ياسر عرفات ثورة ونضال
في العام التاسع والعشرين من القرن الماضي أشرقت شمس الصباح معلنة
ميلاد فجر جديد من التاريخ الفلسطيني المعاصر انه ميلاد الرمز والقائد الكبير
عبد الرحمن عبد الروؤف القدوة (ياسر عرفات) وذلك في مدينة القدس زهرة المدائن وعروس العروبة.
عشق هذا القائد العظيم تراب الوطن والمقدس منذ نعومة أظافره أدرك منذ طفولته أن للحرية
متطلبات وتضحيات أن الثورة والمقاومة بأبجدياتها هي الحل الوحيد لنيل الحرية وتحرير الوطن و الإنسان ..
. فجسد إدراكه وفهمه هذا من خلال الاندماج في المقاومة الفلسطينية العشوائية
الغير مؤطره فقاتل منذ طفولته الأعداء وشارك في معركة القسطل تحت قيادة خاله عبد القادر الحسيني .
.. فيما بعد فرضت الظروف عليه الانتقال مع عائلته للعيش في غزة حيث أنهى دراسته الأكاديمية,
ومن ثم هاجر إلى مصر بهدف الدراسة حيث دخل جامعة عين شمس ودرسَ الهندسة المدنية,
وأثناء تواجده في هذه الجامعة الرائدة كان له الكثير من الواقف التي تُعبر عن الحرص والحب لفلسطين
,فعمل بكل جهده وطاقته من أجل رفع اسم فلسطين عالياًًًً
,فمثل فلسطين في اتحاد الطلبة وتحديداً في المؤتمر العالي لاتحاد الطلبة في عاصمة تشيسكلفاكيا براج..
.وأثناء تواجده في مصر وتحديدا ًفي الجامعة تبلورت لديه فكرة تشكيل
نواة تنظيم فلسطيني معاصر يتبنى العمل العسكري المنظم من أجل تحرير فلسطين
معتمداً على حرب الشوارع,وحرب الإستنزاف,
وعرض الفكرة على بعض الشخصيات الفلسطينية المناضلة
,ومن أهم هذه الشخصيات الأخ الشهيد خليل الوزير أبو جهاد .
فكانت الموافقة والمباركة وتم الاتفاق على إعلان الإنطلاقة بعمل عسكري
بعد الاتفاق على اسم هذا التنظيم الذي أطلق عليه حركه التحرير الوطني الفلسطيني فتح,وبالفعل في الثامن والعشرين من العام الرابع والستين,تم تنفيذ أول
عملية فدائية خطط لها وشارك في تنفيذها هذا القائد العظيم أبو عمار
,وكانت عملية ناجحة,إنها عملية عيلبون,وبعد هذه العملية بثلاثة أيام وتحديداً بتاريخ1/1/1965
أعلن رسمياً انطلاقة فتح,وفور إعلان الإنطلاقة بدأ الأخ القائد بتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز,حيث استطاع أن يغير التاريخ الفلسطيني
,ويسير بخطوط واضحة ومنظمةٍٍََََ نحو تحرير فلسطين فأخرج القضية الفلسطينية من واقع الوصاية العربية إلى الاستقلالية
,فدخل منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت في حينه تابعه للدول العربية
,فإستطاع بكل جدارة ومسؤولية أن يتولى قيادة منظمة التحرير الفلسطيني,
وتغير مسارها من منظمة هزيلةٍ وتبعيةٍ الى منظمة وطنية نضالية مقاومة مستقلة
,وبدأ العمل النضالي يزداد وترتسم معالمه بفضل القيادة الحكيمة لهذا القائد الحكيم وخاض معمعان المعركة بكل ثقة وجدارة, ومّر بالكثير من المحطات النضالية وتعرض بفضل ذلك للكثير من المؤامرات من قبل الأعداء
,ولكنه بفضل حنكته وذكاءه استطاع النجاة لتبقى ديمومة أعماله لأجل فلسطين قائمه.وكانت نتائج أعماله واضحة ومؤثره على القضية الفلسطينية حيث استطاع انتزاع اعتراف دولي بحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وأقامه دولته.
واستطاع بعد سنوات طويلة من النضال أن يحقق جزءاً كبيراً من الحلم الفلسطيني الذي هو حلمه,حيث تم تحرير جزءٍ من فلسطين التاريخه وإقامة السلطة الوطنية بمؤسساتها المدنية والعسكرية,التي عملت على بلورة حياة مدنية منظمة للشعب الفلسطيني إلاّ أنّ هذا الحلم لم يكتمل , وذلك بالتحرير الكامل للوطن الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس , فكان أسرع من تحقيق هذا الحلم وترجّل الفارس ,ورحل الى عالم الخلود تاركاً خلفه إرثاً نضالياً ووطنياً فلقد حمل الأمانة بكل جدارهَ وأمانة .
فرحم الله الأخ القائد
والشهيد المناضل أبو عمار.
(@ ياسر عرفات @)