"إرهابيّون يقودون الصحف"

قبل سنوات كان يوجد ( شباب متحمس ) هكذا يوصفون , لا يفقه من أمور الدين الإسلامي شيء , بعضهم تسرب من التعليم العام منذ الابتدائية أو المتوسطة حتى يصبح ( مطوع ) بكل سهولة وإن درس ( بعض ) الكتب الشرعية إلا أنها لا تغني ولا يعتبر دارسها مؤهلا شرعيا وهو كبير بالسن فكيف بالصغير ! هؤلاء الشباب فهموا الدين والتدين فهما ظاهريا شكلانيا وإلا فعقولهم خاوية فهم لم يدرسوا على أيدي علماء معتبرين .

كانوا يكفرون كل من يخالفهم من المسلمين بلا أدلة ولا انضباط ولا حوار ولا فهم صحيح متزن ؛ ويرون أن هؤلاء المسلمين بعد تكفيرهم يستحقون إراقة دماءهم على الفور بينما حتى الردة إن ثبتت يستتاب المرتد قبل عقابه ولكن هؤلاء لا يفقهون ! قد انضموا إلى جماعات تنشط بشكل غير رسمي فقدموا عقولهم قربانا لهذه الجماعات حتى أصبحت منقادة لما يملى عليها وبعيدا عن المنهج الذي خطته الدولة و ولاة أمرها الغيورين على الدين والوطن . ألا يكفي أن الدولة رسمت لها منهجا واضحا بإتباع القرآن والسنة فوجود المخالفات لا يعني موافقتها لها ووجود الاختلاف لا يبرر ولا يعني التفجير والتخريب فلا أحد كامل إلا الله ! لم يعرضوا آراؤهم والإشكاليات التي تواجههم لمن هم أكثر علما وخبرة , لا يناقشون أية أحد, لغة الحوار معدومة لذا لم يجدوا طريقة لنشر الدين إلا بالتفجير والتخريب كان من بين هؤلاء " النقيدان وابن بجاد العتيبي " كانا إرهابيين يزعمون التدين وما هم بمتدينيين ! لا أعرف الفترة التي كانوا فيها إرهابيين ربما لم أولد وقتها ولكنني سألت هل يعرف أية أحد العلامة "منصور النقيدان أو الشيخ عبدالله بن بجاد" ؟ إنهم لم يكونوا ذا شيء يذكر ؛ إنما متطفلين على الدين ولو عرضت على أحدهم مسألة دينية لما أجاب لأن معلوماته التي استقاها من الجماعات إياها قد تكون مضللة أو....أو.... فالعلم يؤخذ من العلماء الكبار ومع هذا ليس أية أحد إنما من عينوا من قبل الدولة . قبض على هؤلاء الإرهابيين بعد حرقهم لأحد المحلات وآخرين متطرفين يشبهون صفات هؤلاء بالدين الظاهر " لحية – ثوب قصير – حفظ آية " ثم يعتبر نفسه شيخ أو إمام ! أما الآن ليس شرطآ أن يكون بلحية وثوب قصير " لزوم التمويه " ! لم يعرفوا كمتخصصين شرعيين ولا طلبة علم ولا هم يحزنون ! سجن من سجن وتحول من تحول , بعد السجن والعقوبة والتحولات أرادوا التكفير عن ماضيهم ليشعروا الناس بأنهم معتدلين كي يتقبلونهم , ولأن إرهابهم كان يتم باسم الدين, الدين الذي لم يعرفوه سابقا على بصيرة وحقيقة أصبحوا بعد ذلك يهاجمونه تحت مصطلحات مختلفة ويعتبرون التفلت منه ومهاجمته هو الطريق إلى الاعتدال ! لذا لم يشعروا بالوسطية ونعمة وسطية الإسلام إنما انتقلوا من تطرف إلى تطرف ! فالدين الذي فهموه فهما خاطئا وبالتالي ينافحون عنه لم يحاولوا في فترة العلاج تصحيح مفاهيمهم الخاطئة عنه إنما يحاولون التفلت منه أو مهاجمته كتكفير لإرهابهم الماضي ! المناهج التي درسها هؤلاء هي التي درسها آخرين لم يفجروا ولم ولم ..... ! الأماكن التي تعمل بشكل ( رسمي ) وهي ذات طابع ديني هي نفسها التي ذهب إليها آخرون ولم يتطرفوا . لماذا لا يخبرون المجتمع بأنهم ضحايا الجهل الشرعي والفهم الخاطئ للدين وتغييب العقل وغياب الرقابة الذاتية والأسرية والانضمام لكل من " هب ودب " وبشكل غير رسمي وان كان رسمي بلا رقابة و يدعي التدين !

هم ومن جرب تطرفهم وان لم يفجر وكذلك من لم يجرب تطرفهم وإرهابهم من النوع الأول ولكن لديه تطرف وإرهاب من نوع آخر يرون الآن أنهم معتدلين ! لم يقفوا عند وسطية الإسلام , كانوا في السابق يسيئون لوسطية الإسلام بأفعالهم ( الإجرامية ) التي ينسبونها إليه وهم الآن يسيئون لها عمدا فما الذي تغير ؟! فتحت لهم الصحف وأهديت الزوايا باعتبارهم ( التائبين من الإرهاب ) بينما يبثون نفس أساليب تطرفهم القديمة والانغلاق على الذات ولكن بمنهج ونوع آخر من الإرهاب ... أنا لا أتحدث عن النقيدان والعتيبي فقط إنما من يرى نفسه متشددا سابقا والآن معتدلا بينما يرون آخرين انهم إنما انتقلوا من تطرف إلى تطرف آخر !


إضاءة :
· الدين كالدواء يشرب منه بطريقة صحيحة ومنظمة عند مخالفة ما جاء بالتعليمات فإنه لن يجدي ولن يشفي ! .
· وجود تطرف من نوع أول لن يجعلنا نركع ونسجد للتطرف من النوع الآخر وان لم يوجد أية خيار غيره ! بل سننتظر متى ستشرق شمس بلادي قاتلة كل إرهاب!!

كتبه/ ميساء بنت العنزي


منقووووووووول

شكرا على الموضوع الرائع

مشكور اخي

دمت بود

مشكووووور عالمرور
الرائع نورت الصفحه