| أيها المشككون برسالة هذا النبي الأمي: لماذا تنقمون من نبيّ جاء بأعظم رسالة على الإطلاق.. نرجو المساهمة في نشر هذا البحث المهم.... |
طالما شكّك المغرضون برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم... وطالما اتهموه بالكذب والإرهاب والتضليل.... وطالما لفّقوا الأباطيل لتشويه الصورة المشرقة لهذا النبي الكريم... ولكن الله تعالى لم يكن ليترك حبيبه وحيداً بل سخر أكثر من مليار ونصف مسلم للدفاع عنه ولدرء هذه الشبهات وردّ هذه الافتراءات..
وفي هذا البحث عسى أن نكون من هؤلاء المدافعين عن هذا النبي العظيم وأن نكون سبباً في تصحيح فكرة غير المسلمين عن الإسلام، وإظهار الوجه المشرق لهذا الدين الحنيف. مع العلم أننا سنعتمد الأسلوب العلمي في دراسة شخصية النبي الرحيم وننظر، هل يستحق هذا الرجل أن يكون أعظم رجل في تاريخ البشرية؟
دعونا الآن نتأمل شخصية النبي العلمية وكيف كانت نظرته لأشياء سائدة في زمنه، ولماذا خالف قومه في كثير من العادات والمعتقدات، وكيف تمكن من إقناعهم بالعادات الجديدة، وهل أثبت العلم الحديث صدق هذا النبي الكريم في كل ما جاء به من تشريع؟ لنقرأ هذه الومضات الرائعة.
أضرار خفية
لم يكن أحد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعلم شيئاً عن أضرار الخمر، الزنا، الشذوذ الجنسي، الغضب، وغير ذلك من العادات السيئة التي كان العرب يفخرون بها . ولكن النبي حذر من هذه الأشياء على الرغم من أن ذلك سيجلب عليه نقمة العرب وغضبهم وكانوا ألد الأعداء له.
فلو كان رسول الله كاذباً في دعوته ويريد الشهرة والمال والسلطة لشجعهم على هذه العادات بدلاً من محاربتها ولحظي باحترام القوم وتقديرهم له! ولكنه خالف هذه القاعدة، لماذا؟ لأن الله تعالى علمه وأوحى له بذلك، فالله يريد لعباده الخير ويريد أن يبعدهم عن الشر، ويبعدهم عن كل ما يضر بهم.
لماذا حرم النبي الكريم الخمر؟
فقد حرم النبي الخمر تحريماً قطعياً وحتى مجرد النظر إليه فقال: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه) [سنن أبي داود]. لماذا هذا التحذير والتشديد الكبير؟ لأن أضرار الخمر تفوق كل تصور. فقد أثبت العلماء أن أضرار الخمر مدمرة لأجهزة الجسد بالكامل.
وتقول جمعية القلب البريطانية بالحرف الواحد على لسان أحد علمائها:
alcohol should not be used as a medicine
الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء.
وسبحان الله، قبل أكثر من 1400 سنة قال الحبيب الأعظم بالحرف الواحد عن الخمر: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. فكيف علم النبي في القرن السابع حقيقة علمية لم يثبتها العلماء إلا في القرن الحادي والعشري؟ أظن أن الأمر أكبر من اجتهاد أو عبقرية أو ذكاء خارق، إنه وحيٌ من الخالق تبارك وتعالى.
يقول العلماء إن تأثير الخمر لا يقتصر على الكبد والمعدة والفم والدماغ والجملة العصبية... بل له تأثيرات نفسية حيث يتسبب في حالات الاكتئاب نتيجة الإفراط في تعاطي الخمر، يتسبب بملايين الحوادث المميتة كل عام على مستوى العالم، يتسبب بمشاكل عنف أسري أيضاً بالملايين، والخمر هو عدو الإنسان الأول، وعلى الرغم من ذلك فقد فشلت مؤسسات العلم الحديث عن إيجاد علاج لمنع تعاطي الخمور في المجتمعات غير الإسلامية، ولكن النبي الكريم أعطانا العلاج واستجاب له المسلمون على الرغم من إدمانهم الشديد على الخمر، قال النبي الكريم: (لا يدخل الجنة مُدمن خمر) [ابن ماجه]. ليس هذا فحسب بل قال: (اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ) [النسائي].
وبالفعل أثبت العلم أن الإدمان على المسكرات يؤدي لأضرار كبيرة تتجاوز مدمن الخمر لتمتد لأفراد عائلته وأصدقائه لنجد أن مدمن الخمر يؤذي زوجته وأطفاله. فقد أثبتت الإحصائيات أن 40 بالمئة من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر، و أكثر من 40 بالمئة من جرائم القتل سببها شارب الخمر، وفي الاتحاد الأوربي يقتل كل عام عشرة آلاف إنسان في حوادث سيارة بسبب شرب الخمر... في بريطانيا هناك مليون طفل يمسهم العنف من قبل شارب خمر، ونصف مليون ضحية بسبب شرب الخمر... ويكفي أن نعلم بأنه في بريطانيا لوحدها يموت كل عام بسبب الإدمان على الخمر أكثر من (200) ألف شخص!
وتؤكد وزارة الصحة الفرنسية أن كأساً واحدة من الخمر يومياً تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168%. ويقول مدير معهد مكافحة السرطان "دومينيك مارانشي" إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضراراً لا يمكن تصورها لصحة الإنسان، فلا يمكن لكمية من الخمر, مهما قلَّت, أن تفيد الإنسان في شيء. تقول الدكتور Sarah Lewis من قسم الطب الاجتماعي بجامعة بريستول: "تظهر الدراسة أن استهلاك الخمر ربما يزيد ضغط الدم لحدود كبيرة جداً أكثر مما كنا نعتقد وحتى لو شرب الإنسان الخمر بكميات قليلة".
وسبحان الله، أليس هذا ما أشار إليه النبي الأعظم قبل قرون طويلة حيث قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه الترمذي]. فكيف علم هذا النبي الأمي أن القليل من الخمر يضر الإنسان كما يصرح العلماء اليوم؟ ألا يريد لنا النبي الخير؟ ألا يرد هذا الحديث على أولئك الذين يدعون أن الإسلام دين الشهوات؟ إن القاعدة الذهبية التي وضعها النبي الأعظم ستبقى إلى يوم القيامة، وهاهم العلماء اليوم يكررونها بحرفيتها، فالنبي قال عن الخمر إنها داء وليست دواء في القرن السابع، واليوم في القرن الحادي والعشرين تقول أهم هيئات القلب في العالم بالحرف الواحد: الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء... ألا يستحق هذا النبي منا كل احترام وتقدير؟!
لماذا حرم النبي الفواحش والشذوذ الجنسي؟
في زمن كان العرب وبقية الشعوب تعتبر الزنا شيئاً مشروعاً ومن أمثلة ذلك زواج المتعة الذي كان سائداً في الجاهلية، وكذلك زنا المحارم، واللواط، والدعارة... ومجالس الغناء والرقص... كل هذه العادات السيئة كانت حقاً طبيعياً يُمنع المساس به أو تحريمه أو التعدي عليه!
النبي الكريم لو كان كما يدعي المشككون أنه صنع ديناً لنفسه! لكان الأجدر به أن يقرّ القوم على ما هم فيه من عادات ليكسب رضاهم - وبفعل ذكائه الشديد - يتمتع بميزات كثيرة سوف يحصل عليها نتيجة إقراره ورضاه عن هذه العادات.
ولكن المفاجأة أن النبي خالف كل هذه العادات وحرَّمها بأشد العبارات! فلم يكسب وقتها إلا عداء سادة القوم له ولم يحصل إلا على الأذى والاتهامات بالجنون والتهديد بالقتل! فما الذي يجعل هذا الرجل يصرّ على تحريم هذه الأشياء السيئة وما هي مصلحته من دفع الأذى عن قومه ولماذا أراد لهم الخير والصحة والفائدة؟ التفسير المنطقي الوحيد هو أن الله تعالى أوحى إليه بذلك، وأكبر دليل على ذلك أن العلم الحديث أثبت بما لا يقبل الشكل أن هذه العادات خطيرة ومضرة بالصحة ومدمرة للإنسان وللمجتمع.
تخبرنا إحصائيات الأمم المتحدة أنه في كل عام هناك الملايين يموتون بسبب أمراض جنسية سببها الفاحشة! وفي تقرير نشره موقع سي إن إن أعلن الباحثون أن عدد الإصابات بالإيدز يزداد يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من المليارات التي تنفق إلا أنهم فشلوا في إيجاد علاج ناجع له حتى الآن. ومنذ عام 1981 مات أكثر من 25 مليون إنسان بسبب الإيدز، والآن هناك 33 مليون إنسان يحملون الفيروس وينتظرون الموت في أي لحظة! وتنفق الولايات المتحدة الأمريكية على أبحاث الإيدز في السنة 250 مليون دولار. إن الخسائر الاقتصادية التي سببها هذا المرض في عام 2008 أكثر من 20 بليون دولار!!
هذه الأمراض التي ظهرت اليوم لم تكن معروفة في الماضي (أهمها الإيدز) والتي انتشرت بشكل مرعب وبخاصة في البلاد غير الإسلامية كنتيجة لانتشار الزنا والشذوذ الجنسي بشكل علني. ولكن النبي أشار إلى هذه الحقيقة العلمية بل وتنبأ بها، في زمن لم يكن أحد يمكنه التنبؤ بأن أمراضاً جديدة ستظهر بنتيجة الزنا والشذوذ وهو ما سماه بالفاحشة.
يقول النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه]. وأقول بالله عليكم: هل يمكن أن يصدر هذا الكلام، الذي يعبر عن واقعنا تعبيراً دقيقاً، من إنسان يعيش قبل 14 قرناً لو لم يكن رسولاً من عند الله؟! هل يصدر هذا الكلام من رجل يصفه الملحدون بأنه مزواج وشهواني!!
المنطق العلمي يفرض بأن الرجل الشهواني الذي يحب النساء وكل همه المتعة، أن يبيح لقومه ذلك ليتبعوه، وليشبع رغباته! هل سمعتم بإنسان يمارس الملذات وينهى أصدقاءه عنها مثلاً؟؟! إن حرص النبي على طهارة المؤمنين وإبعادهم عن الفاحشة وتأكيده بأن الزواج هو الطريق المثالي للشباب وحمايتهم من الهلاك.. هو دليل على أ،ه نبي مرسل من الله، وليس كما يدعون.
لماذا حذر النبي من الغضب؟
طالما اعتبر العرب أن الغضب شيء محمود، فالغضب من علامات القوة والعنفوان، ولذلك فإنه من غير الممكن تغيير هذه العادة التي اعتُبرت حقاً مشروعاً وبخاصة لكبراء القوم. والمنطق يفرض – بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن محمداً يدعي أنه رسول الله – أن يوافقهم على ما هم فيه، وأن يشجعهم على مزيد من الغضب... ولكن هل فعل ذلك حقاً؟
الذي كشفه العلم الحديث أن الغضب هو أسوأ تصرف يمكن للإنسان أن يقوم به، فقد حذر عدد من الأطباء البريطانيين من تفشي ظاهرة انعدام السيطرة علي المزاج مؤكدين أنها تعد مشكلة كبيرة علي الرغم من أن أحداً لا يعتبر أنها تحتاج علاجاً. وقال الأطباء إن عدم التمكن من السيطرة على الغضب أصبح ظاهرة تتزايد وتتسبب بارتفاع أعداد الأعمال الإجرامية وتفكك عائلات بالإضافة إلي المشاكل الصحية الجسدية والعقلية.
وجد الأطباء علاقة قوية بين الغضب المزمن والحاد وأمراض القلب والسرطان والجلطات والإحباط واضطرابات الأكل وحتى الإصابة بالزكام بشكل متكرر، وكذلك بأمراض مثل السكري والوزن الزائد وصولاً إلى الجلطة الدماغية القاتلة. وتقول دراسة أمريكية جديدة إن ما يقارب 10 مليون أمريكي يعانون من "مرض الغضب" وهو مرض يتصف بانفعالات فجائية عنيفة وغير مبررة.
وتقول الدكتورة "آنا مارشلاند" من جامعة بيتسبره الأمريكية إن الغضب يؤدي لضعف جهاز المناعة وقد أكدت دراسة أخرى أن الغضب أصبح مشكلة كبرى تشمل ربع المجتمع الأمركي وتسبب الكثير من الإحباط، ولذلك أطلقوا نداء موحداً يؤكدون من خلاله على ضرورة ألا يغضب الإنسان كوسيلة لعلاج معظم مشاكل المجتمع وبخاصة الشباب.
وسبحان الله ! لقد سبق النبي الكريم هؤلاء العلماء للتحذير من خطر الغضب بل وكرر ذلك مراراً!! ونتذكر عندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب) [رواه البخاري]. والآن: ما الذي يدعو هذا النبي إلى التحذير من الغضب ومن أخبره بمخاطر الغضب المدمرة؟ والجواب ببساطة هو أن الله تعالى أمره بذلك وأن النبي لم يأتِ بشيء من تلقاء نفسه.
هل أشار النبي إلى علاج ظاهرة البدانة؟
يؤكد الباحثون أن الإفراط في الأكل يعطل شبكات كاملة من الجينات بالجسم فيسبب ليس فقط البدانة ولكن البول السكري وأمراض القلب. وإن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض هي الاعتدال في الطعام والشراب وعدم الإسراف.
في زمن الجاهلية وقبل مجيء الإسلام كان الاعتقاد السائد أن كثرة الأكل هي أمر جيد، بل تجدهم يأكلون بشراهة ويتبارون أيهم يأكل أكثر. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرّهم على هذه العادة السيئة، بل قال: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن!) [السلسلة الصحيحة للألباني 2265]. هذا الحديث الشريف هو قاعدة أساسية في علم التغذية، والأطباء اليوم ينصحون بذلك، وانظروا معي إلى البلاغة النبوية: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن) فهذا تأكيد من النبي أنك عندما تملأ بطنك طعاماً وشراباً فإن هذا شرّ لك، وبالفعل هذا ما يؤكده الأطباء اليوم!
والسؤال من جديد: هذه قضية طبية دقيقة جداً ولا تؤثر على دعوة النبي، فلماذا يتحدث عن ضرورة عدم الإسراف في الطعام والشراب، وماذا سيستفيد من ذلك؟ ومن الذي نبّهه لضرورة التحذير من الوزن الزائد؟ إن التفسير المنطقي أن هذه التعليمات ليست من عند النبي الكريم، بل هي من عند الله، ومهمة النبي صلى الله عليه وسلم هي نقل هذه التعاليم للأمة بأمانة. وهذا يشهد على أنه رسول الله.
فوائد خفية
قد يقول قائل مشكك، إن الخمر والزنا والشذوذ هي عادات سيئة ومعروفة منذ آلاف السنين عند حكماء الهند وقدماء الإغريق.. ومع أن هذا يتناقض مع زعمهم أن النبي كان يحب النساء ويحب السلطة والمال... لأن الرجل الذي يحب السلطة يحاول كسب الرأي العام وكسب الناس إلى صفه من خلال إقرارهم على ما هم فيه من عادات بغض النظر عن سوء هذه العادات.
ولذلك سوف نقدم الآن بعض العادات الحسنة التي أقر النبي قومه عليها بل وأمر بها، وهناك أشياء لم يلتفت إليها أحد من قبل جاء النبي الكريم ليثبتها ويأمر بها، وأثبت العلم فائدتها. والنتيجة أن كل ما جاء به النبي الأعظم جاء مطابقاً للعلم الحديث، فماذا يدل ذلك؟ لنقرأ..
هل هناك فوائد طبية للزواج؟
أثبت العلماء حديثاً أن الزواج ضروري جداً للإنسان وفيه العديد من الفوائد الطبية والنفسية، فقد وجد العلماء أن المتزوجين أكثر صحة وأقل عرضة للإصابة بالسرطان من غيرهم وأن جهاز المناعة لديهم أقوى من غير المتزوجين،بالإضافة لاستقرار الحالة النفسية وزيادة الإبداع والتركيز والنجاح في الحياة.
لقد وفر الإسلام علينا عناء البحث والتجربة وأعطانا مباشرة التعاليم الصحيحة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له ولكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنَّتي فليس مني) [البخاري ومسلم]. ونقول إن كل التعاليم التي جاء بها نبيّ الرحمة أثبتتها الدراسات والتجارب العلمية، فهل نقتدي بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام؟
هل أمر النبي بالختان؟
أثبت العلماء أن الختان (وهو إزالة الجلد الزائد من العضو المذكر للرجل) يقي من أمراض عديدة أهمها الأمراض الجنسية وسرطان القضيب وفيروس الورم الحليمي البشري وقد تأكد العلماء من أن الختان وسيلة فعالة للوقاية من الإيدز. بل إن الختان يعود بالفائدة على الزوج والزوجة معاً حسب موقع CNN ويقي الرجل من الهربس التناسلي وغيره من الأمراض الخطيرة. والختان هو وسيلة لطهارة هذه المنطقة من تراكم الأوساخ والبكتريا والفيروسات.
لقد أشار النبي الأعظم قبل أربعة عشر قرناً إلى أهمية الختان الذي يكتشف العلماء فوائدة في بومنا هذا، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (خمس من الفطرة: وذكر منها الختان) [رواه البخاري]. ألا يدل هذا الحديث الشريف على أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الرحمة والخير؟
هل أمر النبي بتنظيف الأسنان؟
يقول الطبيب الأمريكي مايكل رويزن، (حسب موقع CNN) إن عدم تنظيف الأسنان يؤثر على الصحة العقلية، فغشاء البكتيريا (البلاك) العالق بين الأسنان يمكن أن يسبب رد فعل مناعي ينعكس على شرايين القلب، بحيث يمنع وصول مغذيات ضرورية للخلايا الدماغية، مما يعني أن تنظيف الأسنان يقوي الذاكرة. وفي دراسة حديثة تبين أن الذين يستخدمون السواك بانتظام تقلّ لديهم نسبة التسوس وكذلك نسبة البكتريا الضارة. وقد اتضح أن المسواك يحوي مواد مضادة للبكتريا.
ونحن نقرأ مثل هذا الخبر العلمي لابد أن نتذكر سنَّة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم في تنظيف الأسنان والحرص على السواك لدرجة أنه قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) [البخاري ومسلم]. فقد ربط نظافة الأسنان بكل صلاة يؤديها المؤمن ليبقى في حالة نشاط ذهني. ألا يستحق هذا النبي الكريم منا كل تقدير؟
هل أشار النبي إلى الحجر الصحي؟
يقول العلماء إذا انتشر وباء في بلد فالأفضل ألا يغادره أحد ولا يأتي إليه أحد، لكي لا يسمح بنقل المرض. بل إن العلماء يمنعون السفر والتنقل بين البلد الموبوء والبلدان الأخرى حرصاً على عدم انتشار الوباء. وهذا ما يسمى بالحجر الصحي. ومن أمثلة ذلك مرض الطاعون قديماً الذي حصد أرواح الملايين، ومرض الإيدز وجنون البقر وأنفلونزا الطيور....
في زمن النبي الكريم لم يكن لأحد علم بطريقة انتشار الأوبئة أو أنه من الممكن أن يحمل الإنسان هذا الفيروس ويبقى أياماً دون أن يشعر بوجوده. ولذلك فالمنطق يفرض في ذلك الوقت أن يأمر الناس أن يهربوا من الطاعون، ولكن ماذا قال؟ يقول عليه الصلاة والسلام: (الطاعون بقية رجز أُرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) [رواه البخاري ومسلم] الطاعون: هو أي مرض معدي قابل للانتشار بسرعة. ولذلك فإن هذا الحديث الشريف يمثل معجزة نبوية نراها ونلمسها في عصرنا هذا، ويمثل طريقة صحيحة في الطب الوقائي، ويمثل سبقاً علمياً يشهد على صدق هذا النبي وعلى صدق رسالة الإسلام.المضادات الحيوية في التراب!
اكتشف العلماء في بحث جديد وجود مضادات حيوية في تراب الأرض، وهذه المضادات يمكنها تطهير وقتل أعند أنواع الجراثيم، بما يُثبت أن التراب مادة مطهرة. وفي دراسة جديدة يقول العلماء فيها إن بعض أنواع التراب يمكن أن تزيل أكثر الجراثيم مقاومة. ولذلك هم يفكرون اليوم بتصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة مستخرج من التراب. وبعد تجارب طويلة في المختبر وجدوا أن التراب يستطيع إزالة مستعمرة كاملة من الجراثيم خلال 24 ساعة، نفس هذه المستعمرة وُضعت من دون طين فتكاثرت 45 ضعفاً! وهذا يدل على أن التراب مادة طاهرة.
لقد أشار النبي إلى طهارة الأرض، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً) [رواه مسلم]، وبالفعل تبين للعلماء أن تراب الأرض يحوي مضادات حيوية، ولولا هذه الخاصية المطهرة للتراب لم تستمر الحياة بسبب التعفنات والفيروسات والجراثيم التي ستنتشر وتصل إلى الإنسان وتقضي عليه، إلا أن رحمة الله اقتضت أن يضع في التراب خاصية التطهير ليضمن لنا استمرار الحياة، ألا يستحق هذا الإله الرحيم أن نشكره على هذه النعمة؟
ما هي فوائد الطهارة والصوم والصلاة؟
كشفت الأبحاث العلمية عن الفوائد الطبية للوضوء فالمضمضة تخلص الفم من الجراثيم الموجودة بشكل دائم في اللعاب وعلى الأسنان واللسان وفي جميع أجزاء الفم. أما غسل الأنف واستنشاق الماء يخلصه من الجراثيم الموجودة فيه. كما أن غسل الوجه واليدين والقدمين يعطي للجلد نضارة وحيوية ويخلصهُ من الجراثيم والغبار وينشط حركة الدم.
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه قال (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظافره) [رواه مسلم]. في هذا الحديث العظيم تأكيد من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على غسل أكبر جزء ممكن من الوجه واليدين والقدمين، لأن الذي يسبغ الوضوء ويحافظ عليه سوف تبدو آثار طهارته يوم القيامة. فما أجمل المؤمن أن يكون طاهراً في الدنيا والآخرة.
لماذا أمرنا الله بالصوم وما هي الحكمة العلمية من ذلك؟
من الحقائق العلمية أن الصوم يعالج الكثير من الأمراض، فقد أثبتت الدراسات أن الصوم يعالج الوزن الزائد ويزيد قدرة جهاز المناعة، ويقضي على تراكم السموم في الجسم ويعالج الضغوط النفسية ويؤخر ظهور الشيخوخة بالإضافة لعلاج أمراض الجهاز الهضمي والربو والكبد وينظم عمل القلب.
قال صلى الله عليه وسلم: (والصوم جُنَّة) [رواه مسلم]. والجُنَّة هي الشيء الذي يحتمي الإنسان به من خطر ما أو من عدو ما. وبالفعل ثبت أن الصيام يقينا شر الكثير من الأمراض، فمن الذي علم النبي الكريم هذه الحقائق العلمية؟
وجد العلماء بعد دراسات طويلة على الرياضيين الذين يمارسون رياضة الجري، أن العضلات والركبة تكون بحالة جيدة جداً كلما حافظ الإنسان على المشي أو الجري دون انقطاع. ووجدوا أن الاستمرار في المشي كل يوم يقوي الركبة، ويقوي عضلة القلب ويعالج مرض السكري وضغط الدم وآلام العمود الفقري وآلام الرقبة ويقوي جهاز المناعة في الجسم.
روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول، الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط) [رواه مسلم]. انظروا كيف أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من رياضة المشي إلى المساجد بقوله: (وكثرة الخطا إلى المساجد)... ألا يحقّ لنا أن نفتخر بهذا الدين الحنيف؟
هل هناك فوائد طبية للصدقة أو الكلمة الطيبة؟
جاء في دراسة علمية جديدة (حسب صحيفة ذي إندبندنت) أن بعض علماء النفس توصلوا إلى أن أعمال البرّ يمكن أن تكون أقصر الطرق للوصول إلى السعادة. وتوصل العلماء إلى أن الذين ينفقون أموالهم على الآخرين كانوا أسعد، بينما أولئك الذين أنفقوا أموالهم على ملذاتهم الشخصية لم يشعروا بسعادة تُذكر. وبالتالي فإن الصدقة يعالج الخوف والحزن وتشعر الإنسان بالأمان والسعادة.
كثير من الناس يجهلون تأثير الكلمة على الآخرين، فالكلمة الطيبة قد تكون سبباً في شفاء إنسان أو سعادة آخر، وقد تكون الكلمة الخبيثة سبباً في إيذاء الآخرين أكثر من الضرب!
اكتشف باحثون يابانيون (حسب موقع BBC) أن الكلمة الطيبة تؤثر على دماغ الإنسان وتحدث نفس الأثر الذي تحدثه المكافأة المالية التي يحصل عليها الإنسان بعد بذله لمجهود ما. ويقول العالم الياباني الدكتور نوريهيرو ساداتو:
"إن الدراسة تشير إلى أن السمعة الطيبة تولد نفس الشعور الذي يتولد لدى المرء عند حصوله على مكافأة مالية". حيث أظهر تصوير المخ بواسطة الرنين المغناطيسي الوظيفي أن نشاط المخ في مركز المكافأة يزداد مع سماع الإنسان لكلمة طيبة أو إعطائه مبلغاً من المال.
وسبحان الله العظيم! هنا لابد أن نتذكر الأمر النبوي الشريف: (اتّق النار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة) [رواه البخاري] والسؤال: من الذي علم النبي الكريم أسرار الصدقة وفوائدها حتى جعلها طريقاً للوقاية من النار؟هل اقتبس النبي هذه المعلومات ممن سبقه؟
بعد هذه الحقائق قد يقول قائل: إن محمداً أخذ هذه التشريعات من الديانات السابقة وكتب الحكماء والفلاسفة ممن سبقوه، فكيف تثبتون أنه نبي من عند الله، وقد جاء بمعلومات جديدة لم يأت بها أحد من قبله؟
ونقول: لو أن النبي كان لديه هذه القدرات الخارقة في اختيار الحقائق الصحيحة ممن سبقه، وكان لديه هذا الذكاء الخارق في إقناع الناس بها فتتغير عاداتهم وسلوكهم، ولو كان النبي لديه قدرات فائقة في توحيد العرب وصنع أمة يفوق عددها المليار وسبع مائة مليون إنسان! ولو كان النبي يتمتع بهذه الأخلاق العالية والكلمات الرائعة... لكان ذلك كافياً أن نتبعه كأعظم مخلوق عرفته البشرية. فكيف إذا كان بالإضافة لذلك رسولاً من عند الله جاء ليضمن لنا سعادة الدنيا ويضمن لنا نعيم الآخرة؟
وعلى كل حال سوف نثبت الآن أن هذا النبي الكريم جاء بحقائق علمية لم يسبقه إليها أحد، ولم يتمكن العلماء من اكتشافها إلا منذ سنوات قليلة فقط، ونثبت بالدليل العلمي أن الإشارات العلمية في أحاديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هي دليل مادي ملموس على أنه رسول من عند الله.
متى يُخلق الإنسان في بطن أمه؟
وجد العلماء أن الجنين يُخلق من نطفة واحدة، يأخذ شكله البشري اعتباراً من اليوم الثاني والأربعين بعد تلقيح البويضة، ونرى صورة الجنين على اليمين وقد بلغ عمره 41 يوماً، ولا نكاد نميز الصورة البشرية له، ولكن بعد اليوم الثاني والأربعين تبدأ مباشرة الصورة الإنسانية بالوضوح، ولذلك فإن الصورة اليسرى نرى فيها ملامح جنين إنسان ويظهر عليه الأذنين والعينين بوضوح وكذلك القدمين واليدين والأصابع والجلد، كما يؤكد البروفسور كيث مور في كتابه Before We Are Born .
ويؤكد العلماء أن عمر الـ 42 يوماً وما بعده هو حد فاصل بين المرحلة التي يكون فيها الجنين غير مميز، والمرحلة التي يأخذ الجنين فيها شكله البشري، ولذلك نجد على أحد المواقع المهتمة بتطور الجنين قولهم بالحرف الواحد:During the sixth week after fertilization the unborn child can respond to local tactile stimulation by reflex movements. At the end of the sixth week, the unborn child is clearly recognizable as a human being by gross morphological observation.خلال الأسبوع السادس بعد التخصيب، يبدأ الجنين بالاستجابة للمؤثرات الخارجية من خلال الحركات الانعكاسية، عند نهاية الأسبوع السادس فإننا نميز الطفل بوضوح مثل كائن بشري وذلك كما يبدو من خلال المراقبة. أما العين فتبدو واضحة في اليوم 42، ونجد قولهم حسب كيث مور علم الأجنة الشهير: The eye is obvious, About day 42 after fertilization (Moore, p 99). العيون تبدو واضحة حوالي 42 يوماً بعد التخصيب.
The eyes are developing rapidly, The ears are developing rapidly, 7th week after conception (Rugh, p 52).
أي بعد مضي 42 يوماً بالتمام والكمال تبدأ العين والأذن بالتطور بسرعة مذهلة. وبالتالي تقول الحقيقة العلمية: في اليوم 42 الجنين يأخذ صورته البشري، الأذنين والعينين تبدآن بالتخلق.
لقد أشار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحقيقة العلمية بكل وضوح في قوله: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها) [رواه مسلم]، إن هذا الحديث يشهد على صدق نبيا الكريم صلى الله عليه وسلم. بل إن المرء ليعجب من دقة الحديث النبوي، وكأنه ينظر عبر مجهر إلكتروني ويحدد الليلة 42 لتميز الجنين البشري... لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله !
هل أشار النبي الأعظم إلى هندسة البرق؟
وجد العلماء أن أي ومضة برق لا تحدث إلا بنزول شعاع من البرق من الغيمة باتجاه الأرض وحدوث التقاء للشحنة السالبة مع الشحنة الموجبة ثم رجوعه باتجاه الغيمة! حيث اكتشف العلماء أن البرق يتألف من عدة أطوار أهمها طور المرور وطور الرجوع، وأن زمن ومضة البرق هو 25 ميلي ثانية هو نفس زمن طرفة العين، وأن البرق إذا وقع قريباً جداً من الإنسان فإنه يصيبه بالعمى الدائم أو المؤقت خلال جزء صغير من الثانية.
يقول الرسول الكريم: (ألم تروا إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين؟) [رواه مسلم]. في هذا الحديث إشارة إلى أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قد تحدّث عن أطوار البرق بدقة مذهلة (يمر ويرجع) وحدَّد زمنها أيضاً، فالزمن اللازم لضربة البرق هو الزمن ذاته اللازم لطرفة العين! والسؤال: من الذي أخبر النبي الكريم بهذه الحقيقة العلمية الدقيقة، وما الذي يدعوه للحديث عن تخصصات علمية دقيقة ومن أين أتى بهذه الأفكار؟!
هل أخبر النبي بمستقبل الإسلام؟
في دراسة علمية أمريكية هي الأوسع من نوعها حتى الآن (حسب موقع BBC) تبين أن عدد المسلمين تجاوز ربع سكان العالم وبلغ أكثر من مليار وست مائة مليون مسلم، ويؤكد الموقع الأمريكي CNN أن الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً في العالم حيث انتشر في جميع بلدان العالم!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار) [السلسلة الصحيحة] هذا الكلام لا يمكن أن يصدر إلا ممن يثق ثقة تامة بانتشار الدين. والسؤال: من الذي أخبر النبي الكريم أن الإسلام سينتشر بهذا الشكل الكبير؟ أليس هو الله تعالى؟!
هل أخبر النبي بماضي ومستقبل الجزيرة العربية؟
ثبت علمياً أن منطقة شبه الجزيرة العربية كانت ذات يوم مليئة بالمروج والأنهار ولا تزال آثار مجرى الأنهار حتى يومنا هذا. وقد دلت على ذلك الصور القادمة من الأقمار الاصطناعية، والتي تظهر بوضوح العديد من الأنهار المطمورة تحت الرمال في جزيرة العرب. ويصرح كبار علماء الغرب في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اليوم بأن الصور الملتقطة بالرادار للصحراء أظهرت أن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالبحيرات والأنهار، وكانت البيئة فيها مشابهة لتلك التي نراها في أوربا، وأنها ستعود يوماً ما كما كانت.
تحدث النبي الكريم بدقة فائقة عن حقيقة علمية لم يتمكن العلماء من رؤيتها إلا قبل سنوات قليلة، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم]. والسؤال: من الذي أخبر النبي الكريم بهذه الحقيقة العلمية، ولماذا ذكرها لقومه؟ إن التفسير العلمي المنطقي أنه رسول من عند الله تعالى، هو الذي أكرمه بهذه المعجزات لتكون دليلاً على صدق رسالته للبشر جميعاً.
هل أشار النبي إلى ظاهرة الموت المفاجئ؟
تدل الإحصائيات الدقيقة للأمم المتحدة أن ظاهرة الموت المفاجئ، لم تظهر إلا حديثاً وهي في تزايد مستمر على الرغم من كل الإجراءات الوقائية. حيث يؤكد أطباء القلب أن ظاهرة الموت المفاجئ انتشرت كثيراً في السنوات الماضية، وأنه على الرغم من تطور علم الطب إلا أن أعداد الذين يموتون موتاً مفاجئاً لا تزال في ازدياد.
يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة) [رواه الطبراني]. في هذا الحديث تتجلى معجزة علمية في حقائق طبية لا تقبل الجدل، وهذه المعجزة تشهد للنبي الأعظم عليه الصلاة والسلام أنه رسول من عند الله لا ينطق عن الهوى. وسؤالنا: من الذي أخبر النبي الكريم عن ظهور الموت المفاجئ في عصرنا هذا؟ ولماذا يتحدث عن هذه القضية الطبية التي لم تنكشف إلا قبل سنوات قليلة فقط؟ هذا سؤال أوجهه لكل من يشك برسالة هذا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام.
هل يوجد علاج للهرم؟
يؤكد معظم العلماء أن الهرم هو أفضل وسيلة للنهاية الطبيعية للإنسان، وإلا فإن أي محاولة لإطالة العمر فوق حدود معينة سيكون لها تأثيرات كثيرة أقلها الإصابة بالسرطان، ويقول البروفيسر "لي سيلفر" من جامعة برينستون الأمريكية: "إن أي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة". لقد خرج العلماء بنتيجة ألا وهي أنه على الرغم من إنفاق المليارات لعلاج الهرم وإطالة العمر إلا أن التجارب كانت دون أي فائدة.
هذا ما أشار إليه النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام بقوله: (تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحداً: الهرم) [رواه أحمد]. وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت وتؤكد صدق هذا النبي وصدق رسالة الإسلام.الشفاء في جناح ذبابة!
من أغرب التجارب العلمية ما قامت به الدكتورة "جوان كلارك" في أستراليا، وجدت أن الذباب يحوي على سطح جسمه الخارجي مضادات حيوية تعالج العديد من الأمراض، أي أن الذباب فيه شفاء!!! المفاجأة أن أن أفضل طريقة لتحرير هذه المواد الحيوية المضادة أن نغمس الذبابة في سائل!! لأن المواد المضادة تتركز على السطح الخارجي لجسد الذبابة وجناحها.
العجيب أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن هذه الحقيقة العلمية حيث يقول: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء) [رواه البخاري]. هذا الحديث حدد لنا وجود الشفاء في جناح الذبابة، وحدد لنا أسلوب استخلاص هذا الشفاء من خلال غمس الذبابة في السائل. وهذه المعلومة لم تُكتشف إلا منذ سنوات قليلة فقط. ألا يشهد هذا الحديث على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام؟
هل أشار النبي إلى عمل القلب؟
تظهر الصورة الخلايا العصبية داخل القلب، وهي خلايا معقدة جداً لم يعرف العلماء حتى الآن طريقة عملها، ولكن هذه الخلايا مسؤولة عن تخزين المعلومات وتحميلها لخلايا الدم وبثها لكافة أنحاء الجسم، وبالتالي فهي أشبه بذاكرة الكمبيوتر التي لا يعمل بدونها. (حسب معهد رياضيات القلب الأمريكي). ولذلك يتحدث العلماء اليوم عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، تعمل مثل دماغ داخل القلب.
لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في إصلاح جميع أجهزة الجسد قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه] فمن الذي أخبر النبي الكريم بهذه الحقيقة العلمية الحديثة؟
هل أشار النبي إلى علاقة اللون بدرجة الحرارة؟
يؤكد العلماء أن لون الضوء الذي يشعّه الجسم المشتعل أو المحترق يتعلق بدرجة حرارة هذا الجسم، وهذه حقيقة لم تكن معروفة في الماضي، إنما هنالك قياسات حديثة أثبتت وجود هذه العلاقة.. فعندما تزداد درجة الحرارة تنتقل الألوان من الطول الموجي الأكبر باتجاه طول الموجة الأقصر، أي من اللون الأحمر إلى اللون الأصفر فالأزرق فالبنفسجي ثم فوق البنفسجي وأخيراً اللون الأسود.
لقد تناول النبي الكريم الحديث عن ألوان النار من خلال تحذيره من عذاب الله تعالى. وقد استخدم معجزة علمية ليؤكد لكل من مشكك بأن هذه النار آتية لا محالة، وأن إخبار الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضمن إطار معجزة علمية هو تأكيد على صدق كلامه صلى الله عليه وسلم. يقول عليه الصلاة والسلام: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة) [رواه الترمذي] فمن الذي أخبر النبي بهذه الحقيقة العلمية؟
خاتمة
وأخيراً يا أحبتي.. هذا هو أحد مؤلفي الكتب من الغرب (Michael H. Hart) يقول في كتابه (The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History):
إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) هو الرجل الوحيد الذي استطاع النجاح على المستوى الديني والمستوى الدنيوي. إن تأثير محمد لا زال قوياً على الرغم من مرور 14 قرناً، ومحمد هو القائد السياسي الوحيد الذي تمكن من إنشاء دولة قوية وناجحة دينياً وعلمياً، وهو الرجل الوحيد الذي نجح على المستوى الاجتماعي والسياسي.. ولذلك فإنه مؤهل ليكون "الرجل الوحيد الأكثر تأثيراً في تاريخ البشرية"..
ونقول لكل مشكك: إذا لم تقتنعوا معي بأن محمداً رسول من عند الله تعالى، أعطوني رجلاً لديه مثل هذه التعاليم الرائعة، وأسس أمة عظيمة تعدادها أكثر من ربع سكان العالم؟ أعطوني رجلاً واحداً يحبه أتباعه لدرجة التضحية بأنفسهم وأولادهم وأموالهم من أجله؟ أعطوني رجلاً واحداً يحبه أتباعه أكثر من أنفسهم؟؟ أعطوني رجلاً واحداً كان حريصاً على رحمة المؤمنين ودفع الضر وبذل كل وقته وجهده من أجل سعادة البشر وضمان السعادة لهم والحياة الطيبة المطمئنة... والله لن تجدوا إلا رجلاً بالفعل فيه هذه الصفات الرحيمة وهو يستحق أن يصفه الله تعالى بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].