من أعلام أمتنا

من أعلام أمتنا رجل ترعرع في النعيم لكنه أبى إلا أن يكون زاهدا تقيا، أتته الدنيا من غير ما طلب فأبى إلا أن يدوس عليها

إنه الكريم ابن الكرام عمر بن عبد العزيز
لن أحكي سيرته، آثرت أن أضع بين أيديكم هتين الشهادتين على لسان أصحابها لهذا التقي النقي الذي استخلف على الأمة مدة عامين ونصف، تحدث الدهر عنها بما لم تسعه مجلدات.

قال قائل: رأيت الذئاب ترعى مع الغنم في البادية على زمن خلافة عمر بن عبد العزيز، فقلت: سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها ! فقال الراعي: إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس، وقال مالك بن دينار: لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء: من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة؟ عدله كف الذئاب عن شائناً.

ودخل رجل على ملك الروم فرآه حزيناً فقال: ما شأن الملك؟ فقال: وما تدري ما حدث؟ قال : ما حدث؟ قال: مات الرجل الصالح، قال من؟ قال: عمر بن عبد العزيز، ثم قال ملك الروم: لأحسب أنه لو كان أحد يحييى الموتى بعد عيسى بن مريم، لأحياهم عمر بن عبد العزيز، ثم قال: إني لست أعجب من الراهب أن أغلق بابه ورفض الدنيا، وترهب وتعبد، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها وترهب.

اخوتي الكرام هذا هو عمر بن عبد العزيز، تواضع لله فرفعه.
شهادات في حق عمر بن عبد العزيز