المقطع الاول........
تضج الكلمات في داخلي
يصرخ ألم وضجر في أعماق روحي..
تمزق من شدة وقعه في نفسي
كل معاني وكلمات الصبر والتأني
ما عدت أعرف ماذا أريد مني..من ذاتي
حيرة و شتات ..ضيــعـتــني
وضيعت كل معنى لراحتي وسكيـنـتـي..
إنـتـظار..إنـتظار..إنـتظار
كل ما أتهجاؤه في قاموس حياتي
وكل ما ألتمس حاجته في واقعي
كلمة واحده..حروفها إنتظار
طال بي زماني..وسرقني العمر أحلامي
وسلب حتى أمالي..وأنا هنا في مكاني
وكأني تخشبت من الإنتظار
جفت غصون الورد النديه..
وتـيـبّس ملمسها الأملس..وصارت
حطبا قاسي..يتكسر ليوقد النار
في ليلة شتويه..
حياتي هي تفاصيل تلك الليلة الشتويه
وقلبي هو ذاك الذي تخشب إلى
أن أتقد فيني نارا ..وأشتعل كجمره
غضب وقهر..إحترق وأحرق كل مافيه
وكل ماعرف..وكل مالم يعرف..وكل من كان حوله
ليلة طويله ..بارده..قاسيه..ظالمه
ظلمتني وقست علي دهرا
تمردت علي وقيدتني..أدمت كل مافيني
حتى يديّ وقلمي..حبري وكلماتي
أشتكت ألمها..وبكت همها
أزعجني أنينها..وأرقني صوت وجدها
وأنا المتخشب ..المتحجر على نافذة واقعي
أراقب بصمت ..واتأمل بشرود
دروب الحياة ..وضجيج الواقع المغلوب
المقطع الثاني.........
وإذا بقطرات مطر..تطرق زجاج نافذتي
تطرقه بصوت أيقنت روحي أنها تسمعه
وتأكدت عينَيّ أنها تراه..
واستفاق أخيرا شعورٌ في ذاك الكائن المتبلد في أعماقي
تحرك ونسى إنتظاراً دام عمر..
غاب ذاك الكابوس للحظات ..للحظات فقط
ركضتُ فيها ولا أدري لما ركضت ولا أعرف حتى الإتجاه ولماذا..
ولم أجد نفسي إلاّ تحت ذاك المطر المنهمر
لم تكتفي عيناي بالنظر له ..بل عشت لحظات تحت
زخاته ورحمته..تحت طهره ..جماله..نقائه..وحتى عذوبته
وكأني ولدت تحته من جديد ..قطراته أخمدت ناري
المتقده فيني ..وغسلت حتى رماد احتراقه
وكأن غصون قلبي المتخشبه اليابسه..
تشربت الماء والحياة من جديد
أسقتها لحظات المطر مشاعر الوجد ..والود والشعور
تنفس صدري نسيم الحنين والذكريات
سلمت له روحي وقلبي وجسدي ..لتلك اللحظات
كنتُ أنا وكلماتي وأهاتي نترنم بلحن المطر
بكل ماسكنني من مشاعر ومعاني..إلى أن أحسست
أني صرت جزءاً من لحن "أنغام المطر"
لحن إيقاعه صاخب في نفسي..أثار معنى الوجود في وجودي
لحن هادئ ساكن في أذني ..انسجمت معه روحي وحتى جوارحي
لم أسمع في وجوده أي صوت مزعج يعكرني ..
حتى أجفاني ..وكأنها استسلمت لسبات تمَلكَنِي وأنا واقف أنظر
ولم أفق من تلك اللحظات وذاك الحلم ..إلاّ بعد انقطاع
صوت تلك الأنغام..وأنظر حولي وإذا أنا في بيـتي
وما عشته فيه كان حلم يقظه..ليته لم ينتهي
وعدت أدراجي إلى غرفتي..وكما كنت خلف نافذتي...... .
منقووووووووول