في قمة قمم الدوري الاسباني والكرة الأوروبية عمومًا، يستقبل ريال مدريد غريمه التقليدي برشلونة لحساب الجولة 29 من الدوري الاسباني على ملعب سانتياجو بيرنابيو في مباراة تعد بالكثير على جميع الأصعدة.
برشلونة سيحاول قدر الإمكان أن يكون ضيفًا ثقيلًا على ريال مدريد كون الفوز هو النتيجة الوحيدة التي ستُعيده لحسابات الفوز بالدوري الاسباني وهو ما سيجعله مجبرًا على استغلال كل نقاط قوته ونقاط ضعف خصمه من أجل تحقيق ذلك.
وكما يقال، فالمباراة تلعب على نقاط قوتك ونقاط ضعف المنافس، فإن نجحت في استغلال الأولى والثانية معًا تصل للهدف المنشود، وهنا نستعرض نقاط قوة برشلونة ومن ثم نقاط الضعف التي يُمكن استغلالها في ريال مدريد للخروج بالنتيجة المطلوبة التي تساعده في مباراة الذهاب.
..طالع أيضًا
ما هي نقاط قوة برشلونة؟
طه عماني
1- تنوع الأسلحة الهجومية
إن كان ريال مدريد يملك الـBBC الذي سجل 50 هدفًا في الدوري الاسباني هذا الموسم، فإن برشلونة يملك الـAPM الذي سجل 49 هدفًا بدوره، بل وأنه يملك أكثر من ذلك حتى.
الأرقام التي حققها ميسي، ألكسيس وبيدرو حتى الآن في الليجا لا تقل أبدًا عن ثلاثي ريال مدريد، رغم أن هذا الأخير داع صيته بشكل أكبر، ولا شك أن أهم نقاط قوة برشلونة خلال الكلاسيكو تكمن في تعدد خيارته الهجومية والمرونة التكتيكية التي أصبح يتمتع بها، فإن اضطر الآن للتخلي عن التيكي تاكا فلا أعتقد أنه سيجد مشاكلًا في إيجاد حلول بديله تمكنه من الوصول إلى مرمى الخصم.
قد يتطرق البعض إلى انخفاض مستوى البلاوجرانا هذا الموسم، وقد أتفق معهم في ذلك، لكنني لا أشك أن الفريق حاليًا في مرحلة انتقالية بعد أن اعتاد خلال السنوات الأخيرة على اللعب بفلسفة احتكار الكرة وتدويرها حتى الوصول إلى مرمى الخصم، وهو شيء دام طيلة حقبة بيب جوارديولا وتلميذه تيتو فيلانوفا إلا أنه أصبح أحيانًا عائقًا في طريق البرسا نظرًا لتفطن مدربي الخصوم إلى أكثر من طريقة من أجل الحد من خطورة التيكي تاكا والتي كانت السلاح الوحيد للفريق.
برشلونة أصبح يستطيع اللعب بشكل مباشر هذا الموسم، وقد يلجأ إلى ذلك أمام فريق مثل ريال مدريد الذي يملك دفاعًا قويًا وخط وسط منظم بشكل لن يجعله يُعاني في حالة نهج تاتا فلسفة برشلونة المعتادة، إلا أنه قد يُفاجَؤ إن وجد أمامه ترسانة هجومية قادرة على الضرب عن طريق المرتدات، أو عن طريق الاعتماد على الأجنحة والتسديد من بعيد، فكل تلك الأسلحة أصبحت الآن من بين مُكتسبات البلاوجرانا.
2- عودة ميسي لسابق عهده
إنه الخطر الذي لطالما داهم شباك ريال مدريد وأذاق جمهوره الأمرين، فميسي تمكن من تسجيل 18 هدفًا حتى الآن في مرمى الفريق الملكي ولا يبدو مستعدًا للتوقف خاصة وأنه ظهر بحالة جيدة جدًا في المباريات الأخيرة.
البرغوث وإن كان في مستواه الاعتيادي، فإنه قادر على الإطاحة بدفاع ريال مدريد خاصة وأنه يملك بجانبه لاعبين يعتمد عليها كثيرًا مثل بيدرو وألكسيس ولا شك في أن ذلك سيكون إضافة كبيرة لبرشلونة.
كراته الثابتة، اختراقاته الصاروخية عبر الأروقة أو في العمق، ذكاء تحركاته وقدرته على المباغتة أشياء قد تحول ليلة راموس، بيبي وزملاءهما إلى كابوس إن هم لم يُعدوا العدة كما يجب ولم ينتظروا أفضل نسخة لميسي القادر على قلب حسابات مباراة كاملة.
3- خبرة سانتياجو بيرنابيو
رهبة البيرنابيو؟! لا شك في أن برشلونة هو آخر من يعاني منها...جل لاعبي البلاوجرانا خاضوا مباراة الكلاسيكو عشرات المرات واعتادوا على اللعب في سانتياجو بيرنابيو بل والفوز فيه، وهو ما سيشكل نقطة قوة لهم.
كثيرًا ما نرى فرقًا تنبهر بالبيرنابيو، أجوائه وروعة أضوائه، فما إن ينتهي ذلك الانبهار حتى تجد تلك الفرق نفسها متأخرة بهدف على الأقل، وهو ما يُسهل مأمورية الريال في الظفر بجل النقاط التي يُناقشها على أرضه، لكن برشلونة بعيد كل البعد عن هذه الحالة.
فكل لاعبي الفرق الكتلوني تقريبًا سبق لهم أن فازوا وكرروا الفوز في معقل الفريق الملكي، بل وأصبحوا يتفاءلون باللعب هناك لأنهم عادة ما يحققون نتائج إيجابية، وبالتالي فنقطة اللعب خارج الديار قد لا تشكل عائقًا للبلاوجرانا.
ما هي نقاط ضعف ريال مدريد؟
طه عماني
1- أظهرة هجومية جدًا
قد يفتقد كارلو أنشيلوتي في هذه المباراة بالذات لخدمات ظهيره المُصاب ألفارو أربيلوا الذي وإن كان يتلقى انتقادات جارفة من طرف جمهور الملكي، إلا أن خبرته الكبيرة وقدراته الدفاعية التي يفتقر لها كاربخال قد يحتاج لها الميرنجي في مباراة الكلاسيكو والتي تتطلب أمورًا كثيرة يملكها أربيلوا ويفتقر لها "الفتي" كاربخال رغم أنني لا أشك للحظة أن هذا الأخير يملك مؤهلات ستمكنه من أن يصبح ظهيرًا من طينة عالمية في السنوات المقبلة.
مشاركة كاربخال كظهير أيمن ومارسيلو كظهير أيسر قد تؤثر على ريال مدريد خاصة وإن هما تمادوا في العمل الهجومي وتركوا وراءهما لاعبين من طينة بيدرو أو نيمار وألكسيس سانشيز، ولربما يلجأ أنشيلوتي إلى إشراك فاران كظهير أيمن في مباراة الكلاسيكو من أجل تفادي مشاكل مماثلة.
2- تهور قلبي الدفاع
لا شك أن قلبي دفاع ريال مدريد سيرخيو راموس وكيبلير بيبي يُعدان من بين أفضل ما يوجد على الساحة الأوروبية هذا الموسم فقد اكتسبا ما يكفي من التفاهم والنضج ليقودا دفاع فريق يُنافس على جميع البطولات، إلا أن مشكلتهما الكبرى تكمن في تهورهما بعض الأحيان وخاصة خلال المباريات الكبيرة التي تحتاج إلى ضبط أعصاب كبير.
شاهدنا كيف دخل بيبي في صراعات ثنائية مع دييجو كوشتا أمام أتلتيكو مدريد في كأس ملك إسبانيا، وشاهدنا كيف تهور سيرخيو راموس أمام نفس اللاعب في مباراة الدوري الاسباني وارتكب خطأ فادحًا داخل منطقة الجزاء كان بإمكان الحكم أن يحتسبه بسهولة ويُعلن عن ركلة جزاء.
ضبط النفس والحكمة في التدخل ستكون نصائحًا ثمينة لمدافعي ريال مدريد إن هم لم يريدوا أن يؤثروا سلبًا على مسار اللقاء.
3- "بريستيج" البيرنابيو
قد يعتقد الكثير أن لعب ريال مدريد أمام برشلونة على أرضه وأمام جمهوره سيكون في صالح النادي وأن ذلك سيرفع من حظوظه في الفوز باللقاء، وقد يكونون محقين، إلا أنني أرى أن اللعب في البيرنابيو لا يشكل نقطة إيجابية لريال مدريد.
فـ"بريستيج" سانتياجو بيرنابيو سيُجبر ريال مدريد على الدخول مع برشلونة في صراع غير مُجدٍ على الكرة في وسط الميدان، فهو لن يرضى بطبيعة الحال باللعب في مناطقه أمام جمهوره منتظرًا اللجوء إلى سلاح المرتدات السريعة الذي يُعد أخطر أسلحة الميرنجي في السنوات الأخيرة، وهو ما قد يؤثر عليه.
صحيح أن ريال مدريد أصبح يتحكم في الكرة بشكل أكبر مع أنشيلوتي، إلا أنه لن يتفوق على برشلونة في هذا الشق أبدًا وسيخسر أية معركة قد يدخلها على احتكار الكرة، وقد يؤدي به ذلك إلى فقدان سلاح المرتدات الذي كان سببًا محوريًا في عودته في آخر مباريات الكلاسيكو لحصد النقاط.