شهدت
الدقائق الأولى ضغطاً متواصلاً من إسبانيول على دفاع ريال مدريد، لكن
الخطورة جاءت أولاً من أقدام المهاجم الشاب ألفارو موراتا في الدقيقة
التاسعة، عندما توغلّ بين المدافعين، لكن كرته طالته وكان الأقرب إليها
الحارس فرانسيسكو كاسيا، الذي كان صائباً في خروجه المبكّر من المرمى.
ثم
جاءت فرصة ثانية لريال مدريد بعدها بدقيقتين فقط، عندما توغّل أنخيل دي
ماريا وصوّب كرةً نحو المرمى، لكن الحارس كاسيا عاد ليتألق ويتصدى للكرة
بدون مشاكل، لتعود المباراة إلى بدايتها ويحاول إسبانيول تغيير أسلوب لعبه
والبحث عن منافذ للوصول إلى مرمى النادي الملكي.
وتلقى الضيوف أنباء
سيئة جداً في الدقيقة الثامنة عشر، عندما تعرض المدافع الفرنسي رفائيل
فاران للإصابة في الركبة بعد تدخل عنيف من مهاجم إسبانيول واكاسو، ليضطر
على إثرها لمغادرة الملعب وترك مكانه لزميله تشابي ألونسو، الذي عوّضه في
الوسط على آمل عودة إيسيان للتغطية الدفاعية.
وبعدها بأربع دقائق
فقط، تلقى ريال مدريد الضربة الأولى في المباراة، من ركنية لعبها إسبانيول
للقائم الثاني، لحق بها سيرخيو جارسيا وحوّلها إلى زميله ستواني أمام
المرمى، في ظل غياب تام للرقابة الدفاعية للنادي الملكي، ليتمكن من وضعها
بسهولة داخل الشباك، معلناً عن تقدم فريقه بهدف نظيف.
وفي الدقيقة
السابعة والعشرين، كاد المهاجم الأوروجوياني ستواني ينجح في معانقة شباك
إسبانيول للمرة الثانية، من انفراد واضح بحارس ريال مدريد، لكن هذا الأخير
كان متألقاً بخروجه الرائع من المرمى، وتصديه للمحاولة التي كادت أن تُسفر
عن هدفٍ ثانٍ، قد يزيد من تعقيد المباراة في ملعب لا كورنيا.
بعدها
بدقيقة واحدة فقط، عانق إسبانيول الشباك من رأسية للمدافع هيكتور مورينو،
لكن الحكم إجلسياس فيلانوفيا رفض احتسابه، بداعي وجود خطأ من اللاعب في حق
تشابي ألونسو، لتبقى النتيجة على ما هي عليه، في غياب تام للاعبي ريال
مدريد، وضغط متواصل من أصحاب الأرض لتعزيز تفوقهم.
وزادت حدة
التدخلات من كلا الجانبين في الدقائق الموالية، واحتدم الصراع أكثر في
منتصف الملعب، وغابت الخطورة عن مهاجمي الفريقين، مع بعض العرضيات الخجولة
من هذا الجانب أو ذاك، لينتهي الشوط الأول دون تغيير في النتيجة، التي ظلت
تؤشر إلى تقدّم مستحق لإسبانيول بهدف دون رد.
الشوط الثاني انطلق
وسط توتر أعصاب اللاعبين، خصوصاً لاعبي ريال مدريد الذين ظلوا يحتجون على
الحكم إجلسياس فيلانويفا بسبب عدم احتسابه ركلة جزاء واضحة قبل نهاية الشوط
الأول بثواني معدودة، عندما صوّب موراتا كرةً نحو المرمى ارتطمت بيد
المدافع خابي لوبيز.
لكن سرعان ما دخل الفريقان هذه المباراة بنفس
آخر مع توالي الدقائق، وجاءت أولى المحاولات من عرضية جميلة من واكاسو
أبعدها المدافع المدريدي الشاب ناتشو بنجاح، ثم جاءت فرصة ثانية بعد توغل
جيد لجارسيا داخل منطقة الجزاء، لكن المدافع المخضرم كارفاليو أسقطه دون
وجود أي خطأ.
ومع دخول كرستيانو رونالدو كبديل في الدقائق السادسة
والخمسين بدلاً من البرازيلي المُخيب ريكاردو كاكا، اشتغلت الآلة الهجومية
لريال مدريد بشكل أفضل، وتمكن الأرجنتيني جونزالو هيجواين من تعديل النتيجة
من رأسية لا تُصد ولا تُرد، أودعا في شباك إسبانيول في الدقيقة الثامنة
والخمسين.
وشهدت الدقائق الموالية أخطاء كثيرة من كلا الجانبين،
والعديد من الصراعات الثنائية بين اللاعبين، أعادت مسلسل توتر الأعصاب بين
الفريقين، إلى أن جاءت تصويبة قوية من الدون كرستيانو رونالدو في الدقيقة
الثامنة والستين، تصدى لها الحارس كاسيا ببراعة كبيرة.
وفي الدقيقة
السابعة والسبعين، حصل إسبانيول على فرصة جيدة لانتزاع هدف الفوز، بعد كرة
استلمها واكاسو داخل منطقة الجزاء، حيث كاد ينفرد بالحارس لولا تعرضه للدفع
من ميكايل إيسيان، ليُطالب لاعبو إسبانيول باحتساب ركلة جزاء، رفض الحكم
الإعلان عنها بداعي عدم وجود أي شيء.
وعادت الأعصاب لتتوتر بين
اللاعبين، بعد شجار دار بين كرستيانو رونالدو وفورلين داخل منطقة الجزاء،
بعد ركنية تحصل عليها ريال مدريد، يقود الحكم بتوجيه الإنذار للمهاجم
البرتغالي بسبب دفعه لمدافع إسبانيول عن عمد وتسبّبه في مشادات كلامية بين
الجانبين.
وحاول النادي الملكي عدم التفريط في الفوز بسلسلة من
التصويبات التي وجّهها أنخيل دي ماريا و كرستيانو رونالدو في الدقائق
المتبقية من عمر المباراة، لكن النتيجة ظلت على حالها، لينتزع نادي
إسبانيول نقطة ثمينة أمام النادي الملكي، ويُبقي على حظوظه في المشاركة في
الدوري الأوروبي.