مر ديربي القاهرة الذي جرت أحداثه يوم أمس الأربعاء بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك ضمن الجولة الأولى لمنافسات دور المجموعات بعصبة الأبطال الأفريقية بسلام ، دون وقوع أية خسائر أو مُشكلات كان يخشاها الكثيرون قبيل انطلاق المقابلة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق .
وبعيداً عن المعطيات الفنية بالمقابلة فإن الحكم الجزائري جمال حيمودي المصنف الأول على مستوى الحكام الأفارقة أخذ حيزاً واسعاً من الاهتمام الجماهيري والإعلامي على حد سواء ، وخلفت بعض قراراته في اللقاء غضباً كبيراً لدى الجماهير الحمراء على وجه الخصوص التي اعتبرت نفسها المتُضرر الأكبر من وراء ذلك ، فيما انتقدت بعض الصحف المصرية قراراته باعتبار أنها شكلت-من وجهة نظرها-تغيراً كبيراً في نسق المقابلة .
بركان من الغضب الأهلاوي فمن جانبها عبرت جماهير النادي الأهلي عبر صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن غضبها لعدم احتساب الرجل الأول بالتحكيم الجزائري لركلة جزاء صحيحة لفريقها في نهاية الشوط الأول إثر عرقلة متوسط ميدان الفريق عبد الله السعيد داخل منطقة العمليات على بعد خطوات من أعين حيمودي ، واعتبرت أن فريقها الذي ظل متأخراً طيلة أحداث الشوط الأول نتيجة وأداء تعرض لمظلمة ربما كانت كفيلة بمنحه نقاط المباراة الثلاثة .
الغضب الذي تولد لدى الجماهير الحمراء من تغاضي الدولي الجزائري عن احتساب ركلة جزاء كانوا يرونها صحيحة لفريقهم كان مشابه لما ظهر على أفراد الجهاز الفني للنادي الأهلي الذي توجه منه البعض على غرار مدير الكرة سيد عبد الحفيظ ومدرب الحراس طارق سليمان إلى حيمودي ، للاستفسار عن أسباب عدم احتسابه لركلة جزاء أعادها مخرج اللقاء مراراً وتكراراً من مختلف الزوايا على الشاشة المتلفزة ، وكأنه يُوجه رسالة للجميع بأن حيمودي ربما عرض أبناء صالح سليم لمظلمة حقيقية .
انتقادات إعلامية مصريةعلى الجانب الآخر فقد انتقدت بعض الصحف المصرية أداء الجزائري في المباراة واعتبرته لا يرقى لمستوى أفضل حكام أفريقيا ، على غرار صحيفة "اليوم السابع" التي قيمت مردود حيمودي بالمتوسط ، ولم تكتف فقط بالإشارة إلى ركلة الجزاء التي لم يحتسبها للنادي الأهلي بنهاية الشوط الأول ، بل اعتبرت أن احتسابه لركلة جزاء الأهلي التي سجل منها محمد أبو تريكة هدف التعادل كان خطأ جسيماً-على حد وصفها" مرجعة ذلك إلى التوتر الذي بدى عليه حيمودي بالشوط الثاني ، وإلى رغبته في تعويض خطأ الشوط الأول ، إلا أن ذلك حدث بخطأ آخر-بحسب وصفها-.
شكر واجب من المصريين في جميع الأحوال ، تبقى أخطاء كرة القدم واردة لكل عناصر اللعبة ، ويبقى واجباً على المصريين جميعاً توجيه الشكر إلى هذا الحكم الجزائري الشجاع الذي لم يتأثر بالأجواء المتوترة التي عاشتها مصر قبيل إقامة اللقاء ، ولم يتردد للحظات في القدوم إلى أم
الدنيا من أجل المساهمة في إنجاح لقاء سيسجل التاريخ أنه أُقيم في ظروف أقوى من الاستثناء ذاته .