تفاجأ الجميع بالتصريحات الأخيرة التي صدرت عن المهاجم البرتغالي كرستيانو رونالدو، بإفصاحه عن عدم ارتياحه في ريال مدريد في وقت حساس جداً من الموسم الجديد،
فهذه التصريحات التي أدلى بها اللاعب عقب انتهاء مباراة غرناطة بفوز النادي الملكي بثلاثية نظيفة أثارت زوبعة كبيرة في الصحف الإسبانية و البريطانية، فبدأ البعض بالسؤال عن السبب الحقيقي عن عدم رضا الدون كرستيانو و تأكيده على شعوره بالحزن و الأسى في ريال مدريد، فقال البعض بأنه محبط من عدم تتويجه بجائزة أفضل لاعب أوروبي للموسم الماضي، و هي الجائزة التي حصل عليها بدلاً عنه لاعب برشلونة أندريس أنييستا. وهناك البعض الآخر الذي فسّر سبب حزن اللاعب البرتغالي في ريال مدريد بأنه غير راضٍ عن معاملته بالمثل إلى جانب بقية النجوم، لاسيما القائد إيكر كاسياس الذي يحظى بشعبية كبيرة عند الجماهير المدريدية، التي تتمنى له الفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لهذه السنة.
ولا ننسى التأويلات الأخرى، كعدم شعوره بالارتياح تحت قيادة مواطنه جوزيه مورينيو، أو تراجع علاقته بزميله المفضّل في النادي مارسيلو جونيور، إثر تصريحه تارة بأن ليونيل ميسي هو الأحق بالحصول على الكرة الذهبية لهذا العام، و تارة بأن القائد إيكر كاسياس هو الأحق بها... و نسي الجميع الجانب المادي الذي يحرك بقوة عالم الاحتراف في كرة القدم العالمية و الأوروبية.
فالتأويلات التي تدّعي أن كرستيانو رونالدو يريد راتباً أكبر من بقية نجوم كرة القدم العالمية هي الاحتمال الأقرب لتفسير عدم شعوره بالاتيارح في ريال مدريد، بحكم أنه لم يتم تحسين عقده مع النادي منذ انضمامه إليه في صيف (2009)، مع العلم أنه تم تجديد عقده مع ناديه السابق مانشستر يونايتد خمس مرات في ظرف ست سنوات!! فالنجم البرتغالي كان و لا يزال يشعر بأنه اللاعب الأفضل، و أنه اليونيك وان بين نجوم كرة القدم العالمية، بغض النظر عن بعض الحقائق الأخرى التي قد تغضبه و تسيء إليه بمجرد الاعتراف بها، فهو يحب أن يكون "سوبر ستار" و محط اهتمام الجميع.
بل و من الواضح أن كرستيانو يشعر بالغيرة من نجم برشلونة ليونيل ميسي لأنه يمتلك كل شيء، (المال و حب المشجعين و دعم النادي) بالإضافة إلى دعم زملائه و اعتراف منافسيه بأنه الأفضل في العالم في الوقت الحالي، حتى أنه حصل على جائزة الكرة الذهبية لثلاثة أعوام متتالية، على الرغم من أن زميليه تشافي و إنييستا يقدمان مستويات كبيرة في كل موسم جديد، و تجدهما عادةً من المرشحين النهائيين للفوز بالجائزة، لكنها في الأخير تكون من نصيب الأرجنتيني. إن تعبير الدون كرستيانو رونالدو عن حزنه في هذا التوقيت بالضبط، بعد ساعات من إغلاق سوق الانتقالات الصيفية، يدلّ على أن هدفه الأسمى هو "المادة"، وهناك تفسيرين لا ثالث لهما، و هما أنه يريد الضغط على إدارة النادي الملكي من أجل تجديد عقده و تحسين راتبه، أو أنه كان يريد الانتقال هذا الصيف، و أنه تلقى عرضاً مغرياً من إحدى الأندية الأوروبية التي كانت تريد الحصول على خدماته، بمعنى أن الرئيس فلورنتينو بيريز رفض السماح له بالرحيل! هذا أو ذاك، المهم في النهاية أن كرستيانو رونالدو يخفي شيئا لا ندركه، و أن مفاجأة أخرى تنتظرنا في الطريق، فاستعدوا يا عشاق الميرنجي لسماع أسبابه و دوافعه إن حدث و تكلم..
صفحة الكاتب عادل الداودي
[img][/img]