منتديات سبيس باور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سبيس باور

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
دراج الشبح
حملة الوفاء لصحابة رسول الله Vote_rcapحملة الوفاء لصحابة رسول الله Voting_barحملة الوفاء لصحابة رسول الله Vote_lcap 
رياح وردة الليل
حملة الوفاء لصحابة رسول الله Vote_rcapحملة الوفاء لصحابة رسول الله Voting_barحملة الوفاء لصحابة رسول الله Vote_lcap 
Kaiito
حملة الوفاء لصحابة رسول الله Vote_rcapحملة الوفاء لصحابة رسول الله Voting_barحملة الوفاء لصحابة رسول الله Vote_lcap 

 

 حملة الوفاء لصحابة رسول الله

اذهب الى الأسفل 
+2
*فادي*
برجوازية
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
برجوازية
شمس المنتدى
شمس المنتدى
برجوازية


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله 37589959

انثى عدد الرسائل : 15658
العمر : 25
الإقامة : الجزائر بلد الشهداء
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Jazaer
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Gzaery
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
السٌّمعَة : 0

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالإثنين يونيو 27, 2011 10:59 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني اخواتي اعضاء منتديات سبيس باور
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : " فإن أولى ما نظر فيه
الطالب
وعني به العالم بعد كتاب الله -عز وجل- سنن رسوله -صلى لله عليه وآله
وسلم- فهي المبيِّنة لمراد الله -عز وجل

من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده
، والمفسرة له ، والهادية إلى الصراط المستقيم
صراط الله مَن اتبعها اهتدى ،ومن
سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ،
ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ،
والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم -صلى الله عليه وآله وسلم-
إلى
الناس كافة ، وحفظوها عليه ،وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون الذين وعوها
وأدوها
ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين
" والصحابة أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا
،
وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه " .
كما قاله
ابن مسعود _رضي الله عنه_ [2] . "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة
والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة "[3]

وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام- فعن ابن عباس _رضي
الله عنهما_
في قول الله عز وجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى
عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59) قال :
أصحاب محمد -صلى الله عليه
وسلم- [4].

ووفاءا منا لهم رضوان الله عليهم
ابدأ واياكم

حملة الوفاء لصحابة رسول الله

وهي عبارة عن مساهمات منا نقوم فيها بالغوص في حياة
الصحابة الكرام
فكل واحد منا يسرد علينا حياة صحابي جليل
اتمنى ان تشاركوني هذا العمل
واجركم على الله



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*فادي*
صديق متميز
صديق متميز
*فادي*


الأوسمة :
عدد الرسائل : 525
العمر : 36
الإقامة : لبنان
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Iraq
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Iraqy
تاريخ التسجيل : 12/01/2011
السٌّمعَة : 0

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالإثنين يونيو 27, 2011 2:02 pm

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فكره جميله اخيتي

يسرني ان اكون اول المشاركين

وسأسرد عليكم قصة حياة رجل من رجال الدين وعلم من اعلام التاريخ ورمز من رموز هذه الامة
إنه الصحابي الجليل مصعب بن عمير... مأخوذة من كتاب
(المستطرف في كل فن مستظرف)

هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث.

غرّّة فتيان قريش ، وأوفاهم جمالا ، وشبابا..

يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..

ولد في النعمة، وغذّيّ بها، وشبّ تحت خمائلها.

ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..

ذلك الفتى الريّان، المدلل المنعّّّم، حديث حسان مكة، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الإيمان والفداء..؟

بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير"، أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.

إنه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام وربّّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام..

ولكن أيّ واحد كان..؟

إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعا..

لقد سمع الفتى ذات يوم، ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..

"محمد" الذي يقول إن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا إلى عبادة الله الواحد الأحد.

وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّّ لها، ولا حديث يشغلها إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.

ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه، زينة المجالس والندوات، تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها، ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..

ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد، ولا التلبث والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه...

هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن، ويصلي معهم لله العليّ الكبير.

ولم يكد مصعب يأخذ مكانه، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه، ثم آخذة طريقها إلى الأسماع والأفئدة، حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!

ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه، وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج، والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنّه وعمره، ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!


*******************************


كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها، وكانت تهاب إلى حد الرهبة..

ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه.

فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها، استحالت هولا يقارعه ويصارعه، لاستخف به مصعب إلى حين..

أما خصومة أمه، فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!

ولقد فكر سريعا، وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا.

وظل يتردد على دار الأرقم، ويجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قرير العين بإيمانه، وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم عن إسلامه خبرا..

ولكن مكة في تلك الأيام بالذات، لا يخفى فيها سر، فعيون قريش وآذانها على كل طريق، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة، الواشية..

ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية يلى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم، فسابق ريح الصحراء وزوابعها، شاخصا إلى أم مصعب، حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...

ووقف مصعب أمام أمه، وعشيرته، وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته، القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم، ويملؤها به حكمة وشرفا، وعدلا وتقى.

وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن اليد التي امتدت كالسهم، ما لبثت أن استرخت وترنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام، وهدوءا يفرض الإقناع..

ولكن، إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى، فإن في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..

وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها، وحبسته فيه، وأحكمت عليه إغلاقه، وظل رهين محبسه ذاك، حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ، وغافل أمه وحراسه، ومضى إلى الحبشة مهاجرا أوّّابا..

ولسوف يمكث بالحبشة مع إخوانه المهاجرين، ثم يعود معهم إلى مكة، ثم يهاجر إلى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.

ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة، فان تجربة إيمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان، ولقد فرغ من إعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار، واطمأن مصعب إلى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئها الأعلى، وخالقها العظيم..

خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما إن بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..

ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا، وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة، وألقا وعطرا..

وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة، شاكرة محبة، وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة، وقال:

" لقد رأيت مصعبا هذا، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!

لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها، حتى لو يكون هذا الانسان ابنها..!!

ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..

وإنها لتعلم صدق عزمه إذا همّ وعزم، فودعته باكية، وودعها باكيا..

وكشفت لحظة الوداع عن إصرار عجيب على الكفر من جانب الأم وإصرار أكبر على الإيمان من جانب الإبن.. فحين قالت له وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّه إني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي أنه لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله"...

أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب، لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي، ويضعف عقلي"..!!

وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر، لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب، يأكل يوما، ويجوع أياما، ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، كانت قد جعلت منه إنسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة...



*****************




وآنئذ، اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره إلى المدينة، يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة، ويدخل غيرهم في دين الله، ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..

كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها، وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير، وهو يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة، ويلقي بين يديه مصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة، ومنطلق الدعوة والدعاة، والمبشرين والغزاة، بعد حين من الزمان قريب..

وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق، ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه وإخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجا..



لقد جاءها يوم بعثه الرسول إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة، ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!

وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة، كان مسلمو المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم "مصعب ابن عمير".

لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..

فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها. عرف أنه داعية إلى الله تعالى، ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس إلى الهدى، وإلى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به، ليس عليه إلا البلاغ..

هناك نهض في ضيافة "أسعد بن زرارة" يغشيان معا القبائل والبيوت والمجالس، تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه، هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (إنما الله إله واحد)..

ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه، لولا فطنة عقله، وعظمة روحه..



ذات يوم فاجأه وهو يعظ الناس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة، فاجأه شاهرا حربته يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم، ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل، ولم يألفوه من قبل..!

إن آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها وإذا احتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا إليها، فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه... هكذا يتصورون ويتوهمون..



أما إله محمد الذي يدعوهم إليه باسمه هذا السفير الوافد إليهم، فما أحد يعرف مكانه، ولا أحد يستطيع أن يراه..!!

وما إن رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي، وثورته المتحفزة، حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا، متهللا..

وقف أسيد أمامه مهتاجا، وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:

"ما جاء بكما الى حيّنا، تسهفان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا، إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!

وفي مثل هدوء البحر وقوته..

وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:

"أولا تجلس فتستمع..؟! فإن رضيت أمرنا قبلته.. وإن كرهته كففنا عنك ما تكره".

الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!



كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه إلى ضميره، فيدعوه أن يسمع لا غير.. فإن اقتنع، تركه لاقتناعه وإن لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم، وتحول إلى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..

هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته إلى الأرض وجلس يصغي..

ولم يكد مصعب يقرأ القرآن، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم، وتكتسي بجماله..!!

ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:

"ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟

وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا، ثم قال له مصعب:

يطهر ثوبه وبدنه، ويشهد ألا إله إلا الله".

فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، ووقف يعلن أنه يشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله..

وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة، وتمت بإسلامهم النعمة، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: إذا كان أسيد بن حضير، وسعد ابن معاذ، وسعد بن عبادة قد أسلموا، ففيم تخلفنا..؟ هيا إلى مصعب، فلنؤمن معه، فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!


****************************



لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاحا هو له أهل، وبه جدير..

وتمضي الأيام والأعوام، ويهاجر الرسول وصحبه إلى المدينة، وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر، قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون إلى الثأر،و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم، ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير، فيتقدم ويحمل اللواء..

وتشب المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا، سرعان ما يحوّل نصر المسلمين إلى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، وتعمل فيهم على حين غرّة، السيوف الظامئة المجنونة..

حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين، ركزوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..

وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر، فرفع اللواء عاليا، وأطلق تكبيرة كالزئير، ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء إليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل، ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..

يد تحمل الراية في تقديس..

ويد تضرب بالسيف في عنفزان..

ولكن الأعداء يتكاثرون عليه، يريدون أن يعبروا فوق جثته إلى حيث يلقون الرسول..



لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الختام في حياة مصعب العظيم..!!

يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه قال:

[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..

وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..

ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء].

وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!

وقع حلية الشهادة، وكوكب الشهداء..!!

وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والإيمان..

كان يظن أنه إذا سقط، فسيصبح طريق القتلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..

ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:

(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)

هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها، ويكملها، ويجعلها، قرآنا يتلى

**************************


وبعد انتهاء المعركة المريرة، وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا، وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..

لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء، فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!

أو لكأنه خجلان إذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله، وقبل أن يؤدي إلى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!

لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!

**
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..

وعند جثمان مصعب، سالت دموع وفيّة غزيرة..

يقول خبّاب بن الأرت:

[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله، نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة.. فكنا إذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر"..]..

وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة، وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام، وأوجع فؤاده..

وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..
على الرغم من كل هذا، فقد وقف على جثمان أول سفرائه، يودعه وينعاه..

أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال لقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأأنت ذا شعث الرأس في بردة"..؟!

وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:

"إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".

ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:

"أيها الناس زوروهم،وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة، إلا ردوا عليه السلام"..

************************************




السلام عليك يا مصعب..

السلام عليكم يا معشر الشهداء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برجوازية
شمس المنتدى
شمس المنتدى
برجوازية


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله 37589959

انثى عدد الرسائل : 15658
العمر : 25
الإقامة : الجزائر بلد الشهداء
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Jazaer
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Gzaery
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
السٌّمعَة : 0

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالثلاثاء يونيو 28, 2011 8:28 am

اهلاااااااا وسهلاااااا بك اخويا
شكراااااا لك وجزاك الله خيرا على القصة الرائعة

بسم الله الرحمن الرحيم


أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين


قال الله تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ
وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }(الأحزاب).


أما بعد، فهذه حلقات في ذكر الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وأمراء
المؤمنين ورثة خير المرسلين وهم أربعة ومدة خلافتهم ثلاثون سنة وحديثنا
اليوم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر وثلاثة
عشر يوما ابتداء من سنة إحدى عشر هجرية من يوم وفاة النبي صلى الله عليه
وسلم.


نسب أبو بكر الصديق وكنيته:


هو أبو بكر الصديق معدن الهدى والتصديق وهو عبد الله بن أبي قحافة القرشي.


ولد بعد الفيل بنحو ثلاث سنين كان من رؤساء قريش وعلمائهم محبباً فيهم
زاهداً خاشعاً حليماً وقوراً مقداماً شجاعاً صابراً براً كريماً رؤوفاً
رحيماً.


كان أبو بكر الصديق أبيض اللون نحيف الجسم خفيف العارضين ناتئ الجبهة أجود
الصحابة أول من أسلم من الرجال وعمره سبع وثلاثون سنة عاش في الإسلام ستاً
وعشرين سنة. بويع أبو بكر الصديق بالخلافة يوم وفاة النبيّ صلى الله عليه
وسلم في السنة الحادية عشرة من الهجرة وأجمعت الصحابة كلهم على خلافته.


تجهيز أبو بكر الصديق الجيوش لنصرة الحق:


لمّا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظمت مصيبة المسلمين والإسلام كثر
النفاق واشرأب المشركون وارتدت بعض القبائل، والبعض امتنع عن أداء الزكاة
فأسرع أبو بكر رضي الله عنه لمداركة هذا الأمر العظيم فأمر بتجهيز الجيوش
لقتال أهل الردة ومن منع الزكاة فتوجهت الجيوش وقاتلوا المرتدين، وقتل
مسيلمة الكذاب، وهرب طليحة بن خويلد إلى أرض الشام وكان ادعى النبوة ثم
أسلم في زمن عمر بن الخطاب، واستشهد من الصحابة نحو سبعمائة رجل أكثرهم من
القراء ثم جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه القرءان وهو أول من سماه مصحفاً
وقبل ذلك لم يكن مجموعا بل كان محفوظا في صدور القراء من الصحابة ومكتوباً
في صحف مطهرة متفرقة.


وفي السنة الثالثة عشرة جهز أبا عبيدة بن الجراح أميراً على جيوش بلاد الشام.


فكان المسلمون في وقعة اليرموك نحو ستة وثلاثين ألفاً، والعدو مائتان وأربعون ألفا.


وبينما هم في القتال حضر بريد من المدينة المنورة أخبر خالد بن الوليد أن
الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد توفي وولى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه فأسر خالد ذلك الخبر ولم يعلم أحدا لشغلهم بالقتال.


فضائل عظيمة لرجل عظيم"أبو بكر الصديق":


عن عمر بن الخطاب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق
ذلك مالاً عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر أن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي،
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك. قلت: مثله، وأتى
أبو بكر بكل ما عنده قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك:
أبقيت لهم الله ورسوله فقلت: لا أسابقك إلى شىء أبدا". أخرجه الترمذي.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما
نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر". فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي إلا
لك يا رسول الله. "أخرجه أحمد.


وذكر أهل العلم والتواريخ والسير أن أبا بكر شهد مع رسول الله بدراً وجميع
المشاهد وثبت مع رسول الله يوم أحد حين انهزم الناس ودفع إليه رسول الله
رايته العظمى يوم تبوك وأنه كان يملك يوم أسلم أربعين ألف درهم فكان يعتق
منها ويقوى المسلمين.


موعظة للخليفة الراشد أبو بكر الصديق:


ورد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لمّا ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله
وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: "أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست
بخيركم، ولكنّ الله أنزل القرءان، وسن النبيّ صلى الله عليه وسلم السنن
فعلمنا، اعلموا أنّ أكيس الكيّس التقوى، وأن أحمق الحمق الفجور إن أقواكم
عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق،
أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت
فقوموني".


وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه:


وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كانت في السنة الثالثة عشرة عن ثلاث
وستين سنة من عمره وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوما. ودفن
في بيت عائشة ورأسه عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ولمّا توفي جاء علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه باكياً مسرعاً مسترجعاً حتى
وقف بالباب وقال: يرحمك الله أبا بكر لقد كنت والله أول القوم إسلاما،
صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذّبه الناس وواسيته حين بخلوا،
وقمت معه حين قعدوا، وسماك الله في كتابه صديقا فقال: { وَالَّذِي جَاء
بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ } سورة الزمر.


اللهم احشرنا في زمرة الصديقين وأمتنا على محبتهم واجعلنا من أتباعهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برجوازية
شمس المنتدى
شمس المنتدى
برجوازية


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله 37589959

انثى عدد الرسائل : 15658
العمر : 25
الإقامة : الجزائر بلد الشهداء
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Jazaer
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Gzaery
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
السٌّمعَة : 0

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالثلاثاء يونيو 28, 2011 8:37 am


بسم الله الرحمن الرحيم

عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين

الحمد لله الذي يبصر جريان الماء في الحجر الجلمود ولا يخفى عليه دبيب
النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليالي السود، أحمده سبحانه وتعالى
على ما أولانا من الكرم والجود،


اعيد الآية {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ
هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ
الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ
لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.


إخواني إنّ ربنا يخبرنا في هذه الآية الكريمة ان الأولياء لا يخافون إذا
خاف النّاس في القبر والآخرة ولا يحزنون إذا حزن النّاس في القبر أو في
الآخرة لأن الأولياء هم الذين ءامنوا وكانوا يتقون أدوا كل ما فرض الله
عليهم واجتنبوا كل ما حرّم الله عليهم،


الأولياء جمع ولي والولي هو الإنسان الذي استقام بطاعة الله تعلم علم
الدين عرف الحلال والحرام عرف ما فرض الله وما حرّم الله فأدّى كل الفرائض
واجتنب كل المحرمات وزيادة على ذلك أكثر من السنن والنوافل هذا هو الولي
والأولياء يكرمهم الله بالكرامات وكرامات الأولياء هي معجزات للأنبياء إن
كرامات أولياء أمة محمد هي معجزات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فالكرامة
هي أمر خارق للعادة، الكرامة أمر لا يحصل عادة، أمر خارق للعادة يحصل على
يد من اتبع النبي إتباعاً صادقاً كاملاً هذه هي الكرامة ومن هؤلاء الرجال
الذين بلغوا مرتبة الولاية وأكرمه الله بالكرامات عمر بن الخطاب بن نفيل بن
عبد العزى بن رباح بن علي بن كعب بن لؤي أبو حفص القرشي أول من لقب بأمير
المؤمنين وهو من أشراف قريش، وهو من السابقين الأولين في الإسلام وهو من
مشاهير علماء الصحابة رضي الله عنهم.


تعالوا معي نسمع موجزا عن حياة بن الخطاب عمر أولاً عمر بن الخطاب أسلم في
السنة السادسة من النبوة وكان عمره 26 عاما أسلم عمر بن الخطاب بعد نحو
أربعين رجلاً وفي قصة إسلام عمر بن الخطاب عدة روايات منها ما ذكر في كتب
السير


أن عمر قال خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني إلى
المسجد فلحقت به فإذا هو في الصلاة فقمت خلفه فاستفتح بسورة الحاقة فبدأت
أتعجب من تأليف القرءان، فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش فقرأ قول الله
تعالى إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون، فقال عمر بن
الخطاب إذا هو كاهن فقرأ النبي وما هو بقول كاهن قليلا ما تذكّرون فقال عمر
بن الخطاب وقع الإسلام في قلبي .


والرواية الأخرى قيل أن عمر بن الخطاب خرج متقلدا سيفه فرآه رجل من بني
زهرة قال له إلى أين تعمد يا عمر فقال أريد أن أقتل محمدا، فقال له كيف
شأنك وهل سيتركك بنو هاشم وبنو عبد المطلب إن أنت قتلت محمدا إن أردت أن
تعلم فإن صهرك قد أسلم، فذهب عمر بن الخطاب غاضبا إلى بيت صهره وسمع شيئا
من قراءة القرءان من خلف الباب وكان عنده أحد الصحابة فطرق الباب فلما سمع
الخباب صوت عمر توارى ثم فتحوا له فقال أسمعوني فقالوا هو حديث تحدثناه
بيننا ثم قال اتبعت محمدا؟ فقال له ختنه أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير
دينك فبدأ يضرب ختنه ضرباً شديداً فجاءت أخته تريد أن تدافع عن زوجها
فضربها فقالت أرأيت إن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ
محمدا رسول الله.


فتوقف عمر بن الخطاب عن ضرب ختنه ثم طلب الصحيفة فلما أعطيت له الصحيفة
فرأى فيها طه ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى إلى قوله لا إله إلا أنا
فاعبدون فقال دلوني على محمد فلما سمع الخباب خرج وقال له أبشر يا عمر فإني
أرجو أن تكون دعوة رسول الله ليلة الخميس لك اللهم أعز الإسلام بعمر بن
الخطاب أو بعمرو بن هشام فقال دلوني على رسول الله،


وكان النبي في بيت الأرقم في الصفا وراح إلى هناك وضرب الباب وكان من أشد الناس على رسول الله في الجاهلية.


فقال الصحابة يا رسول الله هذا عمر. فتح الباب فتقدم نحو النبي فأخذه
الرسول بمجامع قميصه وقال أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده فقال عمر بن
الخطاب أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله، فكبروا تكبيرة
سمعت في سوق مكة بعد ذلك قال عمر بن الخطاب للرسول ألسنا على الحق يا رسول
الله فقال بلى فقال له لنخرج إلى الكعبة نصلي هناك فخرجوا في صفين في
أحدهما عمر بن الخطاب وفي الآخر حمزة فلما رأى كفار قريش ذلك أصابتهم كآبة
شديدة وهناك سمى رسول الله عمر الفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل هو الذي
قال فيه الرسول والذي نفس محمد بيده ما رءاه الشيطان سالكاً طريقاً إلا سلك
طريقاً غير طريقه، رجل تهابه الشياطين، أي رجل هو عمر بن الخطاب كان إذا
سلك طريقاً يسلك الشيطان طريقا غيره.


قال فيه عبد الله بن مسعود مازلنا أعزة منذ أسلم عمر، عمر بن الخطاب الذي
قال فيه الرسول قد كان في الأمم محدّثون أي ملهمون فإن يكن في أمتي فعمر.
هو الذي قال فيه النبي لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب، عمر بن الخطاب
من كراماته أنه بعث جيشا إلى بلاد نهاوند بلاد العجم وعلى رأسهم سارية
وسارية كان من الصالحين من أولياء الله، سارية في نهاوند وعمر على منبر
الرسول في المدينة يخطب يوم الجمعة كشف له الحجاب من المدينة إلى نهاوند
فرأى أرض المعركة شاشة بدون تشويش رأى أن الجبل إذا سيطر العدو ينقض على
المسلمين فصرخ وهو من على المنبر في المدينة يا سارية الجبل الجبل فسمع
سارية صوت عمر فأخذ الجبل وتغلب على العدو، الرسول قال إتقوا فراسة المومن
فإنه ينظر بنور الله.


إخواني هذا موجز عن حياة عمر بن الخطاب،عمر بن الخطاب الذي قال فيه وهب بن
منبه صفته في التوراة قرن حديد أمير شديد أشد أمتي في أمر الله عمر، الذي
هاجر جهاراً طاف بالكعبة سبعاً وصلى ركعتين ثم قال يا كفار قريش من أراد أن
تفقده أمة أو ترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فما تبعه أحد، عمر بن
الخطاب الذي بنى من المجد صرحاً.


إخواني هؤلاء الرجال الذين تخرجوا من مدرسة كان عميدها المصطفى صلى الله عليه وسلم
.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إينو
شمس المنتدى
شمس المنتدى
إينو


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله YQ2VuWحملة الوفاء لصحابة رسول الله GW176884

انثى عدد الرسائل : 39200
العمر : 30
الإقامة : الجزائر
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Jazaer
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Gzaery
تاريخ التسجيل : 11/04/2009
السٌّمعَة : 3

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 2:16 pm

وعليكم السلام
مشكووورة حنونتي فوفو على الطرح المبارك والجميل
ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك
بارك الله فيك



سيرة الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه

هو : أبو عبدالله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن
كلاب يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس (قصي)
أمه : صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم
عمته : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
زوجته : وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي الله عنها وهي أم عبدالله بن الزبير أول مولود للمسلمين بعد الهجرة
ولادته ونشأته
كَانَ عَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، أترابا، يَعْنِي:
وُلِدُوا فِي سَنَةٍ ، وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ تَضْرِبُهُ ضَرْباً
شَدِيْداً ، وَهُوَ يَتِيْمٌ . فَقِيْلَ لَهَا : قَتَلْتِهِ ، أَهْلَكْتِهِ
. قَالَتْ : إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ * وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا
الجَلَبْ
اسلامه
أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة أو أقل ، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام
ثباته في الإسلام
كان للزبير -رضي الله عنه- نصيبا من العذاب على يد عمه ، فقد كان يلفه في
حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه ، ويناديه : ( اكفر برب محمد أدرأ
عنك هذا العذاب ) 000فيجيبه الفتى الزبير رضي الله عنه : ( لا والله ، لا
أعود للكفر أبدا )
أول سيف اشهر بالإسلام
الزبير بن العوام رضي الله عنه كان فارسا مقداما ، وإن سيفه هو أول سيف شهر
بالإسلام ، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل ،
فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه ، وسار في شوارع مكة كالإعصار
، وفي أعلى مكة لقيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسأله ماذا به 0فأخبره
النبأ000 فدعاالرسول صلى الله عليه وسلم له بالخير ولسيفه بالغلب
هجرته
هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة ومعه أمه صفية بنت عبد المطلب
غزواته
شارك في الغزوات كلها، وكان أحد الفارسين يوم بدر . وكان ممن ثبتوا يوم
أحد، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها أنه شهيد ، وكانت معه
إحدى رايات المهاجرين يوم الفتح ..
قَالَ الزُّبَيْرُ : مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا
المُسْلِمُوْنَ ، إِلاَّ أَنْ أُقْبِلَ ، فَأَلْقَى نَاساً يَعْقِبُوْنَ .
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ : هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ نَجْدَةُ الصَّحَابَةِ
: حَمْزَةُ ، وَعَلِيٌّ ، وَالزُّبَيْرُ . و قد روى مَنْ رَأَى
الزُّبَيْرَ أن َفِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ العُيُوْنِ مِنَ الطَّعْنِ
وَالرَّمْي . عَنْ عُرْوَةَ قَالَ : كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ
ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ : إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ، إِنْ كُنْتُ
لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيْهَا ، ضُرِب ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ ،
وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوْكِ .
حوارى رسول الله
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( إِنَّ
لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيّاً ، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ (. قَالَ
رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( الزُّبَيْرُ ابْنُ
عَمَّتِي، وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي ) . َخَذَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِي ، فَقَالَ : ( لِكُلِّ نَبِيٍّ
حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ، وَابْنُ عَمَّتِي ) .
جاراى فى الجنة
عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : ( طَلْحَةُ
وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ ( . فهو أبو عبدالله رضي الله عنه
اسلم وهو صغير أَحَدُ العَشرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ ، وَأَحَدُ
السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى ، وَأَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي
سَبِيْلِ اللهِ ،
فضائله
أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم:
عُثْمَانُ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَكَانَ يُنْفِقُ
عَلَى الوَرَثَةِ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ أَمْوَالَهُمْ
وقد كَانَ لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام أَلفُ مَمْلُوْكٍ يُؤَدُّوْنَ
إِلَيْهِ الخَرَاجَ ، فَلاَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئاً .
بَلْ يَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا . قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ :
بَاعَ الزُّبَيْرُ دَاراً لَهُ بِسِتِّ مَائَةِ أَلفٍ ، فَقِيْلَ لَهُ :
يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ! غُبِنْتَ . قَالَ : كَلاَّ ، هِيَ فِي سَبِيْلِ
اللهِ .
الشورى
عندما طُعن عمر بن الخطاب و أراد أن يستخلف قَالَ عُمَرُ : إِنَّهُمْ
يَقُوْلُوْنَ : اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ
فَالأَمْرُ فِي هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ الَّذِيْنَ فَارَقَهُمْ رَسُوْلُ
اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، ثُمَّ
سَمَّاهُمْ. و منهم الزبير بن العوام
أَصَابَ عُثْمَانَ رُعَافٌ سَنَةَ الرُّعَافِ، حَتَّى تَخَلَّفَ عَنِ
الحَجِّ ، وَأَوْصَى ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ :
اسْتَخْلِفْ . قَالَ : وَقَالُوْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَنْ هُوَ ؟
فَسَكَتَ الرجل . فَقَالَ عُثْمَانُ : قَالُوا : الزُّبَيْرَ ؟ قَالُوا :
نَعْم . قَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنْ كَانَ
لأَخْيَرَهُمْ مَا عَلِمْتُ ، وَأَحَبَّهُم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . قَالَ عُمَرُ: لَوْ عَهِدْتَ أَوْ تَرَكْتَ
تَرِكَةً كَانَ أَحَبُّهُمْ إِليَّ الزُّبَيْرُ، إِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ
أَرْكَانِ الدِّيْنِ.
موقعة الجمل
عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ : شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ
حِيْنَ تَوَاقَفَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : يَا زُبَيْرُ! أَنْشُدُكَ اللهَ ،
أَسَمِعْتَ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ :
( إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ ) . قَالَ : نَعَمْ ، وَلَمْ
أَذْكُرْهُ إِلاَّ فِي مَوْقِفِي هَذَا ، ثُمَّ انْصَرَفَ . فانْصَرَفَ
الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ عَنْ عَلِيٍّ، فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ
اللهِ ، فَقَالَ : جُبْناً جُبْناً !
قَالَ: قَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنِّي لَسْتُ بِجَبَانٍ ، وَلَكِنْ
ذَكَّرَنِي عَلِيٌّ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَلَفْتُ أَنْ لاَ أُقَاتِلَهُ
الشهادة
لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و
سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه
بين يديه ، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده
قائلا : ( بشر قاتل ابن صفية بالنار )000 وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله
الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول : ( سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب
عن رسول الله ) وبعد أن انتهى علي - رضي الله عنه - من دفنهما ودعهما
بكلمات انهاها قائلا : ( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من
الذين قال الله فيهم : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر
متقابلين )000ثم نظر الى قبريهما وقال : ( سمعت أذناي هاتان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يقول : ( طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )0000
وصيته
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ
، دَعَانِي . فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ! إِنَّهُ
لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ ، وَإِنِّي لاَ
أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْماً ، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ
هَمِّي لَدَيْنِي ، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئاً ؟
يَا بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا ، فَاقْضِ دَيْنِي ، فَأُوْصِي بِالثُّلُثِ ،
وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا
بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ، فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ . قَالَ عَبْدُ
اللهِ : فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ ، وَيَقُوْلُ : يَا بُنَيَّ ! إِنْ
عَجِزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ ، فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ . قَالَ :
فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى حَتَّى قُلْتُ : يَا أَبَةِ ، مَنْ
مَوْلاَكَ ؟ قَالَ : اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ : فَوَاللهِ مَا
وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ ، إِلاَّ قُلْتُ : يَا مَوْلَى
الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ، فَيَقْضِيَهُ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ساكورا
مراقبة المنتديات الأسرية
مراقبة المنتديات الأسرية
ساكورا


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله P_551x2nav1حملة الوفاء لصحابة رسول الله 1434606867371حملة الوفاء لصحابة رسول الله I_c3c0f377bf1

انثى عدد الرسائل : 58523
العمر : 31
الإقامة : في منزلي
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Jazaer
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Gzaery
تاريخ التسجيل : 30/05/2009
السٌّمعَة : 44

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 9:58 pm

السلام عليكم
اشكرك عزيزتي فيكسل
جزاك الله خيرا
:::::::::::::::



أبو عبيدة بن الجرّاح - أمين هذه الأمة

من هذا الذي أمسك الرسول بيمينه وقال عنه:

" ان لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح"..؟

من هذا الذي أرسله النبي في غزوة ذات السلاسل مددا اعمرو بن
العاص، وجعله أميرا على جيش فيه أبو بكر وعمر..؟؟

من هذا الصحابي الذي كان أول من لقب بأمير الأمراء..؟؟

من هذا الطويل القامة النحيف الجسم، المعروق الوجه، الخفيف
اللحية، الأثرم، ساقط الثنيتين..؟؟

أجل من هذا القوي الأمين الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود
بأنفاسه:

" لو كان أبو عبيدة بن الجرّاح حيا لاستخلفته فان سالني ربي
عنه قلت: استخافت أمين الله، وأمين رسوله"..؟؟

انه أبو عبيدة عامر بن عبد الله الجرّاح..
أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولى
للاسلام، قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الرقم،
وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عاد منها ليقف الى
جوار رسوله في بدر، وأحد، وبقيّة المشاهد جميعها، ثم ليواصل
سيره القوي الأمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبة
خليفته أبي بكر، ثم في صحبة أمير المؤمنين عمر، نابذا الدنيا
وراء ظهره مستقبلا تبعات دينه في زهد، وتقوى، وصمود وأمانة.





**






عندما بايع أبو عبيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن
ينفق حياته في سبيل الله، كان مدركا تمام الادراك ما تعنيه هذه
الكلمات الثلاث، في سبيل الله وكان على أتم استعداد لأن يعطي
هذا السبيل كل ما يتطلبه من بذل وتضحية..


ومنذ بسط يمينه مبايعا رسوله، وهو لا يرى في نفسه، وفي ايّامه
وفي حياته كلها سوى أمانة استودعها الله اياها لينفقها في
سبيله وفي مرضاته، فلا يجري وراء حظ من حظوظ نفسه.. ولا تصرفه
عن سبيل الله رغبة ولا رهبة..

ولما وفّى أبو عبيدة بالعهد الذي وفى به بقية الأصحاب، رأى
الرسول في مسلك ضميره، ومسلك حياته ما جعله أهلا لهذا اللقب
الكريم الذي أفاءه عليه،وأهداه اليه، فقال عليه الصلاة
والسلام:

" أمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجرّاح".





**






ان أمانة أبي عبيدة على مسؤولياته، لهي أبرز خصاله.. فففي غزوة
أحد أحسّ من سير المعركة حرص المشركين، لا على احراز النصر في
الحرب، بل قبل ذلك ودون ذلك، على اغتيال حياة الرسول صلى الله
عليه وسلم، فاتفق مع نفسه على أن يظل مكانه في المعركة قريبا
من مكان الرسول..

ومضى يضرب بسيفه الأمين مثله، في جيش الوثنية الذي جاء باغيا
وعاديا يريد أن يطفئ نور الله..


وكلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركة بعيدا عن رسول
الله صلى اله عليه وسلم قاتل وعيناه لا تسيران في اتجاه
ضرباته.. بل هما متجهتان دوما الى حيث يقف الرسول صلى الله
عليه وسلم ويقاتل، ترقبانه في حرص وقلق..

وكلما تراءى لأبي عبيدة خطر يقترب من النبي صلى الله عليه
وسلم، انخلع من موقفه البعيد وقطع الأرض وثبا حيث يدحض أعداء
الله ويردّهم على أعقابهم قبل أن ينالوا من الرسول منالا..!!

وفي احدى جولاته تلك، وقد بلغ القتال ذروة ضراوته أحاط بأبي
عبيدة طائفة من المشركين، وكانت عيناه كعادتهما تحدّقان كعيني
الصقر في موقع رسول الله، وكاد أبو عبيدة يفقد صوابه اذ رأى
سهما ينطلق من يد مشرك فيصيب النبي، وعمل سيفه في الذين يحيطون
به وكأنه مائة سيف، حتى فرّقهم عنه، وطار صواب رسول الله فرأى
الدم الزكي يسيل على وجهه، ورأى الرسول الأمين يمسح الدم
بيمينه وهو يقول:

" كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم، وهو يدعهم الى ربهم"..؟

ورأى حلقتين من حلق المغفر الذي يضعه الرسول فوق رأسه قد دخانا
في وجنتي النبي، فلم يطق صبرا.. واقترب يقبض بثناياه على حلقة
منهما حتى نزعها من وجنة الرسول، فسقطت ثنيّة، ثم نزع الحلقة
الأخرى، فسقطت ثنيّة الثانية..

وما أجمل أن نترك الحديث لأبي بكر الصدسق يصف لنا هذا المشهد
بكلماته:

" لما كان يوم أحد، ورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى الى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا،
فقلت: اللهم اجعله طاعة، حتى اذا توافينا الى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، واذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح قد سبقني، فقال:
أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم..

فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيّة احدى حلقتي المغفر، فنزعها،
وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه..

ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية أخرى فسقطت.. فكان أبو عبيدة في
الناس أثرم."!!


وأيام اتسعت مسؤوليات الصحابة وعظمت، كان أبو عبيدة في مستواها
دوما بصدقه وبأمانته..

فاذا أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخبط أميرا على
ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من المقاتلين وليس معهم زاد سوى جراب
تمر.. والمهمة صعبة، والسفر بعيد، استقبل ابو عبيدة واجبه في
تفان وغبطة، وراح هو وجنوده يقطعون الأرض، وزاد كل واحد منهم
طوال اليوم حفنة تملا، حتى اذا أوشك التمر أن ينتهي، يهبط نصيب
كل واحد الى تمرة في اليوم.. حتى اذا فرغ التمر جميعا راحوا
يتصيّدون الخبط، أي ورق الشجر بقسيّهم، فيسحقونه ويشربون عليه
الامء.. ومن اجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط..

لقد مضوا لا يبالون بجوع ولا حرمان، ولا يعنيهم الا أن ينجزوا
مع أميرهم القوي الأمين المهمة الجليلة التي اختارهم رسول الله
لها..!!





**






لقد أحب الرسول عليه الصلاة والسلام أمين الأمة أبا عبيدة
كثيرا.. وآثره كثيرا...

ويوم جاء وفد نجلاان من اليمن مسلمين، وسألوه أن يبعث معهم من
يعلمهم القرآن والسنة والاسلام، قال لهم رسول الله:

" لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين، حق أمين.. حق أمين"..!!

وسمع الصحابة هذا الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع اختيار الرسول عليه، فتصير
هذه الشهادة الصادقة من حظه ونصيبه..

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

" ما أحببت الامارة قط، حبّي اياها يومئذ، رجاء أن أكون
صاحبها، فرحت الى الظهر مهجّرا، فلما صلى بنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم الظهر، سلم، ثم نظر عن يمينه، وعن يساره، فجعلت
أتطاول له ليراني..

فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، فدعاه،
فقال: أخرج معهم، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه.. فذهب
بها أبا عبيدة؟..!!

ان هذه الواقعة لا تعني طبعا أن أبا عبيدة كان وحده دون بقية
الأصحاب موضع ثقة الرسول وتقديره..

انما تعني أنه كان واحدا من الذين ظفروا بهذه الثقة الغالية،
وهذا التقدير الكريم..

ثم كان الواحد أو الوحيد الذي تسمح ظروف العمل والدعوة يومئذ
بغيابه عن المدينة، وخروجه في تلك المهمة التي تهيئه مزاياه
لانجازها..

وكما عاش أبو عبيدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أمينا، عاش
بعد وفاة الرسول أمينا.. بحمل مسؤولياته في أمانة تكفي أهل
الأرض لو اغترفوا منها جميعا..


ولقد سار تحت راية الاسلام أنذى سارت، جنديّا، كأنه بفضله
وباقدامه الأمير.. وأميرا، كأن بتواضعه وباخلاصه واحدا من عامة
المقاتلين..

وعندما كان خالد بن الوليد.. يقود جيوش الاسلام في احدى
المعارك الفاصلة الكبرى.. واستهل أمير المؤمنين عمر عهده
بتولية أبي عبيدة مكان خالد..


لم يكد أبا عبيدة يستقبل مبعوث عمر بهذا الأمر الجديد، حتى
استكتمه الخبر، وكتمه هو في نفسه طاويا عليه صدر زاهد، فطن،
أمين.. حتى أتمّ القائد خالد فتحه العظيم..

وآنئذ، تقدّم اليه في أدب جليل بكتاب أمير المؤمنين!!

ويسأله خالد:

" يرحمك الله يا أبا عبيدة.ز ما منعك أن تخبرني حين جاءك
الكتاب"..؟؟

فيجيبه أمين الأمة:

" اني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا
للدنيا نعمل، كلنا في الله اخوة".!!!





**






ويصبح أبا عبيدة أمير الأمراء في الشام، ويصير تحت امرته أكثر
جيوش الاسلام طولا وعرضا.. عتادا وعددا..

فما كنت تحسبه حين تراه الا واحدا من المقاتلين.. وفردا عاديا
من المسلمين..

وحين ترامى الى سمعه أحاديث أهل الشام عنه، وانبهارهم بأمير
الأمراء هذا.. جمعهم وقام فيهم خطيبا..

فانظروا ماذا قال للذين رآهم يفتنون بقوته، وعظمته، وأ/انته..

" يا أيها الناس..

اني مسلم من قريش..

وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى الا وددت أني
في اهابه"..ّّ

حيّاك الله يا أبا عبيدة..

وحيّا الله دينا أنجبك ورسولا علمك..

مسلم من قريش، لا أقل ولا أكثر.

الدين: الاسلام..

والقبيلة: قريش.

هذه لا غير هويته..

أما هو كأمير الأمراء، وقائد لأكثر جيوش الاسلام عددا، وأشدّها
بأسا، وأعظمها فوزا..

أما هو كحاكم لبلاد الشام،أمره مطاع ومشيئته نافذة..

كل ذلك ومثله معه، لا ينال من انتباهه لفتة، وليس له في تقديره
حساب.. أي حساب..!!





**






ويزور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الشام، ويسأل مستقبليه:

أين أخي..؟

فيقولون من..؟

فيجيبهم: أبو عبيدة بن الجراح.

ويأتي أبو عبيدة، فيعانقه أمير المؤمنين عمر.. ثم يصحبه الى
داره، فلا يجد فيها من الأثاث شيئا.. لا يجد الا سيفه، وترسه
ورحله..

ويسأله عمر وهو يبتسم:

" ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس"..؟

فيجيبه أبو عبيدة:

" يا أمير المؤمنين، هذا يبلّغني المقيل"..!!





**






وذات يوم، وأمير المؤمنين عمر الفاروق يعالج في المدينة شؤن
عالمه المسلم الواسع، جاءه الناعي، أن قد مات أبو عبيدة..

وأسبل الفاروق جفنيه على عينين غصّتا بالدموع..

وغاض الدمع، ففتح عينيه في استسلام..

ورحّم على صاحبه، واستعاد ذكرياته معه رضي الله عنه في حنان
صابر..

وأعاد مقالته عنه:

" لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت الا بيتا مملوءا برجال من أمثال
أبي عبيدة"..





**





ومات أمين الأمة فوق الأرض التي طهرها من وثنية الفرس، واضطهاد
الرومان..

زهناك اليوم تحت ثرى الأردن يثوي رفات نبيل، كان مستقرا لروح
خير، ونفس مطمئنة..

وسواء عليه، وعليك، أن يكون قبره اليوم معروف أو غير معروف..

فانك اذا أردت أن تبلغه لن تكون بحاجة الى من يقودك اليه..

ذلك أن عبير رفاته، سيدلك عليه..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
miss tiger
شمس المنتدى
شمس المنتدى
miss tiger


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 17618
العمر : 28
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Soudiarabian
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Syrian
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
السٌّمعَة : 0

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالخميس يونيو 30, 2011 4:59 pm

بـــــــــآرك آلله فيكي آختي وْجعله بموْآزين آعمآلك وْحسنآتكـ..^^

سأتحدث عن آلصحآبي آلجليل عبد آلله بن مسعوْد
(إبن آم عبــــــــــــــــد)

(عبدالله بن مسعود رضي الله عنه)

هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.

(أول لقــــــــــــــــــــآإء مع الـــــــرســــــوْل)

يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)... فقلت: (إني مؤتمـن ولست ساقيكما)... فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)... قلت: (نعم)... فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)... فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: (علمني من هذا القول)... فقال: (إنك غلام مُعَلّم).


(إســـــــــــــــــلــآإمـــــــــــهـ)

لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.
فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَمّ تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ).



(جــــــــــهــرهـ بـــإالـــقـــرآن)

وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: (والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)... فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)... فقالوا: (إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه)... فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)... فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته.
بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان، عَلّمَهُ البَيَان}... فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)... فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)... فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟!)... قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).



(حفـــــــــــــظ القـــــــــــرإآن)

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: (اقرأ علي)... قال: (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟)... فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)... قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى.
قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}... (النساء -41).
فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)... قال ابن مسعود: (فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان).
كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: (أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)... وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)... كمـا كان يقول: (من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد)...
قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)... فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).
وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: (إنّا لم نأتِكَ زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر)... فقال: (إنّ القرآن أُنزِلَ على نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد).


(قــــــــــــــربهـ مـــن الـــرســـوْوْل)
بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان، عَلّمَهُ البَيَان}... فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)... فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)... فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟!)... قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).

وابن مسعود صاحب نعلي النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته... أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه... وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه (صاحب السَّواد)... حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد).
كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: (إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب)... فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار... يقول أبو موسى الأشعري: (لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله).


(مكـــــانتهـ عـــــند الصــــــحـــــــــابة)

قال عنه أمير المؤمنين عمر: (لقد مُليء فِقْهاً)... وقال أبو موسى الأشعري: (لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم)... ويقول عنه حذيفة: (ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد).
واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: (يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود)... قال علي: (نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم؟)... قالوا: (نعم)... قال: (اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة).
وعن تميم بن حرام قال: (جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود).


(ورعـــــــــــــــــــــــــــــهـ)

كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا... يقول عمرو بن ميمون: (اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول).
ويقول علقمـة بن قيـس: (كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).


(حـــــكـــــــــــــمتــــــــــــه)

كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان: (إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه)... كما يقول عن العمل: (إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة)... ومن كلماته الجامعة: (خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له).
وقال عبدالله بن مسعود: (لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك).


(أمــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــيـته)

يقول ابن مسعود: (قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما... فدلياه إليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه... فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.

(أهــــــــــــــــــــــــــل الــــــــــــكــــــــوفـــــة)

ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله إليهم: (إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا)... ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله... حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: (أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه)... ولكنه أجاب: (إن له علي الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها).


(الـــــــــــــمـــــــــــــــــرض)

قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: (كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا)... قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟)... قال: (إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان)... قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أشتكي ذنوبي و خطايايَ)... قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟)... قال: (أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه)... قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟)... قال: (الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).
ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: (عبدي في وثاقي)... فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال: (اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته)... فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي).


(الـــــــــــــوصـــــــــــيـــــــــــة)

لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: (يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها).


(الــــــــــحــــــــــلـــــــــــــم)

لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: (رأيتُكَ البارحة، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو يقول: (يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي)... فقال عبد الله: (آللّهِ أنتَ رأيتَهُ؟)... قال: (نعم)... قال: (فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ)... فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه.

(وفــــــــــــــــــــإأآتــــهـ)

وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم... توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان... رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.


(((((للــــــــــــــآمــــآإنــــهـ آلـــــمـــــوْضـــوْع ملطــــــــــــوْوْوْش)))))

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برجوازية
شمس المنتدى
شمس المنتدى
برجوازية


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله 37589959

انثى عدد الرسائل : 15658
العمر : 25
الإقامة : الجزائر بلد الشهداء
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Jazaer
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Gzaery
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
السٌّمعَة : 0

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالجمعة يوليو 01, 2011 10:54 am

اهلاااااااا بكم جميعا
شكراااااااا على المشاركتكم الطيبة
بارك الله فيكم

سيرة على بن أبي طالب رضي الله عنه


سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين
الشيخ عبدالرحمن السحيم
هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام



هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .

ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !

فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر

انه اسد الله الغالب انه علي بن ابي طالب رضي الله عنه

هو أمير المؤمنين الإمام الكريم : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه .

كُنيته : أبو الحسن .
وكنّاه النبي حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك .

مولده : وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
وتربّى في حجر النبي حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala ولم يُفارقه .

فضائله :
فضائله جمّـة لا تُحصى
ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من
شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث
بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا .
ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala .
قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـد له الرافضة مناقب موضوعة ، هو غنى عنها .
قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد .
وكتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه " .
وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه .
وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من فضائله رضي الله عنه :
أول الصبيان إسلاماً .
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .


قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه
. اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره .

وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق .

وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه :
ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala
: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟
وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله
ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق
في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : (
فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .

روى عليّ رضي الله عنه عن النبي حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala كثيراً .

شهد المشاهد مع رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له
بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي .
وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه .

وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة

قال حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما .
رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .

من خصائص عليّ رضي الله عنه :ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala
قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله علي يديه ، يحبّ الله
ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فَباتَ الناس يدوكون ليلتهم أيهم
يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala
كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول
الله يشتكى عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأُتيَ به ، فبصق رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala في عينيه ودعا لـه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .

ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . كما
عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .لا لأجل الإمارة ، ولكن لأجل هذه
المنزلـة العالية الرفيعة " يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله "

اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام .
وكان اللواء بيد علي رضي الله عنه في أكثر المشاهد .
بارز عليٌّ رضي الله عنه شيبة بن ربيعة فقتله عليّ رضي الله عنه ، وذلك يوم بدر .

وكان أبو ذر رضي الله عنه يُقسم قسما إن هذه الآية ( هَذَانِ خَصْمَانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ؛ حمزة وعلي
وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . رواه البخاري
ومسلم .

وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد
إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة
، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟!
فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك
حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه عليّ
فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ . فكبر
رسول الله
وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته ، فاستحييت منه .

وبارز مَرْحَب اليهودي يوم خيبر
فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب =
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب


فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة =
كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة

ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه .
وعند الإمام أحمد من حديث بُريدة رضي الله عنه : فاختلف هو وعليٌّ ضربتين ،
فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته .
قال : وما تتامّ آخر الناس مع عليّ حتى فتح له ولهم .

ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala لما أراد رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala الهجرة .

ومع شجاعته هذه فهو القائل : كُنا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه الإمام أحمد وغيره .

فما أحد أشجع من رسول الله حملة الوفاء لصحابة رسول الله Sala





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برجوازية
شمس المنتدى
شمس المنتدى
برجوازية


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله 37589959

انثى عدد الرسائل : 15658
العمر : 25
الإقامة : الجزائر بلد الشهداء
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Jazaer
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Gzaery
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
السٌّمعَة : 0

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 2:31 pm

الصحابي الجليل عكرمه بن ابي جهل رضي الله عنه

[size=16]عكرمة بن أبي جهل [/size]

[size=16]مقدمة
(كان يضع المصحف على وجهه ويقول: كتاب ربي كتاب ربي)
[center](يا رسول الله،
والله لا أترك مقاما قمته لأصد عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيله، ولا
أترك نفقة أنفقتها لأصد عن سبيل الله؛ إلا أنفقت مثلها في سبيل الله )

(من يبايعني على الموت؟!)


ترى من هذا العظيم الذي تنطلق من قلبه هذا المعاني فتغير
وجه الحياة؟! إنها معاني الإيمان الصادق، والإحساس العميق بحلاوة طالما
افتقدها، ولذة قلما أحسها في عمره السابق قبل أن ينطق بشهادة الحق، أمام
رسول الصدق؛ محمد صلى الله عليه وسلم.

إنه عكرمة.....نعم...(عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة
واسم أبي جهل عمرو وكنيته أبو الحكم وإنما رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون كنوه أبا جهل فبقي عليه ونسي اسمه وكنيته )(1)... ولا تذهب بذهنك
بعيدا تفكر في مواقف أبيه وشدة عداوته للرسول والمسلمين، فقد كان هو أيضا
مع أبيه في كل ذلك؛ ولكنها رحمة الله ينزلها على من يشاء من خلقه، فتكون
للولد دون أبيه وللأخ دون أخيه.

ولنقترب قليلا منه، وعمره تسع وأربعون سنة يسير مع أبيه،
أين يقصدان؟! إنهما ومعهما جموع قريش يقصدون يثرب مدينة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ليستأصلوا شأفة هذا الدين ويقضوا على أهله، ويقاتل عكرمة دفاعا
عن الباطل قتالا مريرا، ولكنه ما يلبث أن يعود؛ تاركا أباه جثة هامدة وسط
من قتل من صناديد الكفر يومئذ - يوم بدر -.

ويتكرر المشهد مرة أخرى ونراه عائدا إلى المدينة مرة أخرى
يوم أحد، فلئن كان يوم بدر يقاتل مع أهله وعشيرته بدافع الحمية؛ فهو اليوم
يقاتل مستهدفا الثأر لأبيه، ونراه أشد بأسا، وأكثر حمية، وأسرع اندفاعا،
وإن كان بالأمس جنديا فهو اليوم قائد... ولنقترب أكثر من مشهد الحرب الضروس
الدائرة بين أنصار الحق وجيش الباطل؛( قال محمد بن عمر الواقدي حدثني عبد
الله بن عمار الخطمي قال أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد والمسلمون أوزاع قد
سقط في أيديهم فجعل يصيح يا معشر الأنصار إلي إلي أنا ثابت بن الدحداحة إن
كان محمد قتل فإن الله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم
وناصركم فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين وقد وقفت
له كتيبة خشناء فيها رؤساؤهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي
جهل وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم وحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح
فطعنه فأنفذه فوقع ميتا وقتل من كان معه من الأنصار فيقال إن هؤلاء آخر من
قتل من المسلمين يومئذ ) (2) وقتل عكرمة في هذه الغزوة عبدالله بن جبير رضي
الله عنه.

وتمر السنون ويخرج عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة إلى
الحديبية( فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على جند
فهزمهم حتى أدخلهم حيطان مكة ثم عاد )(3)

موكب النور يقترب من عكرمة نحن
الآن في السنة الثامنة من الهجرة والجموع الكبيرة تتجه لفتح أعظم البلدان (
مكة ) ويقترب موكب النور من المدينة العظيمة ( أم القرى ) وتلتقي الوجوه
المضيئة وجوه المؤمنين العائدين؛ تلتقي مع من آذاها، وعذبها وأخرجها من
الديار، ويعفو رسول الله، ويؤمّن الناس جميعا، (إلا أربعة أنفس منها عكرمة
بن أبي جهل، ويأمر بقتلهم وإن وجدو متعلقين بأستار الكعبة...)(4) (فهرب
عكرمة ولحق باليمن...)(5).....أما آن للشيخ أن يبلغ رشده، إن له من العمر
خمسًا وخمسين سنة؛ لعله بحاجة إلى موقف عملي يجلي عن قلبه غشاوة الكفر،
وصدأ الجاهلية.... وهاهو يهرب ويبتعد ( فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال
أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا.
فقال عكرمة: إن لم ينجني في البحر إلا خلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم
لك علي عهد إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده
فلأجدنه عفوا كريما. قال: فجاء فأسلم )(6) ونزل القرآن بشأنه ("وإذا غشيهم
موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما
يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور" { لقمان الآية /32}،{وإذا غشيهم
موج كالظلل } قال مقاتل: كالجبال وقال الكلبي: كالسحاب والظل: جمع الظلة
شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها وجعل الموج وهو واحد كالظل وهي جمع لأن
الموج يأتي منه شيء بعد شيء { دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى
البر فمنهم مقتصد } أي: عدل موف في البر بما عاهد الله عليه في البحر من
التوحيد له يعني: ثبت على إيمانه؛ نزلت في عكرمة بن أبي جهل هرب عام الفتح
إلى البحر فجاءهم ريح عاصف فقال عكرمة: لئن أنجاني الله من هذا لأرجعن إلى
محمد صلى الله عليه وسلم ولأضعن يدي في يده فسكنت الريح فرجع عكرمة إلى مكة
فأسلم وحسن إسلام (7)

وتبدأ بشريات إسلامه تزف على الوجود ألحانها، وتهدي إلى
الدنيا أعذب ألوانها، ويرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأن أبا جهل
أتاه فبايعه !! عجبا أبو جهل الذي مات على الكفر يبايع رسول الله...(فلما
أسلم خالد بن الوليد رحمه الله قيل صدق الله رؤياك يا رسول الله هذا كان
لإسلام خالد قال ليكونن غيره حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل كان ذلك تصديق
رؤياه) (8)وتسلم زوجته أم حكيم وهي بنت عمه الحارث بن هشام، وتستأمن له من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمنه، وتسير إليه الزوجة الحريصة على نجاته
من النار وهو باليمن بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقدم معها، وقبل
أن يصل يمهد النبي صلى الله عليه وسلم الأجواء لاستقباله؛ وهو الذي أمر
بقتله قبل أيام، ذلك أن الإسلام يجب ما قبله، ولنصغي بقوبنا إلى هذا المشهد
النوراني العظيم يدنو عكرمة- بما له من ماض مؤلم - من رسول الله صلى الله
عليه وسلم صاحب القلب الحنون والعاطفة المتقدة بالإيمان (فلما رأى رسول
الله ( صلى الله عليه وسلم ) عكرمة وثب إليه وما على النبي ( صلى الله عليه
وسلم ) رداء فرحا بعكرمة ثم جلس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فوقف
بين يديه ومعه زوجته منتقبة فقال يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني فقال
رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صدقت فأنت آمن قال عكرمة فإلى ما تدعو يا
محمد قال أدعوك إلى أنت تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن تقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة وتفعل وتفعل حتى عد خصال الإسلام فقال عكرمة والله ما
دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما
دعوت ( 4 ) إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا ثم قال عكرمة فإني أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فسر بذلك رسول الله ( صلى الله
عليه وسلم ) ثم قال يا رسول الله علمني خير شئ أقوله فقال تقول أشهد أن لا
إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله) (9)

ومنذ إسلامه - رضي الله عنه - حاول أن يعوض ما فاته من
الخير وهاهو يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليثلج صدورنا بكلمات يكتبها
له التاريخ بماء من ذهب(

عن أبي إسحاق قال لما أسلم عكرمة بن أبي جهل أتى النبي (
صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله والله لا أترك مقاما قمته لأصد به
عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيله ولا أترك نفقة أنفقتها لأصد بها عن
سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله.......)(10)وكان رضي الله عنه دائم
الشكر لله على نعمة الإسلام مستشعرا عظمتها وقيمتها وكان (إذا اجتهد في
اليمين قال لا والذي نجاني يوم بدر) (11)و(كان يضع المصحف على وجهه ويقول
كتاب ربي كتاب ربي) (12)...ولم يكن صاحبنا ليحرم نفسه من أن يحمل قبسا من
مشكاة النبوة ينير به طريق السالكين، ويهدي به الحيارى والتائهين فهذه بعض
أحاديث نال شرف نقلها عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم:

روى الترمذي بسنده قال: حدثنا عبد بن حميد وغير واحد قالوا
حدثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة عن سفيان عن أبي إسحق عن مصعب بن سعد عن
عكرمة بن أبي جهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جئته مرحبا
بالراكب المهاجر وفي الباب عن بريدة وابن عباس وأبي جحيفة قال أبو عيسى هذا
حديث ليس إسناده بصحيح لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن
مسعود عن سفيان وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث وروى هذا الحديث عبد الرحمن
بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحق مرسلا ولم يذكر فيه عن مصعب بن سعد وهذا أصح
قال سمعت محمد بن بشار يقول موسى بن مسعود ضعيف في الحديث قال محمد بن
بشار وكتبت كثيرا عن موسى بن مسعود ثم تركته(17)

وروى الإمام أحمد بسنده قال: حدثنا حجاج حدثني شعبة عن
قتادة عن عكرمة أنه قال لما نزلت هذه الآية إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر
لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ثم يقول قال أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم هنيئا مريئا لك يا رسول الله فما لنا فنزلت هذه الآية ليدخل
المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم
سيئاتهم و قال شعبة كان قتادة يذكر هذا الحديث في قصصه عن أنس بن مالك قال
نزلت هذه الآية لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إنا
فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ثم يقول قال
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا لك هذا الحديث قال فظننت أنه كله
عن أنس فأتيت الكوفة فحدثت عن قتادة عن أنس ثم رجعت فلقيت قتادة بواسط
فإذا هو يقول أوله عن أنس وآخره عن عكرمة قال فأتيتهم بالكوفة فأخبرتهم
بذلك(18)

وروى النسائي بسنده قال: أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد
بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل كان يضع المصحف على
وجهه ويقول كتاب ربي كتاب ربي(19)

وظهرت ملامح بطولته وسماته القياديه في حروب الردة فقد كان
ذا أثر عظيم فيها (استعمله أبو بكر رضي الله عنه على جيش وسيره إلى أهل
عمان وكانوا ارتدوا فظهر عليهم. ثم وجهه أبو بكر أيضا إلى اليمن فلما فرغ
من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهدا أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين
فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم فبصر
بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة فانتهى إليه فإذا بخباء
عكرمة فسلم عليه أبو بكر وجزاه خيرا وعرض عليه المعونة فقال: لا حاجة لي
فيها معي ألفا دينار. فدعا له بخير فسار إلى الشام واستشهد...) (12)

وكان أبو صفرة من أزد دباء ودباء فيما بين عمان والبحرين
وقد كانوا أسلموا وقدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرين
بالإسلام فبعث عليهم مصدقا منهم يقال له حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل
دباء وكتب له فرائض الصدقات فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا ومنعوا الصدقة فكتب حذيفة
إلى أبي بكر بذلك فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إليهم فالتقوا فأقتتلوا ثم
رزق الله عكرمة عليهم الظفر فهزمهم الله وأكثر فيهم القتل....(13)

ومن مواقفه في حرب الردة يتضح لنا أنه كان أحد قادة هذه
الحرب ضد المرتدين حتى أنه ينسب إليه فيقال: فلان قاتل مع عكرمة في حروب
الردة كما في هذه النصوص: شحريب رجل من بني نجراة له إدراك وكان مع عكرمة
بن أبي جهل في قتال أهل الردة باليمن (14)

وعمرو بن جندب بن عمرو العنبري ذكره سيف في الفتوح وقال
أرسله أبو عبيدة الى فحل وذكره الطبري في تاريخه فقال كان مع عكرمة بن أبي
جهل إذ توجه الى ناحية اليمن لقتال أهل الردة صدر خلافة أبي بكر(15)وكان
غرفة له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة (16)


أهم ملامح هذه الشخصية نحن
أمام أحد العظماء إن عشنا مع مواقف جاهليته، أو تعايشنا مع مشاهد إسلامه؛
بيد أن الإسلام يملأ النفس البشرية بجوانب من العظمة لا يراها الجاهليون
بأبصارهم القاصرة، ويراها المؤمنون ببصائرهم النيرة، ومن ملامح هذه العظمة:

الحب العميق للقرآن: كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول كلام ربي كلام ربي (20)
الإيثار في أشد المواقف:
وروى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل
وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك فلما أثبتوا دعا الحارث بن هشام
بماء ليشربه؛ فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعه إلى عكرمة فلما أخذه عكرمة نظر
إليه عياش فقال: ادفعه إلى عياش فما وصل إلى عياش حتى مات ولا وصل إلى واحد
منهم حتى ماتوا (21)

الجانب القيادي
حيث كان- رضي الله عنه - قائدا في جاهليته وعندما أسلم ظل محتفظا بهذه السمة.
الأثر النبوي في هذه الشخصية:
أثر النبي صلى الله عليه وسلم في عكرمة يمتد بطول حياة
عكرمة ونلحظ تقارب السن بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعكرمة رضي الله عنه
فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، وعاش معه بمكة قبل
الإسلام زمنا ورأى أخلاقه وصدقه وأمانته وحسن تعامله وها هو يقول ذلك بنفسه
عندما أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعرف الإسلام عن قرب؛......فقال
عكرمة والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل قد كنت والله فينا قبل أن
تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا.... فهذا يدل على
تأثره بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته.

وأثر النبي - صلى الله عليه وسلم - واضح في عكرمة عندما كان
يدلل على صدقه وإيمانه ولما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال
لأصحابه: " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب
الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت....

وحسن استقبال النبي له قائلا: " مرحبا بالراكب المهاجر " له أثر عظيم في نفس عكرمة - رضي الله عنه -.
وأن يثب النبي صلى الله عليه وسلم إليه دون رداء مستقبلا
له؛ فرحا بقدومه، ولعل الحبيب صلى الله عليه وسلم عانقه فأزال ما على قلبه
من ركام الجاهلية ولا شك أن لهذه المواقف العظيمة وغيرها من رسول الله صلى
الله عليه وسلم أعظم الأثر في نفس هذا الصحابي العظيم.



المشهد الأخير </B>ما
كانت حياة كحياة هذا الفارس المغوار أن تختم بغير هذا المشهد العظيم، تأتي
معركة اليرموك،وانظر إليه وهو الذي كان يصطحبه أبوه يوم بدر ليقاتل
المسلمين؛ هاهو اليوم يصطحب ابنه عمر لقتال الروم وعندما وصل إلى أرض
المعركة (نزل فترجل فقاتل قتالا شديدا فقتل رحمة الله عليه فوجد به بضع
وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية )(22)

وتعالوا بنا نرى المشهد من ناحية أخرى: روى حبيب بن أبي
ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم
اليرموك فلما أثبتوا دعا الحارث بن هشام بماء ليشربه؛ فنظر إليه عكرمة
فقال: ادفعه إلى عكرمة فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش فقال: ادفعه إلى عياش
فما وصل إلى عياش حتى مات ولا وصل إلى واحد منهم حتى ماتوا.

ويأبى القدر إلا أن يظل صاحبنا مصطحبا ابنه؛ ولكن في هذه المرة إلى الفردوس الأعلى...فهنيئا لهما.
المراجع:

1- أسد الغابة ج 1 ص 781
2- الاستيعاب ج 1 ص 61
3- تفسير البيضاوي ج 1 ص205
4- أسد الغابة ج 1 ص 429
5- أسد الغابة ج 1 ص 781
6- أسد الغابة ج1 ص 782
7- تفسير البغوي ج 1 ص 293
8- تاريخ دمشق ج 41 ص 61
9- تاريخ دمشق ج 41 ص 63
10- تاريخ دمشق ج 41 ص 66
11- تاريخ دمشق ج 41 ص 67
12- سنن النسائي - كتاب فضائل القرآن - باب في تعاهد القرآن - رقم3216
13- الطبقات الكبرى ج 7 ص 101
14- الإصابة ج 3 ص 381
15- الإصابة ج 5 ص 142
16- الإصابة ج 5 ص 318
17- الترمذي - كتاب الاستئذان - الآداب - باب ما جاء في مرحبا - رقم 2659
18- مسند الإمام أحمد - رقم 12317
19- سنن النسائي - كتاب فضائل القرآن - باب في تعاهد القرآن - رقم3216
20- تاريخ بغداد ج 10 ص 320
21- أسد الغابة ج 1 ص 223
22- الاستيعاب ج 1 ص 334
[/size]


[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ينبوع الأماني
شمس المنتدى
شمس المنتدى
ينبوع الأماني


الأوسمة :
حملة الوفاء لصحابة رسول الله 1434607027571حملة الوفاء لصحابة رسول الله I_307868c13b1حملة الوفاء لصحابة رسول الله SoHQywحملة الوفاء لصحابة رسول الله O23QBحملة الوفاء لصحابة رسول الله PPSuiحملة الوفاء لصحابة رسول الله Nu6T1

انثى عدد الرسائل : 68976
العمر : 27
الإقامة : غــــــــــــــــزة
الدولة : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Palestine
الجنسية : حملة الوفاء لصحابة رسول الله Palestinian
تاريخ التسجيل : 30/04/2012
السٌّمعَة : 5

حملة الوفاء لصحابة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: حملة الوفاء لصحابة رسول الله   حملة الوفاء لصحابة رسول الله Emptyالجمعة أبريل 05, 2013 9:04 am

بوركت على حسن انتقائك
وبارك الله فيك
بانتظار جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002548988578
 
حملة الوفاء لصحابة رسول الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حملة الوفاء لصحابة رسول الله
» لماذا لم يؤذن سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
» لماذا لم يؤذن سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
» حوارى رسول الله (ص) المشهود له بالجنه واول من سل سيفه فى سبيل الله
» حديث بلال بن رباح في نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبيس باور :: المنتديات الاسلامية :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: