الارتزاق بالكذب .!

تفاجأتُ بعيْد حديثٍ طويلٍ معه استغرق ساعتين متتاليتين، بأن أعطاني بطاقةً جميلةً وملونة، فيها اسمُه ومكانُ عمله وجوّالُه وإيميلُه، ولم ألتفت لذلك جيدًا؛ فعادتي أن أضع أمثال هذه البطاقات في جيبي ثم في درج مكتبي لاحقًا، وغالب الظنّ لا أستخدمها إلا لضرورة، ولكني هذه المرة ازدردتُّ لعابي بصعوبة، وقد عقدت الدهشة جميع أركاني لاسيما لساني، فقد كتب في خانة العمل (كذّاب A) ، وسألت نفسي وماذا عساها تكون ذي الوظيفة، وأنا الذي أعجبت بكلامه في جلستنا ورأيته كمحلل فاهم ومبصر، فما الذي تغيّر أو ما الذي تبدّى وظهر؟!

بحثت في المسألة أكثر من داعي الفضول وحب المعرفة؛ فتبيّن لي أن الرجل يعمل في مؤسسة إعلامية وبراتب "محترم" جدًّا وعالٍ لدرجة أن ما يتقاضاه في الشهر هو مجموع ما نتقاضاه من رواتب في سنة كاملة وزيادة "ألف دولار"؛ ذلك أن وظيفته المحددة أن يعمل "كَوْفَرَة" للأخبار التي تأتيه عن إسلاميين معارضين في بلده، بمعنى أنه يعيد صياغتها ويضع عليها "بهارات" تحليله المتقن، ويربط ما قد يبدو ليس متصلا معها بها، ثم يضع اقتراحاته للاتصال بشخصيات بعينها من الذين درسوا في نفس جامعته "المرموقة جدًّا" لكي "يثروا" الموضوع، فتبدو الأفائك حقائق، ويظهر تبادل الأدوار على أنه نسج طبيعي عادي.!

ثم اكتشفت بعد ذلك أن "صديقي" وعندما أثبت جدارة وتميزًا في عمله وتزييفه وتزويره، وقلبه للأمور وتلبيس باطلها ثوبَ الحق، زاد مرتبُه وصارت جهاتٌ داخليةٌ وخارجيةٌ تحرص على أن تصنعه على عينها وتدربه أكثر، وتلقنه دروس المهارة في كيفية "طحن" المخالفين باللسان والمقال، وكيفية التدليس والتلبيس، والتشويه والتمويه، حتى صار أكثر تميزًا حتى حصّل درجته التي قرأته في بطاقته على أنه (A) ، فسُوأى له وشرّ مآب.!

إننا نقف مشدوهين ومدهوشين ونحن نرى مجموعة للناس باعوا أنفسهم لشيطان النفس والهوى، وطلّقوا لأجل المال كرامتَهم ومبادئَهم، وجعلوا مصدرَ رزقِهم وتكسّبهم أنهم يكذبون، وإذا أراد أربابهم منهم شيئا جشعوا أكثر واشترطوا مالا أغزر "أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ"، فهم تلاميذ مخلصون لسحرة فرعون في القديم ومكيافيلي في الحديث الذي لقّنهم دروس أن الغاية تبرر الوسيلة، وهو ما قد يُفهم أحيانًا على الغاية النبيلة، لكن هؤلاء غايتهم مهينة وحقيرة ووسائلهم تعيسة شريرة.

عرفت الآن من أين يأتي بالمال، وعرفت كذلك لماذا هو لا يشعر ببركته كما أخبرني، وأدركت لماذا يحرص على أن يبدو بلباس أنيق وملبس جميل، يريد به ومن خلاله أن يسلب أنظار السامعين ويستلب لذاته عقولهم، ويخفي وراء ثوبه حقيقة الذئب الماكر، ولا يزعجه أن يتلوّن طالما أن هذا لصالح من يدفع له أكثر؛ فبالأمس يسبّح بحمد فلان ثم يشتريه عدوّه فيلعنه في يومه التالي، هذه حقيقته وتلك طويته وسريرته.

هؤلاء المرتزقة، جرمُهم أقبح من مقاتلي الميدان، وحربُهم النفسية وشائعاتُهم المفتراة أشدُّ خطرًا من طعنات الأسنّة والرماح والرصاص، وفضحُهم أكثر وجوبًا من العمل في ميدان الجهاد، لأنك بالجهاد تبني وهم يهدمون، وتجمّع حولك الأتباع وهم يشتتون عنك شملهم لتكون وحدَك. لا تقلق، واعلم أن الله معك ويرعاك، وأنك بحاجة أن تكون أكثر دهاءً ومكرًا منهم حتى يغلب أرطبونَهم أرطبونُنا، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

منقووووووووووووووووووووووول

موفقة غاليتي في الإنتقاء
مشكورة على الجهودات الرائعة

طرح راائعع ونقل متميز
بـاآركـ الله فيــك

مشكووووووووورة على الموضوع

بـآآرك الله فيك

والله هذا واقع اليوم بالضبط للأسف

الارتزاق بالكذب .! 12987507791

أشكركم عالمرور العطرر

شكرا على موضوعاتك الجميلة

أشكركم عالمرور العطر

منووووورين

السلام عليكم و رحمة الله ~
صباحك / مساءك فل و ياسمين و عطوور ~
رمضاان كرييم ~
كيف الحاال يااا عسسل ؟؟ ان شاء الله بخير
مااااااشااء الله ~
تبارك الرحمن ~
دااااائما مبدعه في مواضييعك ~
يا متألقة~

جدااا موضووعك منسق ~
100/100 ~
و الفكررره رووعة ~

أشكرك عالمرور العطر

منووووووووووره

» سأستمر بالكذب من أجل حماية حياتي المدرسيه