برشلونة، 14 يوليو/تموز (إفي): في عام 1999 فاز الدراج الأمريكي لانس أرمسترونج بأول طواف في فرنسا، ووصلت مواطنته النجمة بريتني سبيرز الى قمة المجد في عالم الغناء، وفي نفس العام أيضا فوّت نجم كرة القدم الإسباني تشافي هرنانديز ناشئ برشلونة آنذاك فرصة اللعب في ميلان الإيطالي.
كان تشافي حينها لاعبا متوجا بكأس العالم للشباب مع منتخب إسبانيا تحت 20 عاما، لكنه تمسك بالبقاء في البرسا رغم صعوبة اللعب مع الفريق الأول، وذلك بعد أن رفضت والدته عرض أدريانو جالياني.
صبر تشافي كثيرا وتقطعت مشاركاته على مدار سنوات، حتى وصل الى قمة عطائه مع الجيل الذهبي للبرسا في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية.
بعد تلك القصة بـ14 عاما، أبى تياجو ألكانتارا أن يكرر التجربة، وفضّل الانتقال لبطل أوروبا بايرن ميونخ الألماني بدلا من الصبر على نيل فرصة على حساب تشافي نفسه.
الظروف تبدو مشابهة في القصتين، فتياجو ألكانتارا توج مؤخرا مع منتخب إسبانيا ببطولة أوروبا للشباب بعد تألق استثنائي أدرك من خلاله البرسا أنه بلغ قمة نضجه، وأنه الخليفة الشرعي لتشافي، لكن اللاعب البرازيلي الأصل ابن الـ22 ربيعا رفض أن يلعب دور الرجل الثاني.
طمح ألكانتارا الى فرصة أكبر للعب والتطور، فكان الخيار المتاح أن يستمر كبديل لتشافي، ربما حتى اعتزال "المايسترو"، أحد الذين لا مساس بهم بالفريق على شاكلة ميسي وإنييستا، فوجد في بايرن ملاذا، لا سيما أن مدربه السابق بيب جوارديولا فتح ذراعيه لاستقباله في النادي البافاري.
بـ25 مليون يورو، أتم برشلونة وبايرن ميونخ الصفقة اليوم، ليتقلص بذلك رباعي الوسط الهجومي في البرسا الى ثلاثة باستمرار تشافي وإنييستا وفابريجاس، ويصبح المدرب تيتو فيلانوفا مجبرا على البحث عن بديل كفء أو تصعيد ناشئ متميز من لا ماسيا، سيكون سيرجي روبرتو على الأرجح.
فيلانوفا لم يمنح الثقة في ألكانتارا، الذي قام جوارديولا بتصعيده من قطاع الناشئين في يونيو/حزيران 2011 ، كما أن النادي الكتالوني لم يتمكن من إجبار البافاري على دفع 90 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي، التي تقلصت الى 18 مليون، لأن اللاعب لم يشارك في نسبة 60% من مباريات البلاوجرانا.
وبذلك يودع تياجو وشقيقه الأصغر رافينيا برشلونة في نفس الوقت، بعد إعارة الاخير لسلتا فيجو، وكلاهما نجلي اللاعب البرازيلي السابق مازينيو بطل العالم 1994 مع السيليساو.
لم يلتزم ألكانتارا بنصيحة تشافي بالتحلي بالصبر، لأن الانتقال في سن صغيرة الى ناد كبير مطالب بالفوز دائما مخاطرة كبيرة، وقرر خوض المغامرة، ليصبح مجبرا على إقناع جوارديولا بجدارته بثقته، واثبات ذاته امام فيلانوفا. (إفي)