الابل

موضوع: الابل السبت مارس 02, 2013 4:23 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الابل
مخلوق متميّز تحت إمرة الإنسان
* للجمل قدرة غير عادية على تحمل العطشوالجوع، ف?و باستطاعته أن يبقى
لمدة ثمانية أيام كاملة بلا ماء ولا طعام في بيئة درجة حرارت?ا 50 درجة مئوية.
وخلال ?ذه المدة يفقد حوالي 22 كيلوغراما من وزنه. ليسبإمكان الإنسان أن
يستمر على قيد الحياة إذا فقد جسمه نسبة 12 % من الماء الموجود فيه، أما
بالنسبة إلى الجمل فإذا فقد حتى نسبة 40 % من الماء الموجود في جسمه فإنه
لا يموت. والسبب الآخر لتحمل الجملِ العطش ?و أن جسمه يتمتّع بنظام يمنع
صعود درجة حرارته أكثر من 41 درجة . ول?ذا السبب، فحتّى فى الحرّ الشديد
خلال الن?ار يحافظ جسمه على كمية الماء ولا يفقد سوى كمية قليلة. وفى الليل
حيث تكون درجات الحرارة منخفضة تضل الحرارة في جسمه في مستوى معين ولا
تنخفض أكثر من 30 درجة .
وحدة متكاملة فى استعمال?ا للماء
* يستطيع الجمل فى 10 دقائق أن يشرب من الماء ما يقارب ثلث جسمه. فقد
يصل ?ذا المقدار الذي يشربه إلى 130 لترا. وإلى جانب ذلك يعتبر الغضروف
الموجود لديه أكبر بكثير بالمقارنة مع ما ?و موجود لدى الإنسان، فحجم غضروف
الانسان يمثل نسبة 1% من حجم غضروف الجمل. و?ذه الخاصية تساعد الجمل
. % على أخذ الرطوبة من الجو بنسبة 66
الاستفادة من الغذاء والماء بأكبر قدر ممكن
* كثير من الحيوانات يموت عندما تكثر كمية الدم المنتجة من قبل الكبد، ولكن
الكبد لدى الجمل يتدخل عدة مرات للاستفادة من الماء والغذاء بأقل درجة ممكنة.
وتكوين الدم وخلاياه عامل م?مّ فى تحمل الجمل للعطش، أي بقائه بدون ماء
لفترة طويلة. فجدار الخلية لدى الجمل لا يسمح بفقدان الماء الزائد، ف?ذا الجدار

الابل
يتمتع بميزة م?مة، كما أن تكوين الدم - حتى فى حالة وصول كمية قليلة من الماء
- يسمح بتدفقه بالقوة نفس?ا. وبالاضافة إلى ذلك فإن الدم يحتوى على أنزيم
البومين بنسبة أكبر مما توجد عند بقية الكائنات الحية، و?ذا الأنزيم يزيد فى قدرة
الجمل على مقاومة العطش. و?ناك مساعد آخر ?و السّنام (الحدبة)، ففى
السنام نسبة واحد إلى خمسة من حجم جسم الجمل، وفيه مخزون من الد?ون،
و?ناك د?ون أخرى فى أكثر من منطقة من جسم الجمل تساعده على الحفاظ
على كمية الماء لديه. إن السّنام فى الظروف العادية يستطيع أن يستوعب 30
إلى 50 كيلو غراما من المواد الغذائية، ولكن فى الظروف القاسية لا يستوعب
سوى كيلوين، وبإمكان الجمل أن يعيشب?ذه الكمية من الطعام مدة 30 يوما . إنّ
الجمل بواسطة فمه وشفتيه وتركيب أضلافه (حافره) المتكونة من جلد مدبوغ
بصلابة قادر على انتقاء غذائه من بين الأشواك . وأما معدة الجمل ف?ي ذات أربع
طبقات وج?ازه ال?ظمي قوى بحيث يستطيع أن ي?ضم أيّ شيء إلى جانب الغذاء
مثل المطاط، و?و يستفيد من ?ذه الخاصية في الأماكن الجافة .
قدرته على مقاومة الزوابع والأعاصير
* لعيني الجمل رموش ذات طابقين مثل الفخ تماما بحيث تدخل الواحدة في
الأخرى، وب?ذا يستطيع أن يحمي عينيه، وفي ?ذه الحالات يستطيع أيضا أن يغلق
أنفه لكي لا تتسرب إلى داخله الرمال.
تدابيره في البرد القارس والحر القائظ

الابل
* جسم الجمل مغطى بشعر كثيف، و?ذا العامل يحافظ على عدم نفاذ الحرارة
إلى داخل الجلد، وفى الوقت نفسه يحافظ على درجة حرارة جسم الجمل فى
أيام البرد. فالجمال التى تعيشفى الصحراء تستطيع أن تتحمل درجة حرارة تصل
إلى 70 درجة، والجمال التى ل?ا سنامان تستطيع أن تتحمل البرودة في درجة
حرارة تصل إلى 52 درجة تحت الصفر. و?ذا النوع من الحيوانات يستطيع أن يعيش
في أراض جبلية على ارتفاع يصل إلى 4000 رتم.
احتياطه للرمال الحارقة
* إن تصميم أضلاف الجمال بالمقارنة مع بقية الحيوانات تعتبر كبيرة جدا. و?ذا
الكبر يساعد?ا على المشي على الرمل دون أن تنغمسأو تغرق في?ا. وأما الجلد
الموجود في أسفل باطن أقدام?ا فسميك جدا، وبالتالي ف?و يساعد الجمل على
الوقاية من حرارة الرمال . وفي ضوء ?ذه المعلومات علينا أن نفكر : ?ل الجمل ?و
الذي صنع ?ذا التلاؤم بين جسمه وبين البيئة التي يعيشفي?ا و?ي الصحراء؟
و?ل الجمل ?و الذي ركب أنفه على ?ذه الشاكلة، و?ل ?و الذي أوجد السّنام
الموجود على ظ?ره، أو ركب الرموش الموجودة حول عينيه، ?ذه الرموش التي
تحفظ عينيه من العواصف الرّملية؟ ?ل ?و الذي صمم الدم الذي يجري في عروقه،
وبنى خلاياه؟ ?ل ?و الذي أبدع نظام الاقتصاد في الماء بحيث لا يست?لك سوى
القليل القليل عند الضرورة؟ ?ل ?و الذي اختار نسج ?ذا الشعر الكثيف على
جسمه، ?ل ?و الذي جعل من نفسه سفينة الصحراء؟ فالجمل مثله مثل جميع
المخلوقات لا يستطيع أن يفعل ذلك، أفلا ينظر الإنسان (إِلَى اْلجِبَالِ كيَْفَ نُصِبتَ)ْ.
وفي الحقيقة فالجمل ليسوحده دليلا على لله تعالى بل المخلوقات جميع?ا
تنطق بعظمة الخالق سبحانه. ولقد خلق الجمل بجميع ?ذه الصفات والخصائص
من أجل خدمة الإنسان، والأمر نفسه بالنسبة إلى جميع الكائنات الأخرى. وعلى
الإنسان أن يتأمل ويتفكر فى صانع ?ذه المخلوقات . (أَلمْ تَرَوْا أَنَّ للهَ سخَرَّ لَكَُمْ ماَ
فِى السمَّواَتِ وَمَا فِى اْلأ رَِض وَأَسْبَغَ علَيَكُْمْ نِعَمَهُ ظَا?ِرةًَ وبََاطِنَةً وَمِنَ الناَّسِ مَنْ
( يجُاَدِلُ فِى لله بِِغَيْر عِلْمٍ وَلا ?َدُىً وَلاَ كِتَابٍ منُيرٍ) (سورة لقمان: 20

الابل
معدة الإبل
* قال تعالى Sad

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت *
- وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت ) ) [سورة الغاشية 17
20 .]. وفي السطور القليلة القادمة سوف نعيشمع جانب من الإحكام الإل?ي
والتدبير الرباني في خلق الإبل . فإذا قمنا في جولة علمية داخل معدة الجمل
لرأينا العجب العجاب وما يأخذ بالألباب حيث تتكون معدة الإبل خلافا لًباقي الأنعام
المجترة من ثلاث حجرات ?ي : الكرش والشبكية والأنفحة , والغشاء المبطن
للكرش الخالي من الحلمات, ويحتوي الكرش والشبكية علي?ا غدد في أعلا?ا
تفتح في قِرَب معلقة في سطح?ا. والكرش سعته 80 % من سعة المعدة كل?ا
يعمل مخزنا لًلمواد الغذائية, وتسكن فيه ملايين الطواحين الحية من البكتيريا
وباقي الكائنات الحية الدقيقة الأخرى كالفطريات والحيوانات الأولية . وعندما يتغذى
الجمل على النباتات الصحراوية مغلظة الجدر, والأعشاب والأشواك فإنه يخزن?ا أولاً
في الكرش حتى يجتر?ا بعد ذلك, وأثناء وجود الطعام في الكرش تقوم تلك
الطواحين وال?اضمات الحية المعجزة بإفراز سيل من الإنزيمات ال?اضمة التي تحلل
تلك المواد وتساعد على طحن?ا , ويقوم الجمل باجترار الطعام ليفتته بأسنانه
وينزل علية من لعابه في روية و?دوء , وتقوم الغرفة الثانية من المعدة و?ي
الشبكية بمساعدة الكرش في ذلك, وتعمل كمخزن للماء والمواد السائلة, وفي
الغرفة الأخيرة و?ي المعدة الحقيقية للجمل يفرز العصير المعدي والذي يساعد
على ?ضم بعض المواد الغذائية التي لم يتم ?ضم?ا في الكرش والشبكة. صورة
لجمل بسنامين فسبحان الخالق وتحول الكائنات الحية في معدة الجمل وخاصة
في الكرش النباتات إلى سكريات بسيطة وأحماض أمينية, وأحماض د?نية من?ا
المتطاير مثل حمض الخليك وحمض البيوتريك والبروبيونيك وبعض الأحماض الد?نية
الأخرى , وينتج غازات الأمونيا والميثان والاكسجين والنيتروجين وكبريتيد
ال?يدروجين وغير?ا . وتستعمل الكائنات الحية في معدة الجمل المواد الغذائية
المحيطة ب?ا في التغذية والنمو والتكاثر , كما تستغل الغازات الناتجة في إنتاج مواد

الابل
غذائية يستفيد من?ا الجمل , وما يتبقى من الغازات يعمل على تجزئة الطعام
وتقليبه في الكرش كما تعمل المياه الغازية في معدة الإنسان عندما يشرب?ا على
وجبة غذائية ثقيلة , أما الزائد من تلك الغازات فيتخلص من?ا الجمل أثناء اجترار
الطعام أو إخراجه من الشرج . كما تقوم البكتيريا وباقي الكائنات الحية في معدة
الجمل بإنتاج الفيتامينات اللازمة لحيات?ا وحياة الجمل . يمتص الجمل الأحماض
الد?نية والأحماض الأمينية والسكريات البسيطة الناتجة بفعل عمليات الطحن
وال?ظم الميكروبي والميكانيكي الذي قامت به الكائنات الحية والج?از ال?ضمي
للجمل أثناء اجترار الطعام . وعندما ت?لك الكائنات الحية الدقيقة التي وافت?ا منيت?ا
فإن?ا تتحلل داخل المعدة وينتج عن?ا العديد من المواد الكربو?يدراتية والد?نية
والبروتينية والأملاح التي يستفيد من?ا الجمل وباقي الكائنات الحية في معدة
الجمل . يمتص الجمل الأحماض الد?نية والأمينية والكربو?يدرات من الفرث
وتلتقي مع سوائل الدم واللمف لتكون اللبن و?ذا مصداقاً لقوله تعالى ( وإن لكم
في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا
للشاربين ) سورة النحل آية 66 . ولو توقفت تلك الطاحنات الميكروبية والحيوانية
الأولية عن عملية طحن الغذاء وتحلله و?ضمه ل?لك الجمل جوعاً ومعدته مليئة
بالطعام , ولو أعطي الجمل مادة قاتلة لتلك الطاحنات لمات الجمل جوعاً وج?ازه
ال?ضمي ممتلئ بالطعام . فمن سخر تلك الطاحنات الصغيرة التي لا ترى إلا
بالمج?ر ل?ذا الجمل الضخم ؟!! ومن نظم تلك العلاقة الحيوية بين الجمل وتلك
الطاحنات الحيوية ؟!! الطبيعة الصماء أم الحيوانات العجماء أم البكتيريا غير العاقلة
كما يقول الدارونيون الماديون ؟! أم أن ?ذا الإحكام يحتاج إلى تدبير العليم الخبير (
. ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم ?دى ) سورة طه آية 50
حليب الإبل
* أما لبن الإبل ف?و أعجوبة من الأعاجيب التي خص?ا لله سبحانه للإبل حيث
تحلب الناقة لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يوميا،ً ويبلغ متوسط
الإنتاج اليومي ل?ا من 5 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي ل?ا
حوالي 230 260 كجم . و يختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي
Page 5
الابل
تنتمي إلي?ا كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعا لًنوعية الأعلاف التي تتناول?ا
الناقة والنباتات الرعوية التي تقتات?ا والمياه التي تشرب?ا وكميات?ا، ووفقا لفصول
السنة التي تربى ب?ا ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيشفي?ا والعمر الذي
وصلت إليه ?ذه الناقة وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدرات الوراثية التي يمتلك?ا
الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك. و على الرغم من أن معرفة
العناصر التي يتكون من?ا لبن الناقة على جانب كبير من الأ?مية، سواء لصغر الناقة
أو للإنسان الذي يتناول ?ذا اللبن، فإن?ا من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة
على أ?مية مثل ?ذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل وبشكل عام يكون لبن
الناقة أبيض مائلا لًلحمرة، و?و عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض
الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه، وترجع التغيرات
في مذاق اللبن إلى نوع الأعلاف والنبات التي تأكل?ا الناقة والمياه التي تشرب?ا .
و?و مقياس الحموضة ) في لبن الناقة )PH كذلك ترتفع قيمة الأس ال?يدروجيني
الطازج، وعندما يترك لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة . و يصل
محتوى الماء في لبن الناقة بين 84 % و 90 % ول?ذا أ?مية كبيرة في الحفاظ على
حياة صغرى الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة ( مناطق الجفاف ) .
وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماء?ا في اللبن الذي يحلب في
أوقات الجفاف، و?ذا الأمر يمكن أن يكون تكيفا طًبيعيا،ً وذلك لكي توفر ?ذه النوق
وتمد صغار?ا والناس الذين يشربون من حليب?ا في الأوقات التي لا تجد في?ا
المياه ليسفقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضا بالسوائل الضرورية لمعيشت?م
وبقائ?ا على قيد الحياة، و?ذا لطف وتدبير من لله سبحانه وتعالى . و كذلك فإنه
مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى
الد?ون من 4،3 % إلى 1،1 %، وعموما يًتراوح متوسط النسبة المئوية للد?ون
في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5 %، ويرتبط د?ن اللبن بالبروتين الموجود فيه. و
بمقارنة د?ون لبن الناقة مع د?ون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أن?ا تحتوي
على حموض د?نية قليلة، كما أن?ا تحتوي على حموض د?نية قصيرة التسلسل
ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي
تعتبر من أ?م العوامل المغذية للإنسان، وخصوصا اًلأشخاص المصابين بأمراض
القلب. ومن عجائب لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ
الش?ر الأول لفترة الإدرار وحتى في كل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من
الماء . و?ذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان، إذ إن
اللاكتوز ( سكر اللبن ) سكر ?ام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول، و?و من السكاكر
الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع . و فضلا عًن القيمة الغذائية العالية
لألبان الإبل، فإن ل?ا استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكون الغذاء
الوحيد الذي يعيشعليه الرعاة في بعض المناطق، و?ذا من فضل لله العظيم

الابل
وفيضه العميم .
أ?مية الإبل في الأمن الغذائي
* يما يفف 1984 و 1985 ، حين أصيبت أفريقيا بالجفاف ?لكت أو كادت ت?لك
في كينيا القبائل التي كانت تعيشعلى الأبقار التي كفت عن إفراز اللبن ثم
مات معظم?ا، بينما نجت القبائل التي كانت تعيشعلى الإبل، لأن النوق استمرت
في الجود بألبان?ا في موسم الجفاف . ومن ?نا أصبح للا?تمام بالإبل أيضا دًوافع
اقتصادية ومستقبلية م?مة ودعا أ?ل الاختصاص إلى التعمق في دراسة ?ذا
الحيوان في عالم تستنفد سريعا مًوارده من الغذاء والطاقة . و لقد سبق أن أوضحنا
أن النظرة المتأملة في الإبل أقنعت الناس منذ ع?د نزول الوحي بصورة ظا?رة
في?ا من إعجاز الخلق ما يدل على قدرة الخالق، كما أن العلماء والباحثين
المتعمقين لا يزالون حتى اليوم يجدون آيات خفية جديدة في ذلك الحيوان العجيب
تعمق الإيمان بقدرة الخالق، وتحقق التوافق والانسجام بين حقائق العلم
الموضوعية التي يكشف عن?ا العلماء وبين ما أخبر به لله في قرآنه الكريم . مقارنة
بين قدرات الإبل والإنسان : ولعل في المقارنة بين بعض قدرات الإبل والإنسان ما
يزيد الأمر إيضاحا بًالنسبة لنموذج الإبل الفريد في الإعجاز . فقد أكدت تجارب
العلماء أن الإبل التي تتناول غذاء جًافا يًابساً يمكن?ا أن تتحمل قسوة الظمأ في
?جير الصيف لمدة أسبوعين أو أكثر، ولكن آثار ?ذا العطشالشديد سوف تصيب?ا
بال?زال لدرجة أن?ا قد تفقد ربع وزن?ا تقريباً في خلال ?ذه الفترة الزمنية . ولكي
ندرك مدى ?ذه المقدرة الخارقة نقارن?ا بمقدرة الإنسان الذي لا يمكنه أن يحيا في
مثل تلك الظروف أكثر من يوم واحد أو يومين . فالإنسان إذا فقد نحو 5% من وزنه
ماء فقد صوابه حكمه على الأمور، وإذا زادت ?ذه النسبة إلى 10 % صمُتَّ أذناه
وخلط و?ذى وفقد أساسه بالألم ( و?ذا من رحمة لله به ولطفه في قضائه ) . أما
إذا تجاوز الفقد 12 % من وزنه ماء فإنه يفقد قدرته على البلع وتستحيل عليه
النجاة حتى إذا وجد الماء إلا بمساعدة منقذيه . وعند إنقاذ إنسان أشرف على
ال?لاك من الظمأ ينبغي على منقذيه أن سقوه الماء ببطء شديد تجنبا لًآثار التغير

الابل
المفاجئ في نسبة الماء بالدم . أما الجمل الظمآن إذا ما وجد الماء يستطيع أن
يعب منه عبا دًون مساعدة أحد ليستعيد في دقائق معدودات ما فقد من وزنه في
أيام الظمأ . وثمة ميزة أخرى للإبل على الإنسان، فإن الجمل الظمآن يستطيع أن
يطفئ ظمأه من أي نوع وجد من الماء، حتى وإن كان ماء البحر أو ماء في
مستنقع شديد الملوحة أو المرارة، وذلك بفضل استعداد خاص في كليتيه لإخراج
تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده على
الدم . أما الإنسان الظمآن فإنه أية محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكون أقرب
إلى تعجيل ن?ايته . وأعجب من ?ذا كله أن الجمل إذا وضع في ظروف بالغة
القسوة من ?جير الصحراء اللافح فإنه سوف يست?لك ماء كثيراً في صورة عرق
وبول وبخار ماء، مع ?واء الزفير حتى يفقد نحو ربع وزنه دون ضجر أو شكوى .
والعجيب في ?ذا أن معظم ?ذا الماء الذي فقده استمده من أنسجة جسمه ولم
يستنفذ من ماء دمه إلا الجزء الأقل، وبذلك يستمر الدم سائلا جًاريا مًوزعا لًلحرارة
ومبددا ل?ا من سطح جسمه، ومن ثم ترتفع درجة حرارته ارتفاعاً فجائيا لًا تتحمل?ا
أج?زته وخاصة دماغه وفي ?ذا يكون حتفه . و ?كذا نجد أن الآية الكريمة ( أفلا
ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) تمثل نموذجاً لما يمكن أن يؤدي إليه العلم بكافة
مستوياته الفطرية والعلمية، وليسفي نصّ?ا شيء من حقائق العلوم ونظريات?ا
وإنما في?ا ما ?و أعظم من ?ذا في?ا مفتاح الوصول إلى تلك الحقائق بذلك التوجيه
الجميل من لله العليم الخبير بأسرار خلقه . ?ذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل
من ناحية الشكل والبنيان الخارجي، و?ي خصائص يمكن إدراك?ا بفطرة المتأمل
الذي يقنع البدوي منذ الو?لة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]