الحمد لله .. والصلاة والسلام على حبيبنا رسول الله ..
من المعروف إخوتي الأفاضل أن القرآن الكريم لا تنقطع عجائبه .. ولطائفه .. وكلما ازددنا معرفة بكتاب ربنا .. كلمنا اكتشفنا أشياء جديدة ..
ومن أجمل ما قرأت مؤخراً عن الإعجاز القرآني الإعجاز (برسمه العثماني )..
ومعلوم أن القرآن الكريم المطبوع بين أيدينا، والذي كان من قبل، هو بنفس الكلمات والحروف ..
وكثيراً ما يمرّ معنا كلمات نراها ليست ككتاباتنا العادية .. فهناك حذف لألف .. وهنا زيادة على غير ما ألفناه فيما نخطه ونقرأه الآن ..
فيذكر لنا الأستاذ محمد شملول حفظه الله أن هناك إشارات خفية ورائعة بهذه الكتابة ..
وبعد أن يورد أقوال لعلماء بعدم جواز نسخ نسخة من القرآن الكريم الذي نقرأ فيه بالقواعد الإملائية التي نكتبها .. يقول :
(فكل كلمة فيها زيادة ، لها إشارة خفية ، وكل كلمة فيها حرف ناقص كألف محذوفة ومثبتة بدلها ألف صغيرة في مكان الألف لها إشارة ) وسأورد لكم أمثلة مما ذكره الأستاذ شملول جزاه الله خيراً ، فمثلاً كلمة : (صاحب) وردت كما نكتبها ووردت بحذف الألف، ولنتدبر في الأسطر القادمة ما قاله الأستاذ محمد شملول :
(صحب – صاحب
في الآية 34 من سورة الكهف يقول القرآن الكريم على لسان مالك الجنتين : { فَقَالَ لِصَـحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } . حيث جاءت كلمة (صـحبه) بألف متروكة لتبين ما كان يظنه مالك الجنتين من أن صاحبه ملتصق به التصاقاً كاملاً سواء في الرفقة أو الإيمان ...
غير أن الرد يأتيه من صاحبه المؤمن في الآية 37 من نفس السورة : { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } حيث جاءت كلمة (صاحبه) بألف صريحة فارقة لتوضح لقارئ القرآن أن هذه الصحبة في الرفقة فقط، وأما في الإيمان فهناك افتراق ومسافة بينهما .. وقد جاء هذا المعنى أيضاً واضحاً في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما نُسب إلى قومه فجاءت كلمة (صاحبكم) بالألف الصريحة مفرقة بينه وبين قومه في الإيمان بالرغم من مصاحبته لهم في المكان والزمان .. وذلك في الآيات الكريمة الآتية:
{ مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ } [سبأ: 46].
{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم: 2].
{ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } [التكوير: 22].
{ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ } [الأعراف: 184].
غير أنه حين يتكلم القرآن الكريم عن سيدنا أبي بكر صاحب رسول الله تأتي (صـحبه) بألف متروكة لتبين مدى الالتصاق بينهما وتوضح الصحبة الحقيقية في الرفقة والإيمان:
{ إِذْ يَقُولُ لِصَـحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40]، وهذا يبين جزءاً من الحكمة في كتابة الكلمة القرآنية باستخدام الألف الصريحة والمد بالألف المتروكة كما سبق أن أوضحنا ...).
وللحديث بقية إن شاء الله ..
ودي وعبير وردي