بسم الله الرحمن الرحيم
1- ماجاء في عمره وكمية حياته عليه السلام
جاء في الأحاديث الواردة في خلق آدم ، أن الله لما استخرج ذريته من ظهره ، فرأى فيهم الأنبياء ، عليهم السلام ،
ورأى فيهم رجلا يزهر ، فقال : أي رب ، من هذا ؟
قال : هذا ابنك داود ، قال : أي رب ، كم عمره ؟ قال : ستون عاما . قال : أي رب ، زد في عمره . قال : لا ، إلا أن أزيده من عمرك .
وكان عمر آدم ألف عام فزاده أربعين عاما ، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت ، فقال : بقي من عمري أربعون سنة . ونسي آدم ما كان وهبه لولده داود ، فأتمها الله لآدم ألف سنة ، ولداود مائة سنة ))..رواه أحمد عن ابن عباس ، والترمذي ، وصححه عن أبي هريرة ، وابن خزيمة ، وابن حبان ،وقال الحاكم : على شرط مسلم .
2-أما ماجاء في كيفية وفاته عليه السلام:
فقال الإمام أحمد في " مسنده " : حدثنا قتيبة ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: (كان داود النبي فيه غيرة شديدة ، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب ، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع ،
قال : فخرج ذات يوم وغلقت الدار ، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار ، فإذا رجل قائم وسط الدار ،
فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة ؟ والله لتفتضحن بداود .
فجاء داود ، فإذا الرجل قائم وسط الدار ،
فقال له داود : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني شيء ،
فقال داود : أنت والله ملك الموت ، فمرحبا بأمر الله . ))
فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه ، حتى فرغ من شأنه ،
وطلعت عليه الشمس ، فقال سليمان للطير : أظلي على داود . فأظلته الطير حتى أظلمت عليهما الأرض ، فقال لها سليمان : اقبضي جناحا جناحا
قال أبو هريرة : يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ،
وغلبت عليه يومئذ المضرحية،،، انفرد بإخراجه الإمام أحمد ، وإسناده جيد [ ص: 321 ] قوي ; رجاله ثقات
ـــــــــــــ
ومعنى قوله : وغلبت عليه يومئذ المضرحية ; أي : وغلبت على التظليل عليه المضرحية ،
وهي الصقور الطوال الأجنحة ، واحدها مضرحي ،
قال الجوهري : وهو الصقر الطويل الجناح .
وقال السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال : مات داود ، عليه السلام ، فجأة ، وكان يسبت ، وكانت الطير تظله .
وقال السدي أيضا عن أبي مالك ، وعن سعيد بن جبير ، قال : مات داود ، عليه السلام ، يوم السبت فجأة ..
وقال إسحاق بن بشر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال : مات داود عليه السلام ، وهو ابن مائة سنة ، ومات يوم الأربعاء فجأة .
وقال أبو السكن الهجري : مات إبراهيم الخليل ، فجأة وداود فجأة ،
وابنه سليمان فجأة ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . رواه ابن عساكر .
ـــــ
وقال إسحاق بن بشر : أنبأنا وافر بن سليمان ، عن أبي سليمان الفلسطيني ، عن وهب بن منبه ، قال :
إن الناس حضروا جنازة داود ، عليه السلام ، فجلسوا في الشمس في يوم صائف .
قال : وكان قد شيع جنازته يومئذ أربعون ألف راهب ،
عليهم البرانس ، سوى غيرهم من الناس ،
ولم يمت في بني إسرائيل - بعد موسى وهارون - أحد كانت بنو إسرائيل أشد جزعا عليه منهم على داود
. قال : فآذاهم الحر ، فنادوا سليمان ، عليه السلام ،
أن يعجل عليهم لما أصابهم من الحر ، فخرج سليمان فنادى الطير فأجابت ،
فأمرها فأظلت الناس .
قال : فتراص بعضهم إلى بعض من كل وجه حتى استمسكت الريح ،
فكاد الناس أن يهلكوا غما ، فصاحوا إلى سليمان ، عليه السلام ، من الغم ،
فخرج سليمان فنادى الطير أن أظلي الناس من ناحية الشمس ،
وتنحي عن ناحية الريح . ففعلت
، فكان الناس في ظل وتهب عليهم الريح ،
فكان ذلك أول ما رأوه من ملك سليمان .
ـــــــــــ
هذا والله أعلم
من قرآتي في المكتبة الاسلامية لإسلام ويب
من كتاب البداية والنهاية للقرشي الدمشقي