مع انتظار ضربة البداية للموسم الجديد في الدوري الإيطالي لكرة القدم بعد غد السبت ، يبدو هناك القليل فقط من الشكوك لدى المحللين والمشجعين والمنافسين حول قدرة إنتر ميلان في الفوز بلقب المسابقة مجددا.
وتسود حالة من القناعة لدى معظم المتابعين للكرة الإيطالية بأنه سيكون من الصعب للغاية منع إنتر من الفوز بلقب المسابقة هذا الموسم.
ويخوض إنتر فعاليات الموسم الجديد تحت قيادة المدرب الأسباني رافاييل بينيتيز الذي حل مكان المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو الذي رحل عن تدريب الفريق بالاستقالة من أجل تدريب ريال مدريد الأسباني.
ولكن أجواء الانتصارات والرغبة في إحراز الألقاب ما زالت تسيطر على إنتر ولاعبيه.
وتوج إنتر في الموسم الماضي بثلاثيته التاريخية غير المسبوقة حيث أحرز ألقاب دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا كما استأنف الفريق هوايته في حصد الألقاب مع أول مباراة رسمية له في الموسم الحالي بالفوز على روما 3/1 في كأس السوبر الإيطالي.
وكان فوز الفريق بلقب كأس السوبر الإيطالي دليلا على تأقلمه مع المدرب الجديد بينيتيز المدير الفني السابق لليفربول الإنجليزي والذي دفع في هذه المباراة بنفس التشكيل الذي تغلب على بايرن ميونيخ الألماني 2/صفر قبل ثلاثة أشهر في نهائي دوري الأبطال.
وقال بينيتيز :"في ظل ضيق الوقت المتاح أمامنا ، كان من الضروري أن نعتمد على الشيء الذي يعلمه اللاعبون جيدا.. ثم سنحاول أن نفعل ما يمكنه تحسين العمل الموجود بالفعل".
وربما كانت تصريحات بينيتيز بمثابة التهديد لهؤلاء الذين سيحاولون التشكيك في سيطرة وهيمنة إنتر التي قدمها على مدار المواسم الخمسة الماضية.
وإذا أحرز إنتر لقب الدوري هذا الموسم ليكون اللقب السادس له على التوالي في الدوري الإيطالي ، سيكون ذلك أمرا مزعجا للغاية بالنسبة لفريق يوفنتوس الذي أحرز لقب الدوري الإيطالي خمسة مواسم متتالية في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي.
وتسببت قضية الفساد التي أدين فيها يوفنتوس في تجريده من لقب الدوري الإيطالي الذي أحرزه عام 2006 ليحصل إنتر على اللقب ويصبح الأول له في خمسة ألقاب متتالية أحرزها على مدار المواسم الخمسة الماضية.
وما ضاعف من مأساة يوفنتوس في الآونة الأخيرة أنه أنهى الموسم الماضي في المركز السابع بالدوري الإيطالي مما أدى لتغييرات عديدة في النادي الملقب ب"السيدة العجوز".
وتولى أندريا أجنيللي رئاسة النادي كما تعاقد مع المدرب لويجي دل نيري وخبير التسويق جيوسيبي ماروتا من نادي سامبدوريا.
وكان لاعب خط الوسط الصربي ميلوس كراسيتش هو آخر المنضمين إلى فريق يوفنتوس هذا الصيف وذلك من نادي سيسكا موسكو الروسي بعد تعاقد يوفنتوس في وقت سابق مع المدافع ليوناردو بونوتشي ولاعبي خط الوسط خورخي مارتينيز وسيموني بيبي.
وبعد التغلب على ميلان بضربات الترجيح في مباراة ودية جرت مؤخرا ، قال دل نيري إنه يشعر بالسعادة لأن شباك فريقه لم تستقبل أي أهداف أمام منافس عنيد (ميلان).
وركز دل نيري على إعادة بناء معنويات الفريق بعد العديد من العروض المخيبة للآمال والتي قدمها الفريق تحت قيادة مديره الفني السابق سيرو فيرارا والمدرب ألبرتو زاكيروني الذي حل مكانه في منتصف الموسم الماضي.
ولكن دل نيري اعترف بأن بناء فريق قوي قادر على المنافسة يحتاج لبعض الوقت. وقال :"نحن نعمل. يجب أن نستعد للموسم (الدوري) ولكل من كأس أوروبا وكأس إيطاليا.. نحن قوة عمل في كل وقت ومكان".
ولا يستطيع مشجعو يوفنتوس الانتظار والصبر على عودة فريقهم إلى منصات التتويج حيث يستحوذ الفريق على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري الإيطالي برصيد 27 لقبا.
وفي نفس الوقت ، يشعر مشجعو فريق روما بالانزعاج على فريقهم بعدما اكتفى بالمركز الثاني في جدول الدوري خلف إنتر على مدار المواسم الأربعة الماضية.
ولم تكن مباراة كأس السوبر الإيطالي مطلع هذا الأسبوع سوى نموذج لما حدث للفريق في المواسم الأخيرة حيث قدم روما أداء جيدا وتقدم بهدف ولكنه سقط في فخ الهزيمة 1/3 أمام منافسه إنتر.
وقال كلاوديو رانييري المدير الفني لروما إن "إنتر ما زال في مستوى أفضل من باقي الفرق الأخرى.. المراهنات أيضا تشير إلى ذلك.. نحن على نفس المستوى مع الفرق المرشحة لحجز أحد المراكز الأربعة المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا ويجب أن نتنافس معهم".
ويبرز ميلان من بين الفرق التي يشير إليها رانييري. وأنهى ميلان (الشياطين الحمر) الموسم الماضي في المركز الثالث مما دفع النادي إلى الاستعانة بالمدرب الشاب ماسيميليانو أليجري لخلافة المدير الفني البرازيلي ليوناردو.
واتسمت مسيرة ميلان في سوق انتقالات هذا الصيف بالحذر وأثارت انتقادات المشجعين الذين توقعوا استثمارات ضخمة من رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني مالك النادي لدعم صفوف الفريق.
وأوضح معظم مشجعي ميلان أنهم يتوقعون تحسنا ضئيلا للفريق عما كان عليه في الموسم الماضي ولكنهم شعروا بالسعادة لعلمهم بأن النادي فتح باب التفاوض من أجل شراء المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من نادي برشلونة الأسباني.
وقد يساهم إبراهيموفيتش بشكل كبير في تدعيم خط هجوم الفريق الذي يضم البرازيليين رونالدينيو وألكسندر باتو. ويبدو مشجعو ميلان على استعداد لنسيان أن إبراهيموفيتش قضى ثلاثة مواسم ناجحة ضمن صفوف إنتر قبل رحيله إلى برشلونة الأسباني في العام الماضي.