asola صديق برونزي
الأوسمة : عدد الرسائل : 1051 العمر : 27 الإقامة : مسقط الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 16/12/2010 السٌّمعَة : 0
| موضوع: فضائل الكلمات الأربع الخميس ديسمبر 01, 2011 9:05 pm | |
| [ فضائل الكلمات الأربع سبـــحان الله و الحــــمد لله ولا الــــه الا الله و الله أكبـــــر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على إمام المرسلين , نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .. إن الله - عز و جل – قد خص أربع كلمات بفضائل عظيمة و ميزات جليلة , تدل على عظم شأنهن , و رفعة قدرهن , و علو مكانتهن , و تميزهن على ما سواهن من الكلام , و هن : سبحان الله , و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر , وردت في فضلهن نصوص كثيرة تدل دلالة قوية على عظم شأن هؤلاء الكلمات وما يترتب على القيام بهن من أجور عظيمة و أفضال كريمة و خيرات متوالية في الدنيا و الآخرة , و قد رأيت أن من المفيد جمع جملة منها في مكان واحد , و هي في الأصل جزء من كتابي [ فقه الأدعية و الأذكار ] . فإليك - أخي / أختي - هذه الفضائل , فتأملها بأناة عسى أن يكون فيها تحفيز للهمم , و تنشيط للغزائم , و عون على المحافظة على هؤلاء الكلمات . 1- فمن فضائل هذه الكلمات : أنهن أحب الكلام إلى الله , فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أحب الكلام إلى الله تعالى أربع , لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله , و الحمد لله , ولا إله إلا الله , و الله أكبر " . و رواه أبو داود الطيالسي في مسنده بلفظ :" أربع هن من أطيب الكلام , و هن من القرآن , لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله , و الحمد لله , ولا إله إلا الله , و الله أكبر" . 2- و من فضائلهن : أن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أنهن أحب إليه مما طلعت عليه الشمس – أي : من الدنيا و ما فيها لما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لأن أقول : سبحان الله , و الحمد لله , ولا إله إلا الله , و الله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ".
3- و من فضائلهن : ما ثبت في مسند الإمام أحمد , و شعب الإيمان للبيهقي بإسناد جيد عن عاصم بن بهلة , عن أبي صالح , عن أم هانئ بنت أبي طالب , قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت :إني قد كبرت و ضعفت , أو كما قالت , فمرني بعمل أعمله و أنا جالسة . قال :" سبحي الله مائة تسبيحة , فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل , و احمدي الله مائة تحميدة , تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله , و كبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة , و هللي مائة تهليلة ". قال ابن خلف الراوي عن عاصم ) أحسبه قال : " تملأ ما بين السماء و الأرض , ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به ".
4- و من فضائل هؤلاء الكلمات , أنها مكفرات للذنوب , فقد ثبت في المسند , و سنن الترمذي , و مستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله , و الله أكبر , و سبحان الله , و الحمد لله , و لا حول و لا قوة إلا بالله , إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ". حسنه الترمذي , و صححه الحاكم و أقره الذهبي , و حسنه الألباني . و المراد بالذنوب المكفرة هنا أي الصغائر , لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :" الصلوات الخمس , و الجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر ", فقيد التكفير باجتناب الكبائر ؛ لأن الكبيرة لا تكفرها إلا التوبة . و في هذا المعنى ما رواه الترمذي و غيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الحمد لله , و سبحان الله , ولا إله إلا الله , و الله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة " حسنه الألباني .
5- و من فضائل هؤلاء الكلمات : أنهن غرس الجنة , روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " لقيت إبراهيم ليلة أسري بي , فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام , و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة , عذبة الماء , و أنها قيعان , و أن غراسها سبحان الله , و الحمد لله , ولا إله إلا الله , و الله أكبر " . و في إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن إسحاق , لكن للحديث شاهدين يتقوى بهما من حديث أبي أيوب الأنصاري , و من حديث عبد الله بن عمر . و القيعان جمع قاع , و هو المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض يعلوه ماء السماء فيمسكه و يستوي نباته , كذا في النهاية لابن الأثير . و المقصود أن الجنة ينمو غراسها سريعا بهذه الكلمات كما ينمو غراس القيعان من الأرض و نبتها .
6- و من فضائلهن : أنه ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الاسلام يكثر تكبيره و تسبيحه و تهليله و تحميده , روى الإمام أحمد , و النسائي في عمل اليوم و الليلة بإسناد حسن علي عبدالله بن شداد : أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأسلموا , قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من يكفنيهم ؟ " , قال طلحة : أنا , فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه و سلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد , قال : ثم بعث آخر , فخرج فيهم آخر فاستشهد , قال : ثم مات الثالث على فراشه . قال طلحة : فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة , فرأيت الميت على فراشي أمامهم , و رأيت الذي استشهد أخيرا يليه , و رأيت الذي استشهد أولهم آخرهم , قال : فدخلني من ذلك , قال : فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له , قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ما أنكرت من ذلك , ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره و تسبيحه و تهليله و تحميده " . و قد دل هذا الحديث العظيم على عظم فضل من طال عمره و حسن عمله , و لم يزل لسانه رطبا بذكر الله عز و جل .
7- و من فضائلهن : أن الله اختار هؤلاء الكلمات و اصطفاهن لعباده , و رتب على ذكر الله بهن أجورا عظيمة , و ثوابا جزيلا , ففي المسند للإمام أحمد و مستدرك الحاكم باسناد صحيح من حديث أبي هريرة و أبي سعيد – رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن الله اصطفى من الكلام أربعا : سبحان الله , و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر , فمن قال : سبحان الله كتب له عشرون حسنة , و حطت عنه عشرون سيئة , و من قال : الله أكبر فمثل ذلك , و من قال : لا إله إلا الله فمثل ذلك , و من قال : الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب له ثلاثون حسنة و حط عنه ثلاثون خطيئة " . و قد زاد في ثواب الحمد عندما يقوله العبد من قبل نفسه عن الأربع ؛ لأن الحمد لا يقع غالبا إلا بعد سبب كأكل أو شرب , أو حدوث نعمة , فكأنه وقع في مقابلة ما أسدي إليه وقت الحمد , فإذا أنشأ العبد الحمد من قبل نفسه دون أن يدفعه لذلك تجدد نعمة زاد ثوابه .
8- و من فضائلهن : إنهن جنة لقائهن من النار , و يأتين يوم القيامة منجيات لقائلهن و مقدمات له , روى الحاكم في المستدرك , و النساء في عمل اليوم و الليلة , و غيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم , " خذوا جنتكم " قلنا : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم من عدو قد حضر ! قال : " لا , بل جنتكم من النار , قولوا سبحان الله , و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر , و إنهن يأتين يوم القيامة منجيات و مقدمات , و هن الباقيات الصالحات " , قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم , و لم يخرجاه ) و وافقه الذهبي , و صححه الألباني رحمهما الله . و قد تضمن هذا الحديث إضافة إلى ما تقدم وصف هذه الكلمات بأنهن الباقيات الصالحات , لقد قال الله تعالى : } و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا { . و الباقيات أي : التي يبقى ثوابها , و يدوم جزاؤها , و هذا خير أمل يؤمله العبد و أفضل ثوابا .
9- ومن فضائلهن ،أنهن ينعطفن حول عرش الرحمن ولهن دوي كدوي النحل ، يذكرن بصاحبهن ، ففي المسند للإمام أحمد ، وسنن ابن ماجة ، ومستدرك الحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ، ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها ، أما يحب أحدكم أن يكون له ، أو لا يزال له من يذكر به " قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجة : اسناده صحيح ، رجاله ثقات ، وصححه الحاكم . فأفاد هذا الحديث هذه الفضيلة العظيمة ، وهي أن هؤلاء الكلمات الأربع ينعطفن حول العرش أي يملن حوله ، ولهن دوي كدوي النحل ، أي : صوت يشبه صوت النحل يذكرن بقائلهن ، وفي هذا أعظم حض على الذكر بهذه الألفاظ ، ولهذا قال في الحديث : " أما يحب أحدكم أن يكون له ، أو لا يزال له من يذكر به " .
10- و من فضائلهن : أن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أنهن ثقيلات في الميزان , روى النسائي في عمل اليوم و الليلة , و ابن حبان في صحيحه , و الحاكم , و غيرهم عن أبي سلمى رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :" بَخٍ بَخٍ - و أشار بيده - خمس ما أثقلهن في الميزان : سبحان الله , و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر , و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه ", صححه الحاكم , و وافقه الذهبي , و للحديث شاهد من حديث ثوبان رضي الله عنه , خرجه البزار في مسنده , و قال : إسناده حسن . و قوله في الحديث :" بَخٍ بَخٍ " هي كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء و بيان تفضيله .
11- و من فضائل هذه الكلمات :أن للعبد بقول كل واحدة منهن صدقة , روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور , يصلون كما نصلي , و يصومون كما نصوم , و يتصدقون بفضول أموالهم , قال : " أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تصبيحة صدقة , و كل تكبيرة صدقة و كل تحميدة تسبيحة صدقة , و كل تهليلة صدقة, و أمر بالمعروف صدقة , و نهي عن المنكر صدقة , و في بعض أحدكم صدقة ", قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته و يكون له فيها أجرا , قال : " أرأيتم لو وجعها في حرام أكان عليه وزرا ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا " . و قد ظن الفقراء أن لا صدقة إلا بالمال , و هم عاجزون عن ذلك فأخبرهم النبي صلى الله عليه و سلم إن جميع أنواع فعل المعروف و الاحسان صدقة , و ذكر في مقدمة ذلك هؤلاء الكلمات الأربع : سبحان الله , و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر .
12- و من فضائل هؤلاء الكلمات : أن النبي صلى الله عليه و سلم جعلهن عن القرآن الكريم في حق من لا يحسنه , روى أبو داود , و النسائي , و الدارقطني , و غيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن , فعلمني شيئا يجزيني . قال : " تقول : سبحان الله , و الحمد لله , ولا إله إلا الله , و الله أكبر , و لا حول ولا قوة إلا بالله " . فقال الأعرابي : هكذا و قبض يديه _ فقال : هذا لله , فمالي ؟ قال : تقول : " اللهم إغفر لي و ارحمني و عافني و ارزقني و اهدني " فأخذها الأعرابي و قبض كفيه , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أما هذا فقد ملأ يديه بالخير " .
قال المحدث أبو الطيب العظيم آبادي في تعليقه على سنن الدارقطني : سنده صحيح , و قال الألباني رحمه الله : سنده حسن . فهذه بعض الفضائل الواردة في السنة النبوية لهؤلاء الكلمات الأربع , و من يتأمل هذه الفضائل المتقدمة يجد أنها عظيمة جدا , و دالة على عظم قدر هؤلاء الكلمات , و رفعة شأنهن , و كثرة فوائدهن , و عوائدهن على العبد المؤمن , و لعل السر في هذا الفضل العظيم - و الله أعلم - ما ذكر عن بعض أهل العلم أن أسماء الله تبارك و تعالى كلها مندرجة في هذه الكلمات الأربع , فسبحان الله يندرج تحت أسماء التنزيه كالقدوس و السلام , و الحمد لله مشتملة على إثبات أنواع الكمال لله تبارك في أسمائه و صفاته , و الله أكبر فيها تكبير الله و تعظيمه , و أنه لا يحصي أحد الثناء عليه , و من كان كذلك فلا إله إلا هو أي لا معبود حق سواه . | |
|