كاورو (¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
الأوسمة : عدد الرسائل : 70859 العمر : 100 الإقامة : الرمادي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 24/01/2009 السٌّمعَة : 187
| موضوع: القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة الجمعة يوليو 03, 2009 6:07 pm | |
| القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة د. ناصر دسوقي رمضان دكتوراه من كلية الدعوة جامعة الأزهر ما أعجب هذه القلوب التي أودعها الله أجساد عباده! وما أعجب قدرة الله عز وجل على تقليبها كيف يشاء! نعم، ف(قلوب العباد بين أصعبين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء) ومن ثمَّ، كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، ثبِّت قلبي على دينك" فيا سعدَ مَنْ ثبَّته الله على دينه حتى توفاه على الإسلام، ويا سعد من أدركته عناية الله فغيَّر مسار حياته من ابتعاد عن الله إلى قرب منه، ومن سَيْرٍ في طريق الضلال إلى السير في طريق الهدى والسعادة. ومن فضل الله على خلقه أنه سبحانه قد يمن على بعض عباده بسبب كلمة مخلصة من أحد الخلق سواء أكان قريباً أم بعيداً، معروفاً أم مجهولاً بين الناس، فتكون هذه الكلمة بمثابة نقطة التحول، والموقف الفاصل في حياة هذا الإنسان بين عهدين: عهد لعب ولهو، وعهد جد وطاعة وإصلاح في دنيا الناس. وحينما ننظر في حياة كثير من القادة والمصلحين الذين ظهروا في تاريخنا الإسلامي نجد أن تحولهم من حياة اللعب واللهو إلى حياة الجد والإصلاح كان بسب كلمة من أحد المخلصين، أو رؤيا رآها، أو موقف عايشه؛ فلفت نظره إلى ما كان خافياً عنه. كان التابعي الكوفي الثقة "أبو عبد الله زاذان الكندي" يغني ويضرب على الدف وكان له صوت حسن، ولك أن تتأمل حياة من هذا القبيل ومدى ما تشتمل عليه من لهو ولعب إن لم تشتمل على فسق وفجور وإذا بهذا الرجل يكرمه الله بسبب كلمة مخلصة من سيدنا عبدالله بن مسعود } ليقول له: "ما أحسن هذا الصوت لو كان في قراءة كتاب الله!"، فإذا بهذه الكلمة تعمل عملها في نفس الرجل، وتكون بمثابة نقطة التحول والفصل في حياته بين عهدين؛ فيتوب من ضرب العود، بل ويكسر عوده ويلازم ابن مسعود حتى يصير إماماً في العلم يرحمه الله بل وانظر كيف تؤثر الكلمة الطيبة في كثير من الناس، حتى ولو كانوا من أكثر الناس بعداً عن الله. ويا ترى ماذا كان يمكن أن يكون رد أبي عبدالله زاذان الكندي لو أن ابن مسعود } أغلظ له القول وعنفه وشتمه؟ وهذا الإمام مالك رحمه الله يقول: "كان لي أخ في سن ابن شهاب يقصد ابن شهاب الزهري فألقى أبي يوماً علينا مسألة فأصاب أخي وأخطأت، فقال لي أبي: ألهتك الحمام عن طلب العلم" . يقصد ألهاك اللعب بالحمام عن طلب العلم. يقول الإمام مالك فغضبت، وانقطعت إلى ابن هرمز سبع سنين وفي رواية ثمان. فإذا وافق هذا التحول مع توجيه الأب أماً عاقلة فإنها تكمل التوجيه والتسديد، يقول الإمام مالك في موقف آخر: "نشأت وأنا غلام فأعجبني الأخذ عن المغنين. فقالت أمي: يابني، إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يُلْتَفت إلى غنائه؛ فدع الغناء واطلب الفقه، فتركت المغنين وتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى"، وهذه الرواية تلفت نظرنا إلى أن الإمام مالك لم يكن مقبلاً على اللعب بالحمام فحسب، بل كان يتطلع إلى أعظم من ذلك وأخطر في مجال اللهو والمجون وهو الغناء، والأخذ عن المغنين، فكم من الآباء والأمهات يبخلون على أبنائهم بمثل هذا التوجيه ويتركونهم وما أرادوا من حياة اللهو؛ فيحرمونهم، بل ويحرمون أنفسهم، بل والأمة من خير كثير. وهذا أيضاً الإمام الشافعي يرحمه الله فقد عاش الشافعي مع قبيلة هذيل سبع عشرة سنة يحفظ شعرهم وأدبهم، يقول: "لما رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار وأذكر الآداب والأخبار وأيام العرب، فمر بي رجل من الزبيريين من بني عمي فقال لي: يا أبا عبدالله عزَّ عليَّ ألا يكون مع هذه اللغة وهذه الفصاحة والذكاء فقه، فتكون قد سُدتَ أهل زمانك! قلت: فمن بقي نقصده؟ فقال لي: "مالك بن أنس" سيد المسلمين يومئذ، فوقع في قلبي فعمدت إلى "الموطّأ" فاستعرته من رجل بمكة فحفظته في تسع ليال ظاهراً، ثم دخلت إلى والي مكة وأخذت كتابه إلى والي المدينة وإلى مالك بن أنس". فمن ياتُرى هذا الرجل الذي كان سبباً في تغيير وجهة الشافعي من منشد للأشعار إلى عالم عصره ومؤسس علم الأصول؟ نحن لا نعلم هذا الرجل، الذي كانت كلمته بمثابة النقطة الفاصلة بين عهدين في حياة الشافعي، ولكن الله يعلمه. وكم يا ترى ربح هذا الرجل المجهول من وراء هذه الكلمة المخلصة؟! "يا أبا عبدالله عزَّ عليَّ ألا يكون مع هذه اللغة وهذه الفصاحة والذكاء فقه فتكون قد سُدتَ أهل زمانك!" ثم يدل الشافعي على الإمام مالك. ففي الحديث: "الدال على الخير كفاعله". وبالفعل كان الرجل ثاقب النظر والفكر؛ فصار الشافعي إلى درجة ومكانة في دنيا الناس، حتى قال عنه الإمام "أحمد بن حنبل": "كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن، وهل لهذين من خلف زوالهما من عوض؟! ويقول كذلك: "ما من أحد بيده محبر إلا وللشافعي في رقبته منّةٌ". وهذا أيضا ً"إبراهيم بن أدهم" الذي كان أبوه ملكاً من ملوك "خراسان" وكان يحيا حياة الترف واللعب، يسأله ابن بشار فيقول: سألت إبراهيم بن أدهم: كيف كان بدء أمرك حتى صرت إلى هذا؟ فقال: كان أبي من ملوك خراسان وكان قد حبب إليّ الصيد، فبينا أنا راكب فرسي وكلبي معي، إذ رأيت ثعلباً أو أرنباً، فحركت فرسي نحوه فسمعت نداء من ورائي: يا إبراهيم، ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت. فوقفت أنظر يمنة ويسرة، فلم أر أحداً فقلت: لعن الله الشيطان، ثم حركت فرسي فسمعت نداءً أعلى من الأول: يا إبراهيم، ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت. فوقفت أنظر يمنة ويسرة فلم أر شيئاً فقلت: لعن الله الشيطان، ثم حركت فرسي فسمعت نداءً من قَرَبوس سَرْجي(اللِّجام): يا إبراهيم، ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت. فوقفت، وقلت: هيهات، جاءني النذير من رب العالمين. والله، لا عصيت ربي ما عصمني بعد يومي هذا". وهذا أيضاً العابد الزاهد الإمام "مالك بن دينار" الذي يحكي عن نفسه فيقول: "لقد كنت في صدر أيامي شرطياً، وكنت في آنفة الحداثة من قبلها أتفتّى وأتشطّر (أرتكب مايوصف بالفسق)، وكنت قوياً معصوباً في مثل جِبلة الجبل من غلظة وشدة، وكنت قاسياً كأن في أضلاعي جندلة (حجراً صلداً) لا قلباً، فلا أتذمم ولا أتأثم، وكنت مدمناً على الخمر!" إلى غير ذلك مما وصف به نفسه، ثم تكون نقطة التحول والمفاصلة بين هذا العهد وعهد الصلاح والتقوى إنها رؤيا رآها، حيث كان قد رزق بطفلة، ثم قدر الله لها الوفاة فانكب على الخمر أكثر مما كان أولاً، وبينما هو نائم في ليلة، أكثر فيها من شرب الخمر، إذا به يرى وكأن القيامة قد قامت، وكأن النار أمامه، وكأن من خلفه تنيناً عظيماً يريد أن يلتهمه وهو يجري ولا يستطيع أن ينجو منه، فإذا بابنته الصغيرة التي ماتت تأتي إليه مسرعة وترد عنه التنين، وتقول له: يا أبت، ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق-(الحديد)، فينتبه من نومه، ويعزم على التوبة ويسأل عن أهل العلم، فيُدَل على الحسن البصري سيد التابعين ويقبل على العلم والصلاح حتى يصير إماماً من أئمة الإسلام وعلمائهم. ولا ننسى في واقعنا المعاصر أن نذكر هذا الموقف الذي حدث مع الأستاذ "سيد قطب" رحمه الله لمّا كان في أمريكا وكان سبباً في رجوعه إلى مصر وانضمامه إلى الحركة الإسلامية. ذلك أنه كان لا يعرف شيئاً كثيراً عن "حسن البنا"، ولا عن جماعة الإخوان المسلمين. فإذا به في يوم من الأيام والكنائس تضرب أجراسها في غير يوم الأحد فيلفت الأمر نظره ويتساءل: ما الذي حدث؟ فإذا بالإجابة: لقد مات اليوم أخطر رجل في الشرق إنه "حسن البنا". مؤسس جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، فيدرك الأستاذ سيد قطب من خلال هذا الموقف أن هذا الرجل إذن لم يكن عادياً حتى تضرب الكنائس فرحاً لموته فيعزم على الرجوع إلى مصر، ويتعرف على فكر الجماعة ويصبح من أبناء هذه الحركة التي أسسها حسن البنا، بل قائداً من قادتها. والنماذج في تاريخنا الإسلامي في هذا الباب كثيرة ومتنوعة وحسبي أن أشير إلى هذه النماذج الدالة على هذه المفاصلة التى حدثت في حياة هؤلاء القادة والمصلحين؛ فكانت بمثابة نقطة التحول بين عهدين. نسأل الله عز وجل أن يثبت قلوبنا على دينه إنه نعم المولى ونعم النصير. --------------------------------------------------------------------------------
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
| |
|
تايــ المقاتل القطب ـــتو مشرف منتدى وطني العربي
الأوسمة : عدد الرسائل : 3653 العمر : 35 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 05/06/2009 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة الجمعة يوليو 03, 2009 8:10 pm | |
| موضوع غاية في الروعة شكرا لجهودك | |
|
الليدي لين نائبة المدير العام
الأوسمة : عدد الرسائل : 56848 تاريخ التسجيل : 18/02/2008 السٌّمعَة : 141
| موضوع: رد: القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة السبت يوليو 04, 2009 11:39 am | |
| | |
|
كاورو (¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
الأوسمة : عدد الرسائل : 70859 العمر : 100 الإقامة : الرمادي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 24/01/2009 السٌّمعَة : 187
| موضوع: رد: القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة السبت يوليو 04, 2009 4:41 pm | |
|
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
| |
|
× زهرة × نجم المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 4229 العمر : 37 الإقامة : بلاد الشام الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 07/06/2009 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة الثلاثاء أغسطس 04, 2009 7:07 pm | |
| موضوع رائع جدا مشكووووووووورة | |
|
يامن مراقب قسم المنتديات العامة
الأوسمة : عدد الرسائل : 17984 العمر : 31 الإقامة : غزة الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 02/10/2009 السٌّمعَة : 63
| موضوع: رد: القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة الأحد ديسمبر 20, 2009 4:24 pm | |
| | |
|
كاورو (¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
الأوسمة : عدد الرسائل : 70859 العمر : 100 الإقامة : الرمادي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 24/01/2009 السٌّمعَة : 187
| موضوع: رد: القادة والمصلحون.. والمواقف الفاصلة الأحد ديسمبر 20, 2009 5:34 pm | |
| بوركتم وبورك مروركم الطيب
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
| |
|