للمرة الثالثة على التوالي في عهد المدرب يواخيم لوف يتعرض المانشافت إلى صدمة الخروج من بطولة كبرى في الأدوار النهائية بعد الانهيار في الأمتار الأخيرة ضد أحد المنتخبين الاسباني أو الإيطالي. ولكن هذه المرة بدت مختلفة بعض الشيء حيث دخل الألمان كأقوى المرشحين لتحقيق اللقب قبل بدء منافسات بطولة أمم أوروبا 2012 في أوكرانيا وبولندا.
وبعد يومين على توديع البطولة بخفي حنين تحدثت معظم الصحف الألمانية المكتوبة والالكترونية عما حدث في ليلة وارسو بنبرة شديدة اللهجة موجهة أشد الانتقادات إلى يواخيم لوف على خياراته الخاطئة وتغييراته المفاجئة، وبدرجة أقل إلى لاعبيه ورعونتهم.
وفي هذا التقرير سنستعرض أهم ما جاء في الصحافة الألمانية وعلى لسان بعض اللاعبين الدوليين السابقين من انتقادات بحق مدرب ولاعبي المانشافت.
كيكر: مقامرة يا لوف!
على موقعها الرسمي على الانترنت تحدثت المجلة الرياضية الشهيرة عما حدث معتبرة أن لوف قامر بأفضل فرص ألمانيا لإنهاء الجفاف الذي تعاني منه على صعيد التتويج والفوز أخيراً بلقب بعد 16 عاماً من الغياب عن البطولات، وذلك عبر إحداث "تغييرات جدية ومؤثرة على تشكيلته".
المجلة أضافت أن مفاجأة الدفع بلاعب وسط بايرن ميونيخ الشاب توني كروس من أجل التعامل مع الإيطالي المخضرم والمتألق بشدة في الآونة الأخيرة أندريا بيرلو جاءت بنتائج عكسية عندما خسرت ألمانيا توازنها " على أرض الميدان وفي رؤوس اللاعبين".
بيلد: العقلية أهم من النوعية
بيلد تابعت ملقية باللوم على لوف بسبب تغييراته التكتيكية التي أرسلت إشارة خاطئة إلى اللاعبين ودمرت ثقتهم بأنفسهم.
"الإيطاليون كانوا بالفعل قد أحبطوا معنوياتنا بنشيدهم الوطني، ماريو بالوتيلي وحده أرسل فرقة الصبية خاصتنا إلى الحضيض، وإيطاليا علمتنا مرة أخرى كيف نلعب مباراةً نصف نهائية. العقلية تكون غالباً أكثر أهمية من النوعية."
بيلد ادخرت كذلك انتقادات حادة وخاصة لبعض اللاعبين حيث لم تنسَ أن تضيء على أخطاء النجوم، لا سيما ثلاثي بايرن ميونيخ فيليب لام، باستيان شفاينشتايجر وماريو جوميز، معتبرة أن فيليب لام "يتحدث كالسياسيين الفاشلين"، وشفاينشتايجر "لن يكون أبداً قائداً"، فيما اعتبرت أن المهاجم ماريو جوميز "امتلك فقط شعراً جميلاً" ضد إيطاليا، مشيرة إلى أنه كان يتجنب الارتقاء للرأسيات خشية إفساد تسريحته. أما الانتقاد الأكبر فكان من نصيب المهاجم لوكاس بودولسكي الذي وصل مؤخراً لمباراته الـ100 مع المانشافت، حيث طالبته الصحيفة " بالاعتزال دولياً".
[img][/img]
ملك التبديلات في اليورو!
خسارة ألمانيا ضد الآتزوري حملت معها كذلك سيلاً من الانتقادات من قبل عدد من المدربين واللاعبين الدوليين السابقين الذين حمّل معظمهم المدرب يواخيم لوف مسؤولية ما جرى في وارسو.
اللاعب الدولي الألماني السابق أولاف تون والذي كان في التشكيلة التي جلبت آخر لقب في كأس العالم لألمانيا عام 1990 تحت قيادة القيصر بيكنباور قال لـ أر تي إل متحدثاً عن لوف:" إنه ملك التبديلات في اليورو!"
مدرب نادي فولفسبورج الثعلب فيليكس ماجات علّق بدوره على هذه الخسارة في عموده الخاص في دي فيلت:" الإرادة لتقديم كل شيء، التفاني، لم أر شيئاً منها في ألمانيا، وهذا شيء مؤلم لأننا نملك الإمكانات
كي نصبح أبطالاً لأوروبا."
وتابع:" فقط خضيرة، أفضل لاعبينا في هذه البطولة، نأى بنفسه عن هذا ألامر وودع البطولة بسمعة طيبة."
يورجن كلينسمان، سلف لوف في تدريب المانشافت، اعتبر أن ألمانيا خسرت معركة الوسط التي تفوق فيها الإيطاليون:" لقد خسرنا معظم الالتحامات في وسط الملعب، لم نتمكن من السيطرة على أندريا بيرلو، ريكاردو مونتوليفو ودانييلي دي روسي، خسرنا معركة الوسط."
من جهته قيصر الكرة الألمانية حيث اعتبر أن الخسارة "مؤلمة جداً، جداً"، مضيفاً أن اللاعبين "افتقدوا للحياة."
من ناحية أخرى أشار أولي شتيليكه إلى أن نقص الخبرة لدى اللاعبين وعدم قدرتهم على الرجوع في النتيجة هو ما أدى إلى هذا الأمر:" الفريق واجه هذه الوضعية (التأخر بالنتيجة) للمرة الأولى في البطولة، لقد كان عليهم ملاحقة الخصم وهذا كان صعباً بالنسبة لهم."
ختاماً مع القائد السابق للمانشافت التي اتبعها خلال البطولة قائلاً:" كان يمكن لهذا الفريق أن يحقق أكثر بكثير لو كان أكثر استقراراً."