تكرر مؤخرًا الحديث
وبشكل مكثف عن وجود شبهة رشوة وشراء أصوات في حصول قطر على حق تنظيم كأس
العالم 2022 وكان أبرزها تقرير مطول للمجلة الفرنسية الرياضية ذائعة الصيت
"فرانس فوتبول"، وهو ما دفع صحيفة "شبيجل" الألمانية لإجراء صحيفة ناصر فهد الخاطر مدير الاتصالات والتسويق في اللجنة المنظمة لمونديال 2022 عنونتها "نحن لم كسر أية قواعد"
وذلك للرد على أسئلتها حول مزاعم الرشوة، وإمكانية لعب البطولة في الشتاء،
وليشرح أسباب اهتمام هذا البلد الصغير من حيث مساحته بالاستثمار بشكل كبير
في رياضة كرة القدم بشكل خاص.
وردًا على سؤال الصحيفة عن
كيف يتعاملون في لجنة تنظيم المونديال عن ظهور مزاعم حول شراء الأصوات منذ
الإعلان بشكل رسمي استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022 رد الخاطر:
ماذا علينا أن نفعل؟ فمع كل نهائيات لكأس العالم بشكل خاص وحدث رياضي كبير
بشكل عام يدور نوع من الجدل فهذه هي طبيعة اللعبة، وما استطيع أن أؤكده
بأننا لم نرتكب أي خطأ ولم نكسر أية قواعد خلال المنافسة على الفوز بتنظيم
البطولة ونحن نركز على الجوانب الإيجابية لما نريد تحقيقه.
أما تعليقًا على سؤال للصحيفة حول هل فاجأهم في قطر قوة الانتقادات بعد فوزهم بتنظيم المونديال فقال الخاطر: لأكون صادق نعم، فقد فوجئنا جدًا طبعًا كنا نتوقع أراء سلبية ولكن ليس إلى هذا الحد وليس بعد مُضي كل هذه المدة الطويلة.
وأسرد مدير الاتصالات والتسويق في اللجنة المنظمة لمونديال 2022 على أسباب حدوث كل هذه الضجة حولهم قائلًا:
أعتقد أن الكثير من الناس لا يحبون لكسر مع التقاليد من جانب، وربما يظن
البعض أن هناك دول أخرى كانت أكثر استحقاقا للحصول على حق استضافة كأس
العالم وهنا يمكن القول بأن هذا شكل من أشكال التمييز، ولكن في المقابل
أيضًا حصلت قطر على دعم كبير من الدول الصغيرة وهم سعداء بأن دولة مثلهم
تمكنت من الفوز على حساب دول لها ثقلها مثل الولايات المتحدة وأستراليا.
وفيما
يتعلق بالتساؤلات بشأن قدرة بلد لا يتعدى تعدادها السكاني 200,000 ألف
نسمة، أقل من تعداد سكان شليسفيج هولشتاين في ألمانيا وقد يكون واحد من
أسباب عدم تفهم الكثير لكيف ينجح بلد صغير مثلهم بالفوز بتنظيم المونديال، قال الخاطر: في المقام الأول هذه النظرة دائمًا لأي أمر يتعلق بأحد دول الشرق الأوسط والسبب ليس فقط الصراعات السياسية التي تعاني منها المنطقة.
وتابع
الخاطر: لذلك في قطر، نعتبر استضافة كأس العالم أمر يُعزز الكرامة الوطنية
ويساهم في عملية تسريع التنمية لدينا كدولة في البنية التحتية، خاصة وأنه
لدينا موعد محدد للانتهاء من كل شيء لذلك نعمل بتركيز كبير على تحقيق كافة
المتطلبات.
وعندما وجه له سؤال عن مصادر الدخل الرئيسية في قطر، أجاب الخاطر:
معظم مصادرنا قادمة من شركات الطاقة الكبيرة التي تعمل في مجالي النفط
والغاز، وبحلول عام 2030 نطمح بتوسيع مصادر الدخل من خلال إنشاء المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة وصناعة السياحة بحيث لا يكون الاعتماد فقط على النفط
والغاز، لذلك مع حدث ضخم مثل كأس العالم سيعني خلق الكثير من الفرص
الاستثمار والتجارة المتنوعة والجديدة.
أما عن سؤال لصحيفة "شبيجل" حول هل تتعامل قطر مع السياسة على أنه واحدة من وسائل دبلوماسية
في ظل أنه هذا العام سيحتضنون بطولة العالم للسباحة في قطر وفي 2015
تستضيف بطولة العالم لكرة اليد للمرة الثانية في العاصمة الدوحة، وسبق
ونظمتم بالفعل دورة الألعاب الأولمبية، فعل الخاطر: نعم، فالرياضة
هي نوع من أنواع الدبلوماسية الناعمة – على حد تعبيره - فنحن نستطيع من
خلالها جذب الناس إلى زيارة الشرق الأوسط لتغيير تصوراتهم المسبقة عنا.
وكان ناصر فهد الخاطر
صريح للغاية وهو يرد على سؤال للصحيفة الألمانية حول نظرة العالم التي قد
يشوبها بعد السلبي لقطر عندما تسلط للأضواء على الأزمات في المنطقة مثل
التلوث ونقص في حقوق المرأة والعمال المهاجرين، فرد قائلًا: نحن
نتعرف ذلك، ولذك بالنسبة لنا كأس العالم هو عامل محفز للتغيير والتحسين
ونهدف لحل هذه المشاكل بسرعة، وتنظيم المونديال يمكن أن يساعدنا ولكن يجب
مراعاة أن قطر هي أيضًا بلد صغير جدًا ومن الظلم مقارنتنا مع بلدان أقامت
مؤسساتها على مدى مئات السنين.