بسم الله الرحمن الرحيم
سوف نتحدث عن الفصل الرابع من فصول حقيقة شهادة إن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو فصل (في أسمائه صلى الله عليه وسلم)
كثرة الأسماء دالة على عظم المسمى, وأسماء النبي صلى الله عليه وسلم دالة على معان عظيمة, وأعظم أسمائه وهو العلم عليه صلى الله عليه وسلم إذا أطلق اسمه (محمد) وهو الذي سماه الله به في القران الكريم, يقول تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} ويقول سبحانه: {ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} ويقول سبحانه: {والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم} ويقول سبحانه: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل افاين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ون ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}.
وهو اجل أسمائه صلى الله عليه وسلم, يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وشق له من اسمه ليجله - فذو العرش محمود وهذا محمد
واصل البيت لأبي طالب, ضمنه حسان رضي الله عنه قصيدته.
ومن أسمائه صلى الله عيه وسلم: احمد, وهو الاسم الذي ذكره عيسى عليه السلام في بشارته ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم, كما اخبر الله سبحانه وتعالى عنه, فقال عز وجل: {ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد}.
ومن أسمائه صلى الله علية وسلم: المتوكل, كما جاء في الحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه في ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة, حيث جاء فيه (....وأنت عبدي ورسولي, سميتك المتوكل....) الحديث. أخرجه البخاري .
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: ما جاء في الحديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن لي أسماء: إنا محمد, وانأ احمد, وانأ الماحي الذي يمحو الله بي الكفر, وانأ الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي, وانأ العاقب الذي ليس بعده احد) متفق عليه.
وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفيه اسماء, منها ما حفظنا, ومنه مالم نحفظ, قال: (انا محمد, واحمد, والمقفي, والحاشر, ونبي التوبة, ونبي الرحمة) اخرجه مسلم.
ومعنى اسمه صلى الله عليه وسلم(محمد) : وهو اسم منقول من الحمد وهو في الاصل اسم مفعول من الحمد وهو يتضمن الثناء على المحمود ومحبته, واجلاله, وتعظيمه, وبنى على زنة (مفعل) مثل معظم ومحبب ومسود ومبجل ونظائرها, لان هذا البناء موضوع للتكثير فان اشتق منه اسم الفاعل, فمعناه: من كثر صدور الفعل منه مرة بعد مرة..., وان اشتق منه اسم مفعول, فمعناه: من كثر تكرر وقوع الفعل عليه مرة بعد اخرى , اما
استحقاقا, أو وقوعا,فمحمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد اخرى, أو الذي يستحق ان يحمد مرة بعد اخرى.
واما الماحي والحاشر والعاقب فقد جاءت مفسرة في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه المتقدم.
وسوف نكمل بأذن الله الفصول الأخرى.
ودمتم في حفظ الله ورعايته.