يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهالله في شرح كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة في الشريط السابع:
وَلَكِن كَرِهَاللهُ انبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ
اللهمَّ أجِرْنا .. هذه الآية خطيرة جدًّا! وميزان (كَرِهَاللهُ انبِعاثَهُم ﴾
أي في الجهاد .
﴿ وَقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ ﴾
فاحذر فتش إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الخير
اخش أن يكوناللهكره انبعاثك في الخير
ثُمَّ أعِد النظر مرةً ثانية وصَبِّر نفسك وأرْغِمْها على الطاعة،
واليوم تفعلها كارهًا وغدًا تفعلها طائعًا هيِّنةً عليك .
والمهم أن هذا فيه تحذير شديد لمن رأى من نفسه أنه مُثبَّطٌ عن الطاعة،
فلعلالله تعالى كَرِه َأن يكونَ هذا الرَّجُل من عباده المُطيعين له فثبَّطَهُ عن الطاعة.
.. نسألالله أن يُعيننا على ذكرِهِ شكرِهِ وحسن عبادتِهِ ..
الشاهد من هذه الآية ..
قوله ﴿ كَرِهَاللهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ ﴾
.لم يقل وقال لهم اقعدوا مع القاعدين لأنالله لا يأمر بالفحشاء،
لكن قيل اقعدوا.
من القائل؟ النفس، لا ما هوالله، ( النفس )
النفس تُحَدِّث الإنسان تقول: اقعد ليس المرة هذه اذهب المرة الثانية..
الشيطان يثبّط عن الخير..
جليس السوء يثبّط عن الخير ..
ولهذا حَذف الفاعل، أي القائل ليكون أشمل،
فالذين يقولون اقعدوا مع القاعدين هم عدة،
ذكرنا ثلاثة منهم؛ النفس والشيطان والجليس السوء...
المصدر
(شرح عقيدة أهل السُنَّة والجماعة، الشريط السابع، الوجه الثاني، الدقيقة 3:16 - 5:22)