صدر عن "دار قرطبة" في الجزائر كتاب جديد للكاتب والصحافي العراقي علي الصراف بعنوان:
"جمهورية الموت: الحرية الشهيدة في عراق ما بعد صدام حسين".
ويضم الكتاب مجموعة من التحليلات والأفكار والمواقف عاصرت الأوضاع الراهنة للعراق
وسعت إلى رسم بعض ملامح الأفق الوطني للموقف من الاحتلال الأمريكي للعراق وحكوماته في بغداد.
ويتضمن الكتاب عددا من المقالات التي أثارت أهتماما واسعا بين القراء،
ومنها رسالة الاعتذار الشهيرة التي بعث بها الكاتب إلى الرئيس الراحل صدام حسين في سجنه وكانت بعنوان:
"رسالة اعتذار إلى دكتاتور رائع"، وكذلك "عشرة أسباب لإعدام صدام.. سبب واحد لإبقائه حيا".
ويقول الكاتب انه تلقى شرفا عظيما عندما علم من أعضاء هيئة الدفاع أن الرئيس الراحل قرأ المقالين
وسعد بهما واعتبرهما تعبيرا عن موقف وطني شريف،
وأودعهم أمانة إيصال تحياته وتقديره للكاتب الذي كان أمضى الشطر الأكبر من حياته خارج العراق معارضا لنظامه.
ويعتبر الكاتب انه مثل مئات الملايين من العراقيين والعرب والمسلمين الذين هزت ضمائرهم مواقف الرئيس الراحل صدام حسين،
خلال سنوات سجنه ومحاكمته وتاليا إعدامه، "فقد كان هذا الكتاب بمثابة سجل للكثير مما يمكن اعتباره ‘صدمة وعي’،
دفعت إلى اكتشاف مستوى الوحشية التي انطوى عليها الاحتلال الأميركي للعراق."
ووضع الإعلامي العراقي الدكتور هيثم الزبيدي مقدمة الكتاب، وكان مما جاء فيها قوله إن "الضبابية التي خلقها الاحتلال في العراق،
هي ما يجعل السياسيين، عراقيين وعرب وأميركيين وغربيين، يتخبطون دون وجود أدنى أمل في العثور على حل سحري.
ولهذا السبب بالذات يبدو كتاب علي الصراف مهما. انه رد المثقف والمفكر على ما يحدث. فأمام عجز السياسيين يريد المثقف أن يقول كلمته.
يريد أن يذكرهم، وربما معهم العراقيين، بان العراق كبلد مستهدف وان مشروعه الحضاري، أيا كان منْ يقف على تنفيذه،
هو المستهدف. ولأنه صار من الواضح إن السياسيين يقفون عاجزين أمام استيعاب هذا الأمر والعمل على أساسه،
يتقدم المثقفون، من جيل جديد أكثر وعيا ودون أحقاد، ليقدموا إسهامهم الفكري في الحل".
ويضيف الزبيدي "على امتداد ربع قرن من عمله كصحافي، ظل هذا المنفي حتى النخاع عراقيا حتى النخاع أيضا.
وهو عاد ليكتشف وطنيته، إنما من حيث لم يكن يتوقعها أبدا: الدفاع عن رمز النظام الذي عارضه بالذات".
ويقول الصراف "ربما كان يجب أن أحسد نفسي. فمعارضة نظام سياسي من اجل الحرية والديمقراطية أسهل مليون مرة
من أن يجد المرء نفسه ليس من دون نظام يعارضه فحسب، بل من دون بلد أصلا. والآن، لم يعد هناك متسع للحسد. لقد خسرنا نظاما،
اكتشفنا، بعد فوات الأوان، إننا (في الأساسيات الإستراتيجية) ما كان يجب أن نعارضه، وخسرنا بلدا رأيناه يقع تحت سنابك غزاة أثبتوا،
بالشواهد والوقائع اليومية، أنهم أكثر وحشية حتى من النازيين ومن كل أنواع الهمج الذين عرفهم التاريخ".
الكتاب هو من باب آخر صرخة ضمير تنطق بجراحات العراقيين وترسم الكثير من ملامح الصورة التي ينظرون بها
إلى أنفسهم كشعب والى وطنهم الذي يمتد عمر الدولة والحضارات فيه إلى أكثر من خمسة آلاف عام.
وسواء بالنسبة للطبعة التي صدرت في الجزائر، أو للنسخة الألكترونية الموسعة منه، فان ريع الكتاب سيذهب إلى أسر الشهداء وضحايا الاحتلال. وسيتم إنشاء حساب خاص، تحت إشراف طرف ثالث مستقل، لهذه الغاية.