لا تسعَ إلى النجاح...
توقّف عن الفشل و سيأتيك بنفسه
من منّا لا يريد النجاح في حياته؟ من منّا لا يبحث عن أقصر السبل و أسرعها إلى أهدافه؟
كلّنا نحب ذلك، و لكنّنا كثيراً ما نحب ذلك بطرق خيالية أو عوجاء لا يأتي من ورائها إلاّ الفشل. إننا نبحث عن النجاح كما كان كثير من الأقدمين يبحث عن طريقة سحرية لتحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، أو كما يفعل الطلاب الكسالى الذين يضيعون أوقات الدراسة عبثاً في اختراع أساليب الغش و الاحتيال، أو كما ينتظر المتسابقون الضعفاء الفوز من خلال الطرق المختصرة أو الحوادث غير الموقّعة أو الخوارق و ليس من خلال إجادة السعي على المسار المفروض.
لا تحلم بالطريق المختصر، فهذا لا وجود له و لا قيمة إلاّ في ألعاب الكمبيوتر. لا تترقّب الكنز المهمل على جانب الطريق دون أن يراه أحد غيرك، فهذا لا وجود له إلاّ في الأحلام ( و في الواقع قد تعاقب عليه عقاباً شديدا!ً)
لا تحاول أن تنجح! فهناك ما هو أهم و أجدى. أجل، حاول ألاّ تفشل. إذا أقلعت عن فعل كلّ ما يجعلك فاشلاً فهل يمكن أن تكون إلاّ ناجحاً؟! هل جرّبت الإقلاع عن كل ما تعلمُ أنّه سبيلٌ إلى الفشل و تستطيع الإقلاع عنه و لكنّك بقيت فاشلاً بالرغم من ذلك؟ إنني أتحداك!
عزيزي القارئ، فيما يلي عشر ممارسات خاطئة لا يمكن لأي إنسان أن يحقق أحلام النجاح ما لم يحذرها.
1- صحبة الفاشلين:
تكاد صحبة السوء – و حدها دون أية مساعدات- أن تكون أضمن أسباب الفشل. مهما يكن ما تريد القيام به نبيلاً و ممكناً
و ضرورياً لحياتك فإنّ قرناء السوء و الفاشلين قادرون على منعك عنه بطرقٍ مختلفة.
الفاشلون يحبّون توسيع ناديهم، حتّى لا يشعروا بغربة اللطخة السوداء على الصفحة المشرقة. إنّهم لا يكادون يتألمون من واقعهم المزري و لا يفكرون في تغييره. إنّهم مقيدون بسكرهم في مركبٍ غارق و يحاولون تقييد كل من يقربهم ليلقى مصيره معهم.
ما زلت تنتظر؟ أنقذ نفسك!
قل لي من تصاحب أقل لك من أنت
2- لا يعرف ماذا يريد
لعل أكثر الأهداف شيوعاً في الأسماع هو " أريد أن أكون غنياً". لا بأس أبداً في أن يرجو كل الناس الغنى إلى جانب طموحاتهم الأخرى، و لكم كم تريد أن تكون غنياً؟ إن الطريق إلى اكتساب ثلاثة آلااف دينار هو ليس كالطريق إلى مليون. بسب الضبابية لا يستغرب عجز كثير من الناس عن تحقيق قفزات مهمة في الحياة، فهم يعملون لتحقيق الأهداف الكبيرة بطريقة السعي نحو الأهداف الصغيرة.
أتعرف ما الحمق في تعريف آينشتاين؟ إنّه اتباع الأساليب ذاتها مرةً بعد مرة و انتظار نتيجة مختلفة كلّ مرة.
3- يريد كلّ شيء:
رائعٌ ان تكون للمرء طموحاتٌ كثيرة، و لكن من المهم أيضاً الانتباه إلى أن ملاحقة كل العصافير في وقتٍ واحدٍ لن تتيح صيد أيٍ منها.
أجل قد يرى البعض إمكانية استئجار الآخرين أو تفويضهم و هكذا لا يعودون مقيّدين بحدود الساعات الأربع و العشرين المتاحة لكل بشر، و لكن هل من الممكن أن تنجح في تفويض المهمات و توجيه الآخرين إلى أهدافهم و أهدافك و أنت لم تعرف بعدُ مسؤوليتك الأولى؟
لا يلتقط شيئاً من يسعى وراء كل شيء، و لا يمكن للمرء أن يصل بالآخرين إلى ما لا يستطيع الوصل إليه بنفسه.
4- تضييع الكثير من الوقت في انتظار طرق النجاح السريّة:
لا أريد هنا تكذيب " قانون الانجذاب law of attraction" القائل بأن المرء سيكون على النحو الذي يطيل التفكير به. في الحقيقة أنا مؤمنٌ بهذا القانون، و رأيت الكثير من نماذج النجاح، و لكنني أريد التنبيه إلى أن الاتكال على هذا القانون يمكن أن يكون وسيلةً مؤكدةً للفشل إذا ركن المرء إلى انتظار الفرص الخفية و ممارسة الجذب عن طريق التأمّل في سريره ساعاتٍ طويلة كلّ يوم.
من وجهة نظري، تبرز آثار "قانون الانجذاب" استناداً على مفهوم "الاعتقاد، أو الإيمان". إن اعتقدت أنك قادرٌ على تحقيق الهدف فسوف تقوم بالأفعال التي توصلك إلى الهدف فعلاً. و لكن إن لم يستوعب المرء هذا المفهوم الأساسيّ و ظنّ "قانون الانجذاب" نوعاً من الخلطات الخارقة للطبيعة فسوف يأتيه البرهان على وهمه فشلاً رهيباً لا مفرّ منه.
الهمّة لا الاهتمام هي التي توصلك إلى ما تريد. و المشي على الطريق مهما كان طويلاً أسرع من انتظار السيارات العابرة.
ثمّ لا تنسَ أن أصحاب السيّارات تميل قلوبهم إلى مساعدة من يمشي في الشمس أكثر من مساعدة من ينتظرهم في الظلّ.
5- لا يعرف لمَ يريد النجاح:
الرغبة في كلّ شيء مصيبة، و تتعاظم المصيبة عندمالا يرى المرء أسباباً وجيهة لسعيه وراء الأهداف.
من دون سببٍ مقنعٍ محرّك، من أين سيأتي المرء بالاندفاع و الشجاعة لمواجهة العوائق في طريقه؟!
أتظن الرحلة إلى النجاح رحلةً كلّها متعة؟ إذن اسمح لي أن أقول لك: يبدو أنّك لم تجرب هذه الرحلة أبداً.
الطريق إلى النجاح شاقٌ ثقيل الوطأة على النفس، و كثيرٌ من الناس يتراجعون و ينهزمون في منتصف الطريق لأنهم لا يرون قيمةً لما يسعون إليه.
6- ينسى ما يقدمه الآخرون:
أشد ما يزعجني أولئك الذين يحقّقون النجاحات الكبيرة ثم لا يشعرون بالامتنان لمن مدّ يد العون لهم.
هل كلمة "شكراً لكم" شاقةٌ إلى هذه الدرجة؟ ألا ينبغي على المرء تذكرها على الأقل لأن قانون التبادل يقول إن فرصتك في الحصول على معونة الناس مستقبلاً تزداد بازدياد شكرك لهم على صنائعهم و تقديم المعونة لهم؟
كن عاقلاً و إيّاك أن تنسى: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
7- إعجاب المرء بمعرفته و إحجامه عن التعلّم:
في اللحظة التي تتوقف فيها عن التعلّم تتوقف عن التحسّن و التقدّم. إذا أردت النجاح في حياتك فاحرص على عدم التفكير أو التصرف و كأنّكم تعرف كل شيء عن أيِّ شيء. يخبرنا الواقع أن كل الناجحين كانوا أناساً مواصلين للتعلّم حتّى يكونوا أفضل
و أفضل.
قد تكون تعرف مقدار ما تعرف، لكن هل تعرف مقدار و قيمة ما لا تعرف؟
8- يصغي لمن لا ينبغي الإصغاء لهم:
شاهدت فيلماً كوميدياً بعنوان " إنه ليس كما تتصورين"، في افتتاحية الفيلم نرى صبياً صغيراً يدفع صديقته خارج الملعب بعنف
و يهينها. تبكي الفتاة و تركض إلى أمّها شاكية و تسألها لمَ يفعل الولد ما يفعله؟! و بابتسامةٍ مطمئنة تجيب الأم:
" لا تخافي يا صغيرتي، فالأولاد يقسون على البنات و يسيئون معاملتهنّ عندما يكونون معجبين بهنّ..."
كن حكيم نفسك و إيّاك أن تفتح أذنيك و عقلك للنصائح الفاسدة، و إلاّ فإنّها ستعشّش في دماغك و تقودك إلى رسم تصوّراتٍ مغلوطة للحياة.
9- تقصر اهتمامك على نجاح اللحظة و متعتها:
كثيراً ما سمعنا عن أناس صالوا و جالوا و حقّقوا كثيراً من النجاح و الثروة ثمّ فقدوها في طرفة في عين و كأنّها كانت سراباً. السبب الشائع في كثير من هذه القصص هو أنّ هؤلاء الناجحين ركنوا إلى ما هم عليه و لم يتابعوا استثمار ما أتيح لهم.
انتبه و راقب نفسك! هل تكتفي بالنظر إلى مواطئ قدميك الآن؟ هل كل ما يهمك الآن هو متعة الحاضر و راحة اللحظة العابرة؟
درّب نفسك: تعلّم التغلّب على "متعة التأجيل" حتى تستمتع بكدّك و اجتهادك كل يوم.
10- تلهيه الوسائل عن الغايات:
أعتقد أن أهم ركيزتين في حياة المرء هما تحكّمه بوقته و تذوقه للسعادة، و ما المال و السيارات و وسائل الراحة سوى وسائل في سبيل هاتين الركيزتين من ركائز النجاح. إن كان لديك الكثير من المال فلن تضطر إلى العمل و ستجد وقتاً أكثر للقيام بما تحب القيام به، و هكذا ترى أن مطلوبك الحقيقيَ هو ليس المال و إنّما ما يتيح لك المال القيام به.
سل نفسك كم من الأشياء التي ألهث وراءها طلباً للسعادة و النجاح لا تستطيع منحي السعادة و النجاح بل تلهيني عن طلب النجاح و السعادة الحقيقيين؟
بعد استعراض مزالق الفشل العشرة تذكر: لا بأس في الفشل، بل عليك أن تحاول و تفشل، و لكن إيّاك أن تستسلم.
كلّما وقعت و عفّر غبار الهزيمة وجهك اغسله بعرق العزيمة و الوقوف من جديد و ليس بالشكوى و لا باستجداء المعونة. طبّب جراحك بنفسك و ابحث عمّن يمكنك أن تساعدهم و ليس عمّن يمكنهم أن يساعدوك إن كنت ترجو في نفسك خيراً.
اتمنى ان يكون الموضوع قد اعجبكم
تقبلو تحـــــــــــــيـــــــــــــــــــــاتــ*****ي
اخوكم كيلوا الجميل