كم هي جميلة أيام الطفولة ، تسحرنا بجمالها
كأنها صورة جميلة مزركشة بمغامراتنا و ملونة بضحكاتنا
ضحكاتنا النابعة من قلوبنا و إحساسنا الدافئ
ضحكات كثيرة تصدرها الطفولة
ضحكة عند الحصول على دمية أو كتاب أو قصة أو عندما نرى طائرا يحلق في رحب السماء
أما مغامراتنا فقد كانت مغامرات صغيرة تكبر كل يوم مع أحلامنا الكبيرة
تلك المغامرات المليئة بالمشاكسات و المتاعب
مغامرات القراصنة التي كانت تبتدئ بالنزاعات من يكون القائد و تنتهي بالعثور على الكنز المخبئ في أجمل مكان للطفولة انه الدرج المليء بقطع الحلوى و السكاكر
مغامرات تنتهي ببكاء قط مسكين أو صراخ جار في السبعين
و مباريات كرة القدم التي كانت تنتهي بالكرة النارية التي تحطم زجاج النوافذ
و تنتهي بصراخ الأهل و الجيران
الطفولة كتاب واسع يرسل كثيرا من الصيحات لتقترب منه
صيحات بكل الأشكال و الألوان
صيحة فرح عند اول يوم لدخول المدرسة فقد كبرت
أو صيحة نصر عند أخذ قطعة الحلوى التي تخص شقيقتك
أو صيحة حزن تتبعها دموع كاذبة لتحصل على ما تريد
الطفولة تفعل كل شيء من اجل رغباتها
قد تخدعك بعينيها الجميلتين أو باحساسها الرقيق أو بدموعها الامعة
وعندما تخدعك تود ان تعاقبها
لكنك تقول في نفسك لا بأس أنها الطفولة !
رغم كل مكر الطفولة و خداعها إلا أنها لا تعاقب
بل تحصل كل يوم على قبلات و هدايا و بسمات
لن يعرف احد لماذا لا تؤذى الطفولة رغم أفكارها الشريرة
لكن الجميع يعرف ان الطفولة هي الإحساس الجميل الرقيق الذي يدفعك لحبه مهما اخطء و أساء لان إخطاءه نابعة من رقة قلبه ، نابعة من اجله و من اجل مصالحه لكن دون الإيذاء بأحد
ان الطفولة بكل جنسياتها و لغاتها
هي القلب الأبيض الصافي الذي لا يلوثه و لا يغير صفاءه أي احد
هي القلب المحب الذي لا يعرف لغة الحقد و الغدر
هي الطفولة بكل أشكالها و ألوانها و جمالها
هي إبداع الخالق القادر على كل شيء
فدامت الطفولة زهورا تسعد حياتنا و تفرح قلوبنا و تجلي احزاننا و تمسح دموعنا
و دامت شمسا ساطعة تنير دروبنا