الفرج قريب
الحمد لله الذي لا يحمد لشيء سواه..والصلاة والسلام على أخير البشر..
أما بعد..
موضوعي اليوم
عن الحالة النفسية للأمة
أرى الكثر من اليأس والبؤس والتخاذل في عقول البعض..
تسأل عن حالهم فيجيبون:
الحمد لله..ثم يبدأون بقائمة من الشكاوي..وأحياناً لا نسمع الحمد لله تخرج من أفواههم..
نادراً ما نجد أحد مرتاح في وظيفته أو دراسته..
سلبيات تملأ أرصفة الطرق..
حتى حالنا كمسلمين في هذا العالم لا يعلمها الا الله..
ينظر المسلم حوله فلا يرى إلا كفرا مسيطرا وشرا مستطيرا وعدوا متجبرا..
الأعداء كثير والتخطيط محكم..وأسلحتهم أقوى..
كره وبغض للإسلام..حملات صليبية ويهودية..
حصار وقتل وتشتيت لأخوتنا..
ديار المسلمين من حولنا دمار وخراب..أرامل أيامى ويتامى..
تعدي على قدسية رسولنا الكريم وتدنيس له بقاذورات لا تمت له بأي صلة..
كذب وافتراء عليه..وتجاوز على خصوصية مكانته في قلوبنا كمسلمين..
محاولة لتحرير نسائنا بالعري والمجون..
ومسح عقول شبابنا بالمخدرات والمسكرات..
تدخل في كل صغيرة وكبيرة تخص المسلمين..ووقوف لهم بالمرصاد..
أعلم بأن كل ما ذكرته في الأعلى يعتصر له الفؤاد
ويحزن القلب له رغماً عنا..
ويصيب المرأ باليأس والإحباط...
لكن الأمر ليس بهذا السوء اخوتي..
فما دمنا نعيش ونتنفس الهواء فالأمل موجود..
وما دام لنا رب كريم رحيم فالخير لم يتبخر بعد..
هذه أمة الحبيب المصطفى والخير باقٍ فيها إلى قيام الساعة..
ولا يجب أن نصاب بالإحباط والحزن الذي يجعلنا عاجزين عن الاستمرار في البقاء..
صعوبات الحياة تتطلب منا أن نكون أقوياء وذوي عزيمة وإرادة..ونحن لها بإذن الله
تذكروا أنه بين كل يسرين عسر..
وما تمر به الأمة من عسر يليه يسر وخير كثير بإذن الله..
مهما اشتد الظلام فبزوغ الفجر لا بد منه..
ومهما علت ظلمة السحاب فوق هذه الأمة فمصيرها أن تنجلي وتأفل..
تذكروا بأننا نحن المخاطبين في هذا الآية:
(( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))..
ولكن بشرط أن نكون مؤمنين بحق..
وندفع الظلم عن أنفسنا بإصلاح النفوس والقلوب..
لا أحد يستطيع تغيير ما حوله إذا لم يبدأ بنفسه..ونحن لها بإذن الله
لا يجب أن نظن بأن هذه الأمة أصبحت مستضعفة وستهلك لا محالة!!
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفكر التحبيطي الميئس
فقال صلى الله عليه وسلم
((إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكُهم )) رواه مسلم..
إن النصر والتمكين لهذا الدين وهذه الأمة لا شك فيها الخير الكثير والكم
الكبير من الطاقات الخيرة التي ستتفجر عما قريب بإذن الله..
و هناك أدلّة كثيرة من القرآن ومن السنة:
من القرآن الكريم:قال تعالى( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
(وكان حقا علينا نصر المؤمنين) ==>لكن بنصرنا لله ودينه
وقال تعالى(ثم ننجّي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين)
وقال تعالى( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
وقال تعالى(الله وليّ الذين آمنوا)
ومن السنة:
روى الإمام أحمد عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
((ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهر ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذلّ الله به الكفر))
والبشارات في هذا المجال كثيرة جدا والناس في الغرب الآن يدخلون في دين الله أفواجا
أنا لا أريد أن أطيل عليكم ولكن من واجبنا كمسلمين ودعاة
أن نعيد بث الأمل في نفوس الآخرين وعدم تقنيطهم من رحمة الله..
وأن نقوي إيمانهم بـ "إن مع العسر يسرا"
ولربّ نازلة يضيق بها الفتى ***** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ***** فرجت وكنت أظنّها لا تفرج
علينا بوقفة مع النفس ومحاولة لمحاسبتها واصلاحها..
وبإذن الله..
الفرج قريب..أقرب مما نتصور..
فلنتفائل ولنبتهج..
ولنرسم البسمة على الوجوه العابسة
ولا تيأسوا من روح الله..
...حفظكم الرحمن بعينه التي لا تنام...
منقول