لا تؤخذ المطالب بتكرار الرجاء والتمنـّي، وترديد الرغبات والأماني، إنما ينال المرء ما يُريد بهمته وسعيه له..
مختلفةٌ هي الحيـاة وملأى بالطموحات، إذ كلما عاش المرء فيها حدثًا في مرحلةٍ ما من مراحل عمره، تكونت لديه مجموع رغبات يطمح للوصول إليها
وتختلف الرغبات والطموحات في كل مرحلة من مراحل العمر المختلفة.. ولكنها لا تنتهي أبدًا !
جميعنا كنا نطمح منذ الصغر للنجاح والتقدم.. وتعبيد طريق المستقبل وغيره..
وتتالت الأمنيات وظللنا نحصل على ما نريد، ولما نفرغ منه نطمح لغيره، وإن لم نحصل على ما نريد نظل نتوق له حتى نصله، ويبقى لنا هاجسًا لا نرتاح حتى نبلغه.
الإنسان، هذا الكائن الذي لن نقف عند تعريف واضحٍ ثابتٍ له، هو في تغير دائم، في طموح مستمر، في حياةٍ وسيرورةٍ لا تقف مطلقًا.
الحياة لا تتوقف عند أحد، ولا تقف عند مكان، ولا تثبت على حال، والإنسان متحرك هو الآخر مستمرٌ حركي لا يثبت عند حد، ويطلب الآتي دومًا..
وأنا أقف عند هذه النقطة يُخيلُ إليّ أن لا شيء سيملء عينا ابن آدم، وبالمقابل من ذلك لا شيء يدوم له، وأخيرًا لا شيء ينفعه غير ما حصد من إيجابياتٍ في كل مراحل عمره تلك
كل شيء في هذه الدنيا سهل النيل والوصول إليه، إلا الوصول لجنة الغد، لنعيم الخلد، للنجاح في العالم الآخر المُنتـَظر.. فهذا ما يستحق العمل المُضاعف، ومع ذلك الخشية من عدم القدرة على بلوغه.
في لحظات تبدو الدنيا كدهليز مستتر لن يُنار لنا إلا بالمشقة، ولكن يوم ننال المُراد تبدو الدنيا كحبة قمح لا قيمة لها لصغر حجمها، وتتعاظم الآخرة وغياهبها، ومشقتها الحقيقية.. والخوفُ من الُمنتـَظر.
هل نُدرك أن نعيم الدنيا زائل، وأن تشميرنا وسعينا لمُشتهيات الحياة إن هو إلا طريق للفناء؟
في حين أن أصعب ما بحياتنا ككل هو الوصول لمطمح رضوان الرب، ونيل الجنة؟