنت هذه العائلة خلال 1860 م جنوب الولاية وبالضبط منطقة عين صابون قرب عين العربي والبعض منها بمنطقة الركنية غرب المدينة، أما قبيلة أولاد حريد فقد نشات نتيجة الاختلاط بين بقايا كتامة والهلاليين وكذلك الهلاليون من مرداس وبني صالح شمال وشرق الولاية، كما نذكر أيضا سنوات السبعينييات أين شهدت قالمة أستقطاب البدو الرحل والتي تزخر بهم منطقة بورايح سليمان بعدما تنقلوا من المدن الجنوبية الجزائرية، وكان دخولهم لمدينة قالمة يتمثل في إقامة خيم بحي فنجال وبعدها حولت هذه الخيم إلى أحياء قصديرية وتم بعدها الاندماج الاجتماعي وتأقلموا مع السكان السابقين للمدينة، ونرى أن معظمهم يشتغلون في أعمال تجارية بسيطة مثل الخضر والفواكه أو سواق شاحنات وحافلات أو أعمال تجارية حرة، ونجد أقليتهم في الإدارات، أما في التسعينيات فقد شهدت المدينة تضخم سكاني هائل حيث دخل العديد من الغرباء عن المدينة والآتون من جميع الولايات بالخصوص الولايات التي كانت تعاني من مشاكل العشرية السوداء، ويرجع السبب الرئيسي لاختيارهم مدينة قالمة هو أمنها مقارنة مع الولايات الجزائرية الأخرى، ونستخلص من هذا أن مدينة قالمة حاليا أصبحت لها وزنها الاجتماعي كوزن المدن الجزائرية الكبرى نظرا لتعدد وتنوع القبائل بها.