الحب وما أدراك ما الحب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ذو الفضل العظيم , الواسع المغفرة , التواب الرحيم , الحمد لله عدد خلق الله في السموات,
الحمد لله عدد خلق الله في الأرضين , الحمد لله المعطي , القدُوس ,
السلام , المؤمن , المهيمن , العزيز ,الجبار المتكبر , الخالق ,البارئ ,المصور, الغفار , القهار , العلي , ذو الجلال والإكرام ,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الأمين الزكي وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع خطاه إلى يوم الدين .
أما بعد .... إخوتي الأفاضل
الحب , كلمة يتردد سماعها في اليوم عشرات المرات وقد يزيد عن ذلك ,
هذه الكلمة التي أصبحت في عصرنا شائعة لدرجة أن الأنفس استهوتها وعشقتها , لكن ربما دون النظر إلى فحواها ومبتغاها ومنتهاها وحدودها , ربما صرنا نشعر بهذه الأيام بأن هذه الكلمة أُمتهنت حقوقها ,
وأُجحفت حروفها , فتاهت فيها المقالات , وترصعت بها الخطابات , فهل يا ترى قد أعطينا هذه الكلمة بما تحويه من معاني ومشاعر وأحاسيس حقها ؟
وهل يا ترى وجهناها إلى ما يرضي الله عز وجل ؟ وهل قلناها بملئ المشاعر والقلوب أم قلناها لنأخذ بها ما ليس لنا ؟
أسئلة كثيرة وردت في خاطري حول هذه الكلمة , وللأسف نرى اليوم في واقعنا العربي قد أخذت هذه الكلمة من حياتنا الشيئ الكثير ,
فبدا لي أن الناشئة قد أهمهم همها وقولبوا أجسادهم وأدمغتهم في سبيلها ,
لا لسبب سوا ليقال له أو لها بأنه أو بأنها تحب أو يحب دون النظر إلى ما يحب أو إلى ما تحب.
هذه كلمة عميقة جداً وخلابة جداً ومعبرة جداً لكن.... إذا ما استخدمت في نطاقها الصحيح
فلا مانع للزوج أن يقول لزوجته أحبك أو العكس لكن ...العيب أن يقول شاب لفتاة غريبة أحبك والعكس.
ولا مانع من أن يقول المرء لأخيه أحبك في الله لكن ...العيب أن يقول المرء لأخيه أحبك لأغراض دنيوية تافهة تقوم على المصلحة الأنانية الذاتية .
وأعظم من يقول أحب هو من قالها لله عز وجل ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فهي إن نطق بها اللسان ووعاها الجنان وأدركتها الأحاسيس وعملت بها الحواس لوصل الإنسان بعون الله وفضله إلى مقام من قال عنهم الله عز وجل ( رضي الله عنهم ورضوا عنه )
إخوتي الأفاضل ... لا مانع من أن نحب ونعشق لكن بما شرع لنا الله عز وجل , فذلك يعطي هذه الكلمة حقوقها ,
ويجعلها من الزاد الذي تتقوى به القلوب وتزداد بها قوة الأعضاء للقيام بما يستحق لتلبية نداء هذه الكلمة ,
أما بالنسبة للحب الممتهن فأسأل الله تعالى أن يخلصّنا منه , فهو أقرب للشقاء من السعادة , وأدنى للفناء من البقاء .
اللهم لا تجعلني ممن قلت فيهم ( يأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم )
أحب الصالحين ولست منهم علّي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من بضاعته المعاصي وإن كنا جميعاً في البضاعة
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
راقت لي