مقبرة "مأمن الله

الاحتلال يجرف عشرات القبور
في مقبرة "مأمن الله" في القدس

المستقبل - السبت 7 آب 2010 - العدد 3734 - الصفحة الأولى - صفحة 1

</TD></TR>
<TR>
<td>

</TD>
<td align=middle> مقبرة "مأمن الله C1-n1

</TD>
<td>

</TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>

قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها التنفيذية ارتكبت، ليل الخميس -الجمعة، جريمة بحق مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس، وجرفت تحت جنح الظلام أو هدمت وإزالت عشرات القبور فيها، كما صادقت بلدية الاحتلال في القدس على البناء في فندق شيبرد.
وأكدت المؤسسة، في بيان أمس أن "كل القرائن الموجودة على أرض مقبرة مأمن الله تدلّ أن المؤسسة الإسرائيلية تخطط لمواصلة جريمتها وهدم مئات القبور في الجزء المتبقي من المقبرة". وأضاف البيان أن "هذه الجريمة جاءت بعد قيام مؤسسة الأقصى ومتولي الوقف في المقبرة المهندس مصطفى أبو زهرة والحاج سامي رزق الله أبو مخ بترميمات وصيانة لمئات القبور التي يتهددها خطر الاندثار بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتراكمة على مر أكثر من 60 عاماً".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية بثت ليل أول من أمس، تقارير وصور صحافية لجرافات المؤسسة الإسرائيلية وهي تهدم عشرات القبور وتجرفها وتزيلها بشكل كامل من المقبرة، وذكرت أنه تم جرف نحو 150 قبراً في ساعات الليل بعدما فشلت بجرف هذه القبور نهاراً بسبب تواجد ممثلين عن الأوقاف الإسلامية والحركة الإسلامية خلال عمليات الهدم الأولى.
وأوضح البيان أنه "توجه منتصف الليلة قبل الماضية طاقم من مؤسسة الأقصى إلى مقبرة مأمن الله ووصل الموقع في تمام الساعة الثانية والنصف صباحاً، ووقف على الجريمة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في المقبرة، وتبين أنه تم جرف عشرات القبور في عدة مناطق في الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله في الجهات الشمالية الشرقية والشمالية الجنوبية".
ورأت "مؤسسة الأقصى" أن "هناك إشارات واضحة الى أن المؤسسة الإسرائيلية تخطط لمواصلة جريمتها وهدم ما تبقى من القبور في مقبرة مأمن الله".
واستنكر رئيس مؤسسة الأقصى المهندس زكي إغبارية هذه الجريمة، وحمّل المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية ما وقع من جريمة نكراء.
وقال المتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل المحامي زاهي نجيدات "لن نيأس ولن نستسلم ولن ننسحب من معركة صراع الإرادات على مقبرة مأمن الله"، وأضاف "نقول للمؤسسة الإسرائيلية الغاشمة: إن ظننتم أنكم بجرف القبور فإنكم ستجرفون التاريخ فأنتم واهمون، فإسلامية وعروبة القدس أقوى من جرافاتكم الصمّاء وعقولكم الجوفاء".
وكانت جرافات بلدية الاحتلال في القدس قامت يوم الأربعاء الماضي بهدم وجرف 15 قبراً من مقبرة مأمن الله في القدس، إلاّ أن فواز حسن متابع أعمال مؤسسة الأقصى في القدس، والحاج مصطفى أبو زهرة، أحد متولي وقف مقبرة مأمن الله، تواجدا في المكان وقت وقوع الجريمة، وقاما باعتراض الجرافات بجسديهما، وجرت مشادات كلامية بينهما وبين طواقم البلدية وأفراد الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة، التي حضرت لحراسة آليات الجرف، وبالفعل وبعد جرف 15 قبراً، توقف الهدم والجرف، وبعد نحو ساعة انسحبت آليات الهدم.
ويُذكر أن مقبرة مأمن الله هي أعرق وأكبر مقبرة إسلامية في القدس دفن فيها عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين والشهداء والعلماء، وتعرضت لعشرات الإعتدءات الإسرائيلية.
واستنكاراً للاعتداء هذا، قال رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الشيخ تيسير رجب التميمي "إن الاعتداء على مقبرة مأمن الله التي تضم رفات عشرات الآلاف من الصحابة والتابعين الأخيار والعلماء والفاتحين والمجاهدين والشهداء الأبرار على مر التاريخ الإسلامي، والمواطنين المقدسيين، هو انتهاك سافر لحقوق الإنسان واعتداء على التراث الإنساني والتاريخي والحضاري للمدينة المقدسة، وتجاوز للمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وتحدِّ لما تعارف عليه المجتمع الدولي في اتفاقياته وقراراته من أسس وثوابت".
بلدية الاحتلال في القدس صادقت أمس بشكل نهائي على تنفيذ خطة البناء في فندق شيبرد في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، الذي كان يستخدمه مفتي فلسطين الراحل الحاج أمين الحسيني كمقر له. وذكرت وسائل إعلام عبرية أمس، أن الحديث يدور عن بناء 20 وحدة استيطانية، وأشارت إلى أنه تم يوم الخميس الماضي إصدار التصاريح النهائية للمخطط الاستيطاني، وأن الجمعية المبادرة التي تعود ملكيتها للمليونير اليهودي الأميركي اروين موسكوفيتش قامت بدفع الرسوم المطلوبة.
في غضون ذلك، لم تمنع حرارة الشمس المرتفعة جداً، وإجراءات الاحتلال المُشدّدة، الفلسطينيين من مدينة القدس وضواحيها وأحيائها وبلداتها وفلسطينيي الـ48 من التدفق إلى المسجد الأقصى المبارك وأداء الصلاة في رحابه. وكانت سلطات الاحتلال فرضت إجراءات مُشدّدة ومشابهة للإجراءات التي تتبعها في كل يوم جمعة في القدس، وخصوصاً في محيط البلدة القديمة من المدينة وعلى بواباتها الرئيسية وفي الشوارع والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، إضافة إلى نشر أعداد كبيرة من عناصر شرطتها وحرس حدودها في الطرقات المؤدية إلى الأقصى، فضلاً عن التواجد على بوابات المسجد والتدقيق ببطاقات الشبان واحتجاز العشرات منها إلى ما بعد انتهاء الصلاة.
وقال شهود إن عدداً من عناصر شرطة الاحتلال كانت تتجول في باحات المسجد الأقصى الداخلية وعلى بواباته الخارجية.
وناشد الشيخ محمد سليم محمد علي المواطنين من القدس وفلسطينيي الـ48، الذين يسمح لهم بدخول المدينة، وكل من يستطيع الوصول إلى المدينة، شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة إحياء عباداتهم من صلاة وتلاوة قرآن كريم والاستماع إلى الدروس والمواعظ الدينية وأداء صلوات التراويح في رحابه الطاهرة، مُبيناّ ثواب ذلك وثواب المرابطين بالمسجد المبارك.
إلى ذلك، شهدت أسواق القدس التاريخية داخل القدس القديمة حركة تجارية نشطة تسوق خلالها آلاف المواطنين استعداداً لشهر رمضان الكريم.