ولد الملا عمر عام 1959 في قرية (نوده) من قرى قندهار، وينحدر من قبيلة "هوتك" أحد أفخاذ قبيلة "غلزايي" البشتونية المعروفة، واشتهرت قبيلة "هوتك" في التاريخ المعاصر لأفغانستان عندما أسس كبيرها القائد الأفغاني المعروف "مرويس بابا الهوتكي" إمبراطورية أفغانية على أنقاض دولة شيعية بعد فتحه مدينة أصفهان الشهيرة[بحاجة لمصدر]. ينحدر الملا عمر من أسرة فقيرة جدا ليس لها حتى الآن قطعة أرض ولا بيت سكني،[بحاجة لمصدر] كان أجداده من المولوية الذين كانوا يشتغلون بالإمامة في المساجد، ويعيشون على مساعدات ضئيلة تقدم لهم من أهل القرية. توفي أبوه عندما كان عمره ثلاث سنوات، ولم ينجب أبوه غيره، وتزوج عمه الأكبر المولوي محمد أنور من أمه، وأنجب منها ثلاثة أولاد وأربع بنات كلهم ما زالوا على قيد الحياة، وتربى هو أيضا في حضن عمه (زوج أمه) محمد أنور الذي درس له الكتب الابتدائية، وانتقلت الأسرة إلى مديرية "بيروت" ولاية أرزجان؛ حيث كان يشتغل زوج الأم إماما للمسجد وخطيبا له.
[عدل] الغزو السوفيتي
عندما دخلت القوات السوفيتية إلى أفغانستان كان عمر الملا حوالي 19 عامًا، وكان يدرس في منطقة "سنج سار" بمديرية "ميوند" من ولاية "قندهار"، ترك الدراسة والتحق بالمقاومة الشعبية الجهادية التي اندلعت فور دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان. شارك في عدة معارك ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق في ولايتي قندهار وأرزجان اللتين شهدتا معارك ضارية، وكان يتنقل من منظمة إلى أخرى، وبقي فترة طويلة قائدا لمجموعة صغيرة في جبهة القائد الملا نيك محمد التابعة للحزب الإسلامي بزعامة المولوي محمد يونس خالص، واستقر به المقام آخر الأمر في حزب "حركة الانقلاب الإسلامي" التابع للمولوي محمد نبي محمدي، والحزبان كان عمادهما علماء الدين.
ولم يكن الملا عمر من أعلام أفغانستان قبل عام 1994. فمن خلال الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، تيقن الملا عمر من عموم شريعة الغاب وانعدام القانون اثر الفراغ السياسي الذي خلّفة الإنسحاب السوفييتي.[من صاحب هذا الرأي؟] فعمل الرجل على تجنيد طلاب المدارس القرانية والشباب من مخيمات اللاجئين في محاولة لحفظ الأمن. وكانت هذه هي بداية حركة طالبان (الطلاب بالأفغانية). الكثير من القيادات العسكرية والإدارية لحركة طالبان هم من زملائه في فترة المقاومة مثل: "ملا محمد" (توفي في الأيام الأولى من نشأة الحركة، وكان من أقرب الناس إليه)، والملا بورجان (توفي في الطريق إلى كابل في الهجوم الذي سقطت في أيديهم فيه)، والملا برادر آخوند، والملا يار محمد (الذي توفي في الهجوم على باميان)، والملا عبيد الله (وزير الدفاع إبان حكم طالبان).
يصفه من يعرفه بطول قامته "1.98 متر" وعنفه في الامور القيادية. وخلال القتال الدائر بين المقاتلين الأفغان والقوات السوفييتية الغازية، فقد الملا عمر أحد عينيه في أحد المعارك. ولم يتمتع الملا عمر بالظهور الاعلامي في فترة ترأسه لأفغانستان وقلما التقى مع غير المسلمين ولم تتداول الاوساط الاعلاميه صور له.
وكان جلياً عدم اهتمام الملا عمر بالامور السياسية وتفرغة للقضايا التي تعنى بالدين الإسلامي وخير دليل بقائه في مدينة قندهار بعد الاطاحة بالحكومة الشرعية بقيادة "رباني" وعدم انتقاله للعاصمة كابول حسب ما تقتضيه الاعراف الدولية وكذلك كان يمنع المصورين من تصويره بالفيديو لانه يعتقد ان هذا الشيئ "حرام". وفي عام 2001، أثار الملا عمر زوبعة عالمية عندما أصدر أمراً بهدم التماثيل البوذية القابعة في مدينة باميان تطبيقاً لما رأه من أن التماثيل شي يناقض التعاليم الإسلامية ولم يعر الملا عمر بالاً للمطالب الدولية بعدم هدمها كونها معالم أثرية.
[عدل] بعد الغزو من قبل قوات التحالف
وبعد انسحاب مقاتلي طالبان من العاصمة كابول، ظل مصير "أمير المومنين" "الملا" محمد عمر مشابهاً لمصير الشيخ أسامة بن لادن - السبب الرئيس لاجتياح القوات الأمريكية لأفغانستان بفارق ظهور أسامة بن لادن بين الفينة والأخرى على وسائل الاعلام العالمية باشرطة فيديو ورسائل صوتية إلا أن الملا عمر لايزال متواري عن الانظار بصمت، ومن غير المعروف حتى كتابة هذا المقال مكان الملا عمر أو كونه على قيد الحياة.