الفلسطينيون إذ كفروا – نادر رنتيسي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفلسطينيون إذ كفروا – نادر رنتيسي %3Ca%20href=

الفلسطينيون إذ كفروا – نادر رنتيسي GQiG4x

" />

نادر رنتيسي – حبر عربي

فقدَ الفلسطينيُّونَ صوابَهم، أو هم كفروا على ما يبدو؛ فبعدَ 67 وستين عاماً من النضال العسكريِّ في الداخل والشتات، وستة عقودٍ ونصفِ العقدِ من الجهاد السياسيِّ العلنيِّ والسريِّ، وسدس القرن من “اللاَّ” الجازمة في بيروت، و”النعم” الرافضة في أوسلو، والاستخدامِ المُفْرط للأفعال الماضيَةِ في تونس، وبعد ما لا يذكرون من الأعوام في الوقوف المتقطع بـ “المقاطعة” في رام الله على شبر واحدٍ من فلسطين، وبعد ما لا يعرفون من العقود من النوم في الشعر المقفَّى، وفي الرواية التي تنتهي بابتسامة ألم البطل..؛ يقبلونَ الآن بما توفَّرَ من الحُلْم: علمٌ وأغنيةٌ ومغنٍّ!

هم الذين تسبَّبوا بصداعٍ مُزمِنٍ لسكَّانِ هذا الكون، وأصابوهم 65 عاماً بما يُصيبُ الضميرَ من أوجاعٍ، لم يستريحوا، أو يأخذوا عاماً واحداً فرصةً لتأمُّلِ تزاوج الطيور؛ كلُّ ما فعلوه لستة عقودٍ ونصف العقد أن احترفوا الجدَلَ: موتٌ أم شهادة، لجوءٌ أم نزوحٌ، بندقيَّةٌ أم غصن زيتون، خيمَةٌ أم شبه دولة، من البحر أم من النهر، عملية “انتحارية” أم “استشهادية”، “فتح” أم “حماس”، “محمود درويش” أم “سميح القاسم”. سدس القرن ولا إجابة واضحة؛ كلُّ ما أنجزوه جدلٌ في تحديد أولويَّات طرح الأسئلة: “مَنْ قتل ليلى الحايك أم مَنْ قتلَ ناجي العلي”؟!

و”حَمَلوا بلادهم أنَّى اتجهوا بنرجسيَّةٍ في السلوك”؛ فهم الذين، منذُ ما لا يذكرونَ من الأعوام، لهم أسماؤهم التي لا تصلحُ سوى للنداء عليهم، وملامحهم التي ليس لها من الأربعين واحدٌ، وصفاتهم التي لا تحتمل أيَّ لونٍ آدميٍّ آخرَ، ونساؤهم “أجمل الأمهات” هنَّ :”الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد”. منذ ما لا يعرفون من العقود وهم “الخيلُ والليلُ والبيداءُ والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ”؛ وهم أنصافُ الأسماءِ المقدَّسة!

للعالم تقويمه، ولهم تقويهم، فأيامهم ليست “سبتاً وأحداً واثنين وثلاثاء”؛ إنما :”دير ياسين، قبية، تل الزعتر، صبرا” و”الأربعاء شاتيلا”، وأشهرهم ليست “كانون الأول، والثاني، وشباط “، إنما :”الانتفاضة الأولى، والثانية، وحصار الثمانين يوماً”، وآذار “حصار الختيار”. وللعالم طقوسه، ولهم طقوسهم: ففي الأعراس يكتبون على الدعوات هامشاً ضرورياً لتحليل التزاوج، وتحريم الفرح، وفي بيوت العزاء يخجلونَ من تحديدِ سبَبِ الوفاةِ؛ فكلُّ مرحومٍ “كان ينوي الشهادة”!

وقالوا: “نحن استثناء”، وما تبقى “عابرون في كلام عابر”، فهم المعجزات الجديدة: يُقتلونَ ولا يموتونَ، وإنْ ماتوا، فهم الوحيدونَ الذين يقولون: “بدل الواحد خذ مليون”، وهم الوحيدون الذين يطلقون على أبنائهم أسماءً على مُسَمَّياتهم، فمنهم “عائد” ولا بدَّ من “عودة”، و”جهاد” إذا كانت مرجعية الأب دينيَّة، و”نضال” إن كانت له ميولٌ علمانية، ومن البنات مَنْ هنَّ “كرمل” و”جنين” و”بيسان”؛ والتي تُولد بمخاضٍ عسيرٍ، يتركُ ألماً في ألمها، وملامحاً في ملامحها، يولد اسمها معها: “فلسطين”!

فقَدَ الفلسطينيون صوابهم، على ما يبدو، حين أرادوا أنْ يصبحوا “عاديين”؛ فيكتئبُ نهارُ الفتاة لأنَّ رصيدَها لا يكفي لإرسال رسالة خلويَّة إلى قناة MBC، ويتشاجَرُ الفتى مع أقرانه بعد خلافٍ عميقٍ على تحديد ولاء “محمد عساف” بين “برشلونة” أو “الريال”، وتتخلى الأمُّ عن وقارها عندما تقرأ خبراً صحافياً مطولاً عن ظهورِ “عندليبٍ أسمَرَ” في عمومِ فلسطين. فقَدَ الفلسطينيُّونَ صوابَهم، ربَّما، لكنَّهم ما كفروا!

اللهم احفظ وانصر الشعب الفلسطيني والشعوب المظلومه يا رب العالمين

المصدر

صحيفة حبر عربي

والله الموفق

مع تحيات:مشرف منتدى الاخبار:عاشق الخيل

جزاگ اللهُ
خَيرَ الجَزاءْ..
وجَعَلَ
يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ
الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله
في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

الفلسطينيون إذ كفروا – نادر رنتيسي P5h8G

مشكوووووووووووووور على الموضوع

بوركت

مفمتش آخر فقره من المقال؟

ربما يكون البعض فقد صوابه بسبب أشياء تافهه

لكن ليش الجميع

بوركت أخيي

شكراا على الموضوع المميز

» غينغريتش: الفلسطينيون شعب ملفّق !!
» هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب
» كتاب نادر جدا يحوي 1000 فكرة في الفيزياء
» قلب نادر وغالي الثمن....
» تفسير: (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء)