بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لانبي بعده ............
اما بعد.......
(القصة الأولى)
البطل: عباد بن بشر ?.البطولة: قيام الليل.
تفاصيل البطولة:
بعد أن فرغ رسول الله ? من غزوة ذات الرقاع نزل مع أصحابه مكانًا يبيتون فيه واختار رسول الله ? نفرًا من أصحابه يتناوبون الحراسة بالليل، وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.
ورأى عباد صاحبه عمارًا مُجهدًا فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه قسطًا من الراحة تمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.
ورأى عباد أن المكان من حوله آمن فلِمَ لا يشغل وقته بالصلاة إذن؟ فيذهب بثوابها مع ثواب الحراسة؟ وقام يصلي.
وبينما هو قائم في صلاته.. في ظلمة الليل.. يقرأ بعد فاتحة الكتاب سورة من القرآن الكريم.. إذ بسهم قادم من بعيد يخترف عضده – ساعده – ويسيل دمه.. فما تظنون أنه فعل؟!.. لقد نزع السهم وأكمل صلاته!!.. وكأن شيئًا لم يكن.. فظن ذلك المشرك أن السهم لم يصبه... فأخذ سهمًا آخر من كنانته وصوب نحوه.. ثم رمى السهم فاستقر في عضدة مرة أخرى.. فأخذ الدم ينزف بغزارة.. حينئذ أنهى عباد تلاوته للسورة... ثم ركع.. ثم سجد وكانت قواه قد بددتها الآلام والإعياء.. فمد يمينه وهو ساجد إلى صاحب عمار النائم بجواره.. وظل يهزه حتى استيقظ... ثم قام من سجوده وتلا التشهد وانتهى من صلاته.. واستيقظ عمار ? على كلماته المتعبة تقول له: «قم للحراسة مكاني فقد أُصبت».
ووثب عمار محدثًا ضجة وهرولة أخافت المتسللين ففروا، ثم التفت إلى صاحبه عباد الذي قال كلمات سطرها التاريخ قال: «كنت في صلاتي أتلو آيات من القرآن ملأت نفسي روعة.. فلم أحب أن أقطعها.. ووالله لولا أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله ? بحفظه لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها»!!.
(القصة الثانية)
يُرمى في النار فلا تضره
البطل: أبو مسلم الخولاني رحمه الله.
البطولة: اليقين بالله عز وجل.
تفاصيل البطولة:
ادَّعى الأسود العنسي النبوة باليمن والتف حوله جمعٌ كبير من الناس، فقام وذبح من المسلمين من ذبح، وأحرق منهم من أحرق، وطرد منهم من طرد، وفرَّ الناس بدينهم، عذب من الدعاة من عذب، وكان من هؤلاء أبو مسلم الخولاني رحمه الله، حاول أن يثنيه عن دينه قال: كلا والذي فطرني لن أرجع عنه فاقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا.. فما كان منه حينئذ إلا أن جمع الناس وقال لهم: إن كان داعيتكم على حق فسينجيه الحق، وإن كان على غير ذلك فسترون.
فأمر بنار عظيمة فأضرمت ثم جاء بأبي مسلم الخولاني رحمه الله فربط يديه ورجليه ووضعوه في مقلاع ثم رموه في ألسنة النار ولظاها التي كان يقال عنها أن الطير كان يمر فوقها فيسقط فيها من عِظَم ألسنة لهبها، وأبو مسلم بين السماء والأرض لم يذكر إلا الله جل وعلا وكان يقول: ?حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ? فيسقط في وسط النار، وانتظر الناس والنار تخبو شيئًا فشيئًا... وإذا بأبي مسلم قد فكت النار وثاقه، وثيابه لم تحترق... رجله حافيتان يمشي بهما على الجمر ويتبسم.. ذُهل الطاغية فخاف أن يسلم من بقي من الناس فقام يهددهم ويتوعدهم.
أما أبو مسلم فانطلق إلى المدينة إلى أصحاب رسول الله ? في خلاف أبي بكر ?، فيصل إلى المسجد ويصلي ركعتين فيسمع عمر ? بخبره فينطلق إليه ويقول له: أأنت أبو مسلم؟ فيقول: نعم. فيعتنقه ويبكي ويقول: الحمد لله الذي أراني في أمة محمد ? من فعل به كما فُعل بإبراهيم الخليل ?.
(القصة الثالث)
تنفق ثلاثين ألفًا على العلم
البطل: أم ربيعة رحمها الله.
البطولة: في التربية.
تفاصيل البطولة:
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز بالإسناد، عن مشيخة أهل المدينة، أن فروخًا أبا ربيعة بن أبي عبد الرحمن خرج في البعوث إلى خراسان غازيًا، وربيعة في بطن أمه لم يولد بعد، وترك فروخ عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار.
فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة، وهو راكب فرسًا، وفي يده رمح فنزل عن فرسه، ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال له: يا عدو الله، أتهجم على منزلي؟ فقال: لا. وقال فروخ – والد ربيعة -: أنت رجل دخلت على حرمي وبيتي فتواثبا.. وتلبب كل واحد منهما بصاحبه حتى اجتمع الجيران.
فبلغ مالك بن أنس والمشيخة فأتوا لينظروا في الأمر، فجعل ربيعة يقول: والله لا أفارقك إلى عند السلطان. وجعل فروخ يقول: والله لا أفارقك إلا عند السلطان، وأنت مع امرأتي. وكثر الضجيج فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم فقال مالك: أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار – أي أن هذه الدار ليست لك -. فقال الشيخ: هي داري، وأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقال: هذا زوجي، وهذا ابنه الذي تركه وأنا حامل به. فاعتنقا جميعًا وبكيًا، فدخل فروخ المنزل، فقال لامرأته: هذا ابني؟ قالت: نعم. قال: فأخرجي المال الذي عندك، وهذا معي أربع آلاف دينار. فقالت: المال قد دفنته وأنا أخرجه بعد أيام.
فخرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته وأتاه مالك بن أنس وابن أبي علي اللهبي والمساحقي وأشراف المدينة، وأحدق الناس به، فقالت امرأته: اخرج فصل في مسجد رسول الله ?. فخرج فنظر إلى حلقة كبيرة يجتمع فيها عدد كبير من الناس، فأتاه فوقف عليه ففرجوا له قليلاً، ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره. فقال: من هذا الرجل؟ فقالوا: ربيعة بن أبي عبد الرحمن – أبو عبد الرحمن هو عينه فروخ – فقال فروخ: لقد رفع الله ابني. فرجع إلى منزله.. وقال لامرأته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدًا من أهل الفقه والعلم عليها. فقالت أمه: فأيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذ رأيته؟ قال: لا والله إلا هذا. قالت: فإني أنفقت المال كله عليه. قال: فوالله ما ضيعته.
(القصة الرابهة)
لا وقت عنده لأكل التمر
البطل: عمير بن الحمام ?.
البطولة: الجهاد في سبيل الله.
تفاصيل البطولة:
عن أنس بن مالك ? قال: انطلق رسول الله ? وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى موضع عند بئر بدر.
فلما اقترب المشركون قام النبي ? وقال: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض»؛ فقال عمير: جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: «نعم» فقال عمير ?: بخٍ.. بخ.. فقال رسول الله ?: «ما حملك على قول: بخ بخ؟» قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: «فإنك من أهلها».
قال أنس: (فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن حُييت حتى آكل تمراتي هذه.. إنها لحياة طويلة). فرمى ما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتل ? فكان هو أول قتيل قُتل من الأنصار في الإسلام.
(القصة الخامسة)
حدث في عهد عمر بن الخطاب أن جاء ثلاثة أشخاص ممسكين ب شاب وقالوا يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنـآ قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلته قال الرجل : إني راعى ابل وأعز جمالي أكل شجره من أرض أبوهمف ضربه أبوهم بحجر فمات فامسكت نفس الحجر وضربته به فمات قال عمر بن الخطاب : إذا سأقيم عليك الحد
قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير ف إذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي !ف قال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك ؟؟ف نظر الرجل في وجوه الناس فقال هذا الرجل
ف قال عمر بن الخطاب : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل ف قال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين
ف قال عمر بن الخطاب : إنك لا تعرفه وأن هرب أقمت عليك الحد ف قال أبو ذر أنا أضمنه يا أمير المؤمنين ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقله على أبو ذر
حتى لا يقام عليه الحد وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد فاستغرب عمر بن الخطاب وقال : ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟؟ف قال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
ف سأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته ؟؟ ف قال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس ف تأثر أولاد القتيل فقالوا لقد عفونا عنه ف قال عمر بن الخطاب : لماذا ؟
ف قالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس