غربة ... الأجساد ... لاغربة ... المشاعر
غربة الأجساد لاغربة المشاعر
غيمه .....
مطر .....
طقس جميل ....
أشجار وخضره .....
الطريق .....
الرصيف....
المباني.....
والناس
كلها أشياء لا اجهلها لكن أشكلها وألوانها ورائحتها مختلفة عن ما في بلدي
القدر وحده ساقني إلى بلاداً بعيده جدا عن أهلي وأحبتي
كان الوقت غير مناسب ولكني لا املك أن أرفض القدر
تمنيت أن لا ارحل في هذا التوقيت لأني ما لبثت أن أجد ضالتي في بلدي
حتى جاء القدر يقول لي أحزم حقائبك فقد حان وقت الرحيل
آآآآه أنه الرحيل المر
لا اخفي سراً أن لحظات الوداع كانت عندي أصعب من الغربة نفسها
لكني أواسي نفسي كثيرا أقول أنها غربة الأجساد لا غربة المشاعر.
مفاد القول
ما "دفعني" أن أكتب أن قلبي في بلد وأنا في بلد آخر
وقعت في الحب ولكني لم اُرحم، كل ما أعرفه
أن قلمي لا يكتب إلى حينما يُستفز، لا أعلم ماذا اقول لكن نقول من البداية:
في ذلك المساء الذي لا ينسى كان كل شي يوحي بأن هذا المساء جميل
كنت اعد العدة لسفري خارج البلاد وكان قد تبقى على موعد سفري بضع أيام،
وأنا في غمرت ما أنا فيه ما بين شراء الحاجيات ومراجعة الجهات الرسمية لاستخراج تأشيرة السفر ،
عدة إلى منزلي قلت لعلي أخذ قسطا من الراحة،
وكان ملاذي للراحة دائما إما كتابي أو جهازي الكمبيوتر،
دخلت داري فوجدت الجهاز يعمل ودخلت على الشبكة العنكبوتيه تلك النافذة التي نطل بها على العالم
وأنا أجوب العالم من خلالها وقع نظري على فتاة تجلس في مكان بعيدا عن الناس تقف وهي تنظر للأعلى،
الناس من حولها يتكلمون ويأكلون ويشربون ويغنون ويرقصون،
أما هي كأنها تفكر في شيئا ما،
كان صمتها أجمل سنفونية سمعتها،
وهدوءها كبرياء ،
ونظراتها التي تحلق في الأعلى كانت تمتلئ شموخاً،
منظرها يوحي لك بالعظمة،
كانت انيقه في ملبسها،
كنت اكرر النظر لها عدة مرات لكن عيني كانت تخذلني فيقع نظري إلى مادونها،
كنت أخشى أن تراني أحدق فيها،
قررت أن ذهبت صوبها، علي أمتع ناظري من قرب
بما خلق الله وبما وهبها سبحانه وتعالى من حسناً وجمال،
استجمعت شجاعتي وقوتي وذهبت صوبها،
دنوت منها قليلا وبادرت بالسلام فلم ترد،
كررت السلام عليها وأيضا لا جاوب ،
حتى بدأت أشك أنها تسمع وقبل أن أعيد عليها السلام للمرة الثالثة
قالت: وعليكم السلام
يااااه كان صوتها رقيقا جدا، لكنها لما تنظر إلى من كان يحدثها
وكأنني حائط أو قطعة أثاث
وكأن من سلم عليها صوتا يخرج من أي جهاز أو من باطن الأرض لا من إنسان،
استفزتني كثيرا بهذه الحركة وأضعت ماجمعته من كلام كنت أنوي أن أقوله لها،
أخذت أحدث نفسي وقلت هذه الإنسانة متعالية جدا لا بد أن ارحل واتركها،
وأنا أهم بالرحيل نظرت لي نظره لم أفهمها
لكن عيناها كانت جميلتان وساحرتان فتراجعت عن قرار الرحيل،
(حديث نفسي) ياالله ماذا أقول لها أريدها أن تتكلم صوتها جميلا جداً.....
حاولت أن أتكلم معها لكن صوتي أصبح لا يسمع من شدة ارتباكي
وبدأ جسمي يرجف
لقد أفقدتني الثقة في نفسي من شدة غرورها،
وأخذت أصدر أصوت غير مفهومه
في محاولة يائسة مني للتعبير بأي يشي.
عاودت النظر إلى مره أخرى ........
فأزداد ارتباكي أكثر ( لكن قلت لعل نظراتها علامات لقبولي).....
لكني أحس بها تضحك في داخلها من ما اصابني
سمعت صوت يصدر منها فقلت نعم ياسيدتي هل قلتي شياً
فضحكت بكبرياء ولم تجبني
عدت مره أخرى لحيرتي فلا أنا الذي ذهبت ولا أنا الذي استطعت أن أتحدث معها
(موقف لا أحسد عليه)
أحسست بها تسرق النظر لي وأنا في حاله يرثى لها العرق بدأ ينهمر من جبيني
والرجفة تملكت أطرافي وأصبحت أتنفس بصوت مرتفع
اتخذت القرار بالرحيل، فالواضح لي أنها ترفضني
أدرت ظهري لها وهممت بالرحيل خطوت خطوتان فإذا بي اسمع صوتها وكأنها تناديني
توقفت عن المشي واستدرت لها
قلت نعم يا سيدتي
(لا حياة لمن تنادي)
قلت مرة أخرى نعم يا سيدتي
قالت : ماذا هل تكلمني
قلت : نعم أكلمك ألم تناديني
"ضحكت بشموخ" قالت عفوا أني أتحدث بالهاتف الم ترى سماعة الهاتف في أذني
يااااه أحسست بعدها بحجم غبائي وألوان الطيف بدأت تلون وجهي.
لقد كنت في عالم وهي في عالم آخر
عادت مره أخرى لسماعة هاتفها وأنا عاودت السير أجر أذيال الهزيمة والخيبة،
أخذت أسير بعيدا فإذا بي أسمع صوتا يناديني
فقلت لن أجيب فهي تتحدث بالهاتف فربما صوتها أرتفع قليلا،
أكملت المشي بخطى مترددة ،
وإذا بالصوت يعلو أكثر فأكثر.
فقررت أن أقف ولكن لم استدر لها
فقلت هل من منادي وأخذت أكررها بصوت مرتفع هل من منادي فاجيب.
فلم أسمع إلى علو ضحكاتها
قالت : نعم هناك من يناديك فاجب
لم تسعني الدنيا من الفرحة أحسست أن الدنيا ابتسمت لي مرة أخرى
فرجعت لها وقلت نعم ياسيدتي ما ذا تريدين
قالت : ماذا أريد؟ ..... اهااا أذهب لا أريد شيئاً
قلت : عفوا لم أقصد هذا
قالت : لا عليك .. أيه الشاب قولي من أي البلاد أنت
قلت : أن من أرضكم فأنا أقطن في مكان ليس ببعيد من هنا
ومضينا في حديثنا ... تجاذبنا أطراف الحدث ولكني كنت انتزع الكلام من فمها
(مغروره ولكن كانت جذابه )
وأصبحنا على هذا الحال كل يوم أقف في نفس المكان وتأتي في موعدها
وكانت تقول دوماً ( أنني مررت بالصدفة من هنا فوجدتك )
((غرور أم كبرياء))
لا أعلم ...........لكني كنت دائما أقول لها يالها من فرصة سعيدة
( أحاول أن ارضي غرورها أو كبريائها لا أعلم أيهم ارضي)
وبعد مرر عدة أيام
قالت: كيف تصفني يا فيلسوف زمانك
فقلت : أنت صعبه الملامح، مليئة بالتناقضات، تتعدين تفكيري دائما،
وكأنك تفكرين خارج الخارطة الكونية،
ثم تعودين بي إلى أقصى ما في الأرض فقط لتذكرينني أنني لا أحلم وان ما أعيشه وأسمعه حقيقة،
ثم تسافرين بي لعالمك الخاص لأعيش معك مابين الحلم والواقع،
لا أعرف كيف أحس بك أحيانا تعطيني الأمل كله وأحيانا تصيبيني باليأس الشديد.،
محيره ،محركة لسكون الإحساس ،
مستفزه لكل برودا كان يعتريني قبل أن أعرفك.
قالت: يكفي..... فلم أعلم من قبل أني أملك هذه الأشياء ،
قاطعنا صوت هاتفها، فستاذنتها بالرحيل فسمحت لي
عدت إلى حقائبي فلم يبقى على سفري سوا يوما واحد،
قلت لعلي أخبرها غدا (ولا أخفيكم سرا أني حاولت جاهدا أن الغي سفري)
فأنا لا أريد أن اتركها، أخذت أفكر في ردة فعلها
قلت ربما ستغضب أو تبكي على أو أو .... أفكار كثيرة..." إن غدا لناظره لقريب"
يوم السفر .....
كان وقت سفري ليلا، ذهبت إلى مكان لقاءنا انتظرها لكي أخبرها برحيلي،
فوجدتها هناك (كانت مفاجئه بالنسبة لي )
ألقيت عليها السلام وأخذت أتبادل معها أطراف الحديث
وعندما هممنا بالرحيل
قلت: هل تعلمين أنني غدا لن أتي لهذا المكان
قالت : وأنا كذالك
قلت : سوف أرحل
قالت : أعلم أنك راحل
(فاجأتني أجاباتها)
قلت : سوف أسافر إلى بلادا بعيده
قالت: لماذا عرفتني
قلت : أحببت فيك تميزك في كل شي
قالت: سوف ترحل وتنساني (فالأرض فيها العطر والنساء)
قلت : أنت غير كل النساء
قالت : الأيام بيننا
قلت : سأرحل وقلبي هنا
قالت : أرحل بقلبك كي تعيش
كان وداع مر قاسي خالي من العواطف،
أعلم أني كنت بالنسبة لها شي جميل
كما أعلم أنها بالنسبة لي كانت كل شيئا جميل.
كانت تخفي إحساسها ومشاعرها لماذا لا أعلم؟؟؟؟
بين هذا وهذا رحلت لبلاد الغربة بعيدا عنها ولكنها قريبه مني لا تفارق تفكيري
لقد مضى على سفري وقت ليس بالقصير
وشاهدت العطر والنساء كما قالت لكنها كانت غير كل نساء الأرض
أبجديات المشاعر
المملكة المحتدة ـ مدينة أكسفورد
25 يونيو
2010 عاماً من التحديات الجديدة