نفحات من سيرة عمر بن عبدالعزيز

نفحات من سيرة عمر بن عبدالعزيز
عبدالله عمر خياط
وتمضي الأعوام ويتولى عمر بن عبدالعزيز (رضي الله عنه) إمارة المدينة المنورة وفيما روى أبو الزناد قال: لما قدم عمر بن عبدالعزيز إلى المدينة واليا عليها، كتب حاجِبه الناس، ثم دخلوا فسلموا عليه، فلما صلى الظهر دعا عشرة نفر من فقهاء البلد: عروة بن الزبير، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة، وأبا بكر بن عبدالرحمن بن الحارث، وأبا بكر بن سليمان بن حثمة، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبدالله – ابن عمر – وعبدالله بن عبدالله بن عمر، وعبدالله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد بن ثابت.
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه، وتكونون فيه أعوانا على الحق، ما أريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم. فإن رأيتم أحدا يتعدى، أو بلغكم من عامل لي ظلامة، فأحرج بالله على أحد بلغه ذلك إلا أبلغني. فجــــزوه خيرا، وافترقوا.
وكان لا يخرج عن قول سعيد بن المسيب، وقد كان سعيد لا يأتي أحدا من الخلفاء، وكان يأتي إلى عمر بن عبدالعزيز وهو بالمدينة، فيشير عليه وينصحه فلا يجد من عمر إلا الترحيب والإكرام والتبجيل.
قال إبراهيم بن أبي عبلة: قدمت المدينة وبها ابن المسيب وغيره، وقد ندبهم عمر يوما إلى رأي.
وولى قضاء المدينة أبا بكر بن حزم، أحد الأئمة الأثبات، وأعلم أهل زمانه بالقضاء.
ولقد كان عمر باستهلاله عهده بهذا التقديم والتقدير لأهل الحجا والعلم والصلاح، إنما يرفع للناس لواء الحياة الجديدة، في ظلال الحق والعدل، ليعيشوا وقد ملأت نفوسهم السكينة والأمن والاطمئنان.
وراح ينشر عدله على الناس، ويجعل من ولايته مثلا أعلى يحتذى واتسعت رقعة سلطانه، حيث ضم الخليفة إليه مكة والطائف، فأصبح واليا على الحجاز كله.
أما أولئك الأعلام الصالحون، والشيوخ الأجِلة، فقد رحبوا بهذا النهج القويم، والخطة الراشدة، فتعاهدوا على أن يكونوا عونا لهذا الأمير الصالح، وحراسا أمناء معه للحق والشرع، ومصالح الرعية أجمعين.
ولئن استغرقت عمر مسؤولياته والسهر على مصالح الناس، فإن ذلك لم يشغله عن مواصلة التزود من العلم والفقه، ومجالسة الألباء والعلماء، فراح يثري عقله وفكره، حتى صار في هذا الميدان حجة وإماما. كذلك لم تشغله أعباؤه في النهار عن التبتل بين يدي ربه، والتهجد وتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، ساعيا قدما في تزكية فضائله وتنمية تقواه.
عن أبي عمر مولى أسماء بنت أبي بكر قال: خرجت من جدة بهدايا لعمر بن عبدالعزيز، وهو على المدينة، فأتيته في مجلسه الذي يصلي فيه الفجر، والمصحف في حجره، ودموعه تسيل على لحيته.
السطر الأخير:
هنيئا لك التقوى وبشراك دائما
بأنك تستوحي (المثاني) وتنطق

ارجو من قاري صفحتي الدعاء لأمي بالشفاء
يارب البس امي ثوب الصحه والعافية

م/ن
نفحات من سيرة عمر بن عبدالعزيز JffFbe