موضوع: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الخميس أكتوبر 08, 2015 9:32 pm | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة
مهندس / حسين عبده طنطاوي(1)
قال الله تعالىهو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم. وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ([البقرة: 29 ـ 30].
هذه بداية قصة الإنسان... هو قول الله خلق لكم أي: من أجلكم، وقوله: )إني جاعل في الأرض خليفة (أي: قوماً يخلف بعضهم بعضا قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، وأن الله جعل ما في الأرض والسماوات وما بينهما منعماً به عليهم ومسخراً لهم )وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ([الجاثية: 13].
فلم يخلق شيء عبثاً، فلا بد له من منفعة لا يصح رجوعها إلى الله لاستغنائه بذاته، فهي راجعة إلى البشر ليخبروا بذلك.
ولقد تضمن القرآن الإشارة على كل الثروات في كل الكون الذي خلقه الله، وما جعله الله للإنسان من إمكانيات الانتفاع بما منحهم من قدرات عقلية وفكرية وجسدية ليعمل بها في هذه الثروات للانتفاع متعاونون ومتكافلون، وهذا التعاون يربط مصالح الفرد بمصالح الجماعة، وإن اختصاص الفرد لهذه الثروات بالملكية رهين بجهده، ومكلف من الله تكليفاً شخصياً ومسؤول بصفته عن أمور الدنيا بالسلوك الديني )كل نفس بما كسبت رهينة (.
ولقد وضع القرآن والسنة للإنسان القواعد العامة للملكية والتصرف ليحقق الإنتاج وتنميته وقواعد التصرف والملكية ومنع الاغتصاب والسرقة، وعلم كيفية التعامل والتجارة وشؤون المحاسبة، والأجور والإدارة.... الخ.
وفي الواقع: فإنه نتيجة لأعمال أفراد الشعوب بقدراتها العقلية والفكرية والجسدية، وسلوكياتهم العامة في مختلف المجالات يقاس مقدار تحضرها أو تخلفها وارتفاع مستواها أو انخفاضه عن الحياة اللائقة للبشر فلذا كان علينا أن نهتدي بما احتواه القرآن والسنة النبوية عن تنمية الإنتاج، وأوجه الاستثمار لنقيس به أعمالنا لنعرف مواقع التقدم أو التخلف وأسبابه.. وما هو مدى تحقيق المسلمين لقول الله: )كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ([آل عمران: 110].
ولما كان هذا الموضوع بالذات هو مشكلة المسلمين في حاضرهم الراهن ومستقبلهم المجهول بالنسبة للأفراد والمجتمعات محلياً وعالمياً لذا وجب علينا التركيز لتوضيح النمط الذي حدده القرآن والسنة النبوية، خاصة بعد واقع تخبط الشعوب الإسلامية بإتباعها أنظمة من دول تدعى التقدم في ظل مسميات نظام رأسمالي وآخر اشتراكي وذلك شيوعي. فتاهت وتخبطت في واقعها لأنها مجهولة الهوية عن تركيبة معتقداتنا فوقع التخلف فينا والإسلام بريء منه. إذ كيف نكون شعوباً إسلامية تكويناً وإدراكاً ثم نتبع تكويناً مخالفاً وإدراكاً مخالفاً ثم لا يلحقنا تخلف؟.
وسنسرد نموذج من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المرشدة لجوانب التنمية الإنتاجية والاستثمار لو قسنا بها ما يقوم به بعض أبناء الأمم الإسلامية لأتضح لنا انعدام العقيدة الإسلامية في سلوكياتهم، وطبقوا في غفلة من العقول نظريات انقادت لها الشعوب مستسلمة بحجة التطور فأصبحت متخلفة بعد أن كانت بغداد والقاهرة والأندلس ودمشق وقرطبة وسمرقند منارات الحضارة الإسلامية ومرتكز للتقدم العلمي. وقد ازدهرت تلك الحضارات على فترات متقطعة من التاريخ لكن يحكمها قانون سلوكي موحد إذ ازدهرت بالنهضة الإيمانية وخبت إذ طغت الشهوات المادية. وفي ذلك يقول المستشرق الإيطالي ( ليبرتيني ) في كتابه: ( الإسلام في أمجاده ) ( أنني أكاد أعتبر أقطاب الأندلس وجزيرة العرب عندما أضاء سناء الحضارة بفضل جهادهم والعلم المنتشر في ربوعهم ـ أكبر أعداء العالم ـ لأنهم لم يكتفوا بإفناء بعضهم بعضاً بل تعدوا ذلك إلي وأد ألمع حضارة أوجدها إنسان على وجه الأرض، وكانت لم تزل تترعرع في أحضان النهضة الإسلامية الخارقة. فلو ارتاح لها أربابها والعاملون على إشعال قبسها الوضاء الباهر أن تمشي في سبيلها إلى التكامل لما بقي على الأرض إلا كل عربي أو مستعرب، ولما كان غير الإسلام ديناً ). ببساطة تساوينا في الأسلوب فسبقونا بمؤامراتهم، فتخلت عنا هداية السماء فسرقوا ثرواتنا وما زالوا يسرقونها حتى اليوم. وسرقوا تراثنا العلمي واستسلمنا لمشيئاتهم وأصابنا الوهن وتسابقنا على الرزق وناسين الرزاق.
قال الله سبحانه وتعالى: )هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور (.
أي: جعل لكم الأرض ساكنة لا تميد بما عليها من الجبال، وأنبع فيها العيون، وسلك فيها السبل، وهيأ فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار، فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات وأن سعيكم لا يجدي عليكم شيئاً إلا أن ييسره الله لكم، والسعي لا ينافي التوكل على الله.
وتأسيساً على نظام وسنة الحياة من السعي للإنتاج وما يتلوه من الرزق والثمرات، فخاطب سبحانه وتعالى العقول )وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ([الدخان: 38 ـ 39].
إذن السماوات والأرض وليلها ونهارها وما أنزل الله من السماء من ماء، والأرض وما حملته من جبال ومحيطات وأنهار، ومكوناتها، واختصاص أولي الألباب بما يعني التخطيط والتنظيم وهما أساس العلم، فإن هذا من عناصر الإنتاج.
ولقد فصلت سورة النمل الثروات التي وهبها الله للإنسان ومفتاح الأعمال المثمرة والتي منها ما يلي:
[td style="border-bottom: windowtext 1pt solid; border-left: windowtext 1pt solid; padding-bottom: 0cm; padding-left: 5.4pt; width: 60.7pt; padding-right: 5.4pt; border-top: windowtext 1pt solid; border-right: windowtext 1pt solid; padding-top: 0cm" height="" width="81"] | رقم الآية | النص | بعض ما تدل عليه الآية | 3 | )خالق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون ( | الطبيعة | 4 | )خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ( | الثروة البشرية | 5 | )والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ( | الثروة الحيوانية | 6 | )ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ( | النقل والمواصلات | 7 | )وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم ( | =البرية | 8 | )والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ( | وسائل المواصلات | 9 | )وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين ( | الاقتصاد من الدين | 10 | )هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ( | الثروة المائية | 11 | )ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ( | الثروة الزراعية | 12 | )وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ( | الطاقة الشمسية والفلك | 13 | )وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون ( | الثروة المعدنية | 14 | )وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ( | الثروة السمكية والمعدنية والنقل البحري والتجارة | 15 | )وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون ( | الجبال والطرق النهرية والبرية | 16 | )وعلامات وبالنجم هم يهتدوون ( | الثروة العلمية الفلكية | 17 | )أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ( | الله هو الخالق لكل شيء | 18 | )وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ( | نعم الله لا تحصى كثرة ومنها المواد الطبيعية | 65 | )والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون ( | مصادر المياه والمحافظة على خصوبة الأرض واستصلاحها | 66 | )وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ( | صناعة الألبان في أجسام الأنعام | 67 | )ومن ثمرات النحيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ( | الصناعات الغذائية والمحفوظة والتي علمها الله للإنسان | 68 | )وأوحى ربك إلى النخل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ( | بعض ما تدل عليه الآية إنتاج العسل والأدوية سنة | 69 | )ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ( | 80 | )والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين ( | التعمير وتأثيث السكن | 81 | )والله جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ( | صناعة المظلات وتوفير الحصون وصناعة الملابس ودروع الحرب تعريف الثروة في الاقتصاد الإسلامي:هي كل مال نافع لا ضرر في استعماله آل إلى مالكه بالطريقة المشروعة دينياً وبنص الكتب السماوية ومصدرها ما هيأه الله في الأرض والسماء وما بينهما إلا ما حرم الله بنص القرآن والسنة النبوية. ومن ثم تعتبر الخمر والمخدرات والربا وما أخذ بالسرقة والاغتصاب ليست بثروة لضررها.أما في الاقتصادي الرأسمالي هي الأموال الاقتصادية التي تنضوي تحت شروط ثلاثة:أـ المنفعة.ب ـ الندرة.جـ ـ التبادل.أ ـ فبالنسبة للمنفعة:هي صلاحية المال وقدرته على إشباع الحاجة. والحاجة عندهم هي إحساس داخلي يؤدي إلى الألم والضيق ما لم يتم إشباعها ولا يلزم أن تتفق مع الدين والخلق وأن المال الاقتصادي اللازم لإشباعها محايد ولذا كانت الخمر والمخدرات والخنازير عندهم ثروة.وحاجة الإنسان للأموال لا حدود لها، وتزداد كلما تقدم إنتاجه، ومنها الضروري ومنها الكمالي، وقد يتحول الكمالي إلى ضروري بالتقدم والرفاهية.ب ـ أما الندوة:فتكون الكمية المتاحة من الأموال أقل من الحاجة إليها وبذا يتحدد ثمن لندرتها ومنفعتها.جـ ـ أما التبادل:فالحاجة إلى الأموال تخلق الطلب عليها وتظل كذلك طالما أنها نادرة ونافعة ويتحدد سعرها بالأسواق بفعل العرض والطلب، وهذا يعني أن تكون الأموال قابلة للتداول لكي تكون ثروة ويرفض الإسلام شرط الندرة وشروط التبادل في المال ليكون ثروة لأن من الأموال وغيرها ما يمثل ثروة رغم كثرتها واستحالة تبادلها وأمثلة ذلك:الإنسان بإيمانه وعمله وعلمه ومواهبه ومهارته وفنه أكبر ثروة بشرية وإن استحال تبادل هذه الصفات وتقدير ثمن لها في الميزانيات في حاضرنا.)ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ([الإسراء: 70].وإن الجبال والأنهار والغابات وإن لم تكن ثروة فردية إلا أنها ثروة قومية رغم كثرتها وتعذر تداولها وتقدير ثمن لها.والبحار والمحيطات وإن لم تكن ثروة فردية أو محلية إلا أنها عالمية لا تتداول ولا تقدر بثمن والماء والهواء وحرارة الشمس ثروة لكل من ينتفع بها في زيادة الإنتاج وفي توليد الطاقة وإنشاء المحطات النووية وغيرها.والشهرة في تخصص معين والإحتياطات السرية ثروة.والحكم العادل والقانون العادل واستتباب الأمن والنظام والعلوم والفنون التكنولوجية والدواء والعلاج والمياه الصالحة للشرب والكهرباء كل ذلك يمثل ثروة مهما زادت كميتها لمنفعتها في نمو الحياة الاجتماعية.إذن عندما جعل الله الأرض ذلولاً من أجل الإنسان، فيجب ألا تمر هذه الإشارة بغير تبصرة لأبعاد بغير حدود للأرزاق والمياه. وذلك رداً على الذين يثيرون في المحافل والمؤتمرات العالمية التخوف من المجاعة والجفاف حتى ينفوا عن أنفسهم جريمة التسبب العمد في إحداث المجاعة والزعم بنقص المياه كأنهم هم المسيطرون. وليس هذا بعجيب على من يريدون الاستئثار لأنفسهم بالمتعة على أنقاض الآخرين. ولكن العجب كل العجب كيف ينساق المسلمون لهذه الأفكار وعندهم كتاب الله الذي يقول: )إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (صدق الله فجوف الأرض يحتوي طبقات من المعادن المختلفة، ومياه جوفية، وغازات طبيعية وبترول كما أنها تدور حول الشمس تستمد منها الطاقة والحرارة. وهي محاطة بغلاف هوائي يبلغ ضغطه 15 رطل على كل بوصة مما يؤكد استقرار كل شيء على الأرض. ومن آثاره الرياح. )ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ([الروم: 46].ويعتبر الهواء قمة الضروريات للإنسان والحيوان والنبات ولا يستطيع إنسان أن يعيش دقائق بدون الهواء قمة الضروريات للإنسان والحيوان والنبات ولا يستطيع إنسان أن يعيش دقائق بدون الهواء والماء قد جعل الله منه كل شيء حي )وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ([الشورى: 28].أليس هذا كله بثروات من أهم الضروريات في مواطن الإنتاج لأجل البشرية، والماء بتحوله إلى بخار يصبح مصدر طاقة لتشغيل الآلات فيمكن إنتاج المصنوعات، كما أن مجاري المياه من أنهار ومحيطات وبحيرات تمكن الإنسان من قطع المسافات في أقصر الأوقات بأقل النفقات.ولما كان الإنسان هو محور كل هذه النعم لتكون الدنيا معبر للحياة الحقيقية في الآخرة، إذن فقد كفل للإنسان بعد أن استخلفه في الأرض الوسائل ورسم له الحدود التي يعمل بها في هذه الثروات.أسس استغلال الإنسان لهذه الثروات في الإسلامقبل أن نتكلم عن هذه الأسس نوضح ما ورد بالقرآن والسنة وما قاله علماء المسلمين عن الإنسان باعتباره مستخلفاً في الأرض بقول الله عز وجل: )الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ([السجدة: 7 ـ 9].وعندما سئل سيدنا محمد عن الروح أنزل الله عليه الإجابة )ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ([الإسراء: 85].إذن الروح من أمر الله، وهي فوق المادة وفوق النواميس الأرضية، كلها نور وصفاء، ولذا فقد أرسل الله أنبياءه، ومعهم الكتب والميزان ليحفظ الروح على ظهرها.وجاء في كتاب مقدمة ابن خلدون: ( الإنسان مركب من جزئين جسماني والآخر روحاني ممتزج به ولكل جزء من الجزأين مدارك مختصة به والمدرك فيها واحد وهو الجزء الروحاني. يدرك تارة مدارك روحية وتارة جسمانية إلا أن المدارك الروحية يدركها بذاته بغير واسطة، والمدارك الجسمانية بواسطة آلات الجسم من الدماغ والحواس، وكل مدرك فله ابتهاج بما يدركه، فلا شك أن الابتهاج بالإدراك الذي للنفس من ذاتها بغير واسطة يكون أشد وألذ ).لهذا أنزل الخالق تبارك وتعالى الأديان بكتبه ورسله لؤمنوا ويعملوا في آن واحد. والإيمان لازم لإشباع مطالب الروح، ولأن العمل لإشباع حاجات الجسد وبذلك يحتفظ الإنسان بتوازنه ويعتدل في كل تصرفاته.ولذا: فالعمل بإيمان يدفع للإخلاص والإتقان والإبداع. والعلم ضرورة لإصلاح حال الإنسان ورفعته ولزيادة الإنتاج وجودته ولتحقيق الثروة. وقول الله تعالى: )يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ([المجادلة: 11].وورد بالقرآن كثير من الآيات توجه الإنسان المسلم لشؤون دينه ودنياه وآخرته.نورد أمثلة عن داود عليه السلام: )وعلمنه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم (.وعن يوسف الذي تولى قيادة التغلب على معركة الجدب والسنين الشداد )ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً ([يوسف: 22].وقصة الخضر لموسى عليه السلام: )فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً. قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً ([الكهف: 65 ـ 66].ويقول الله: )واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ([البقرة: 282]. ففي سنة 247هـ أنشىء أول مسجد كبير في فاس ولم يخصص للعبادة فقط بل كان دار علم ليتلقى فيها الطلبة العلم ) ولم يكن قاصراً على الحديث والتفسير والفقه، إنما كان يدرس فيها علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا وأطلق على المسجد جامعة القرويين.وفي شأن هذه الجامعة يقول بندلي: ( من أكاديمية موسكو ): إن أقدم جامعة في العالم ليست في أوروبا كما كان يظن، بل في أفريقيا، وفي مدينة فاس عاصمة المغرب ). وقد تخرج منها كثير من الطلبة غير المسلمين وعلى رأسهم الراهب _ جربرت ) الذي صار فيما بعد البابا ( سلفستر الثاني ) الذي أدخل الأعداد العربية إلى أوروبا وعندما وصل إلى إيطاليا ترجم كل ما كتبه المسلمون في العلوم وهو الذي قاد فكرة تعديل القانون الروماني ليتمشى مع الشريعة الإسلامية.عقل الإنسان:وجعل الله الإنسان ناطقاً مرفوع الرأس سميعاً بصيراً لا بعينيه فقط، قادراً على العمل الصالح والإبداع، جميل المنظر، حسن الهيئة، يحب ويكره، ينفع نفسه ويسعد غيره )لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ([التين: 4].ويقول الله تعالى: )إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ([ق: 37].قال العلماء:إنه قد يعبر عن العقل بالقلب لأن القلب كل العقل، والفؤاد محل القلب والصدر محل الفؤاد.ولقد ميز الله الإنسان بالعقل، وهو مصدر تصرفاته ولا سبيل لمعرفة حقيقة إلا بالعقل نفسه. ويعجز العلماء عن تفسير هذه الحقيقة.الماديون يقولون:إن المخ والأعصاب تصنع تصرفات الإنسان، إلا أنها في الواقع جزء من عالم المادة. وكما تتفاعل الروح مع الجسد فيتحرك، كذلك يتفاعل العقل مع المخ فيعمل على الإدراك الحي والمعنوي. وهذه الميزة تميز بين الإنسان والحيوان واستطاع الإنسان أن يؤمن بالله بعقله رغم استحالة رؤيته )إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ([الأنفال: 122].وقال عمر بن الخطاب: ( أصل الرجل عمله، وحسن دينه ومرونة عقله ).الإيمان:يكفل للإنسان استمرارية الحياة المطمئنة والآمنة، ونموها وتقدمها إذا التزم بها ورضي عنها واطمأن إليها قلبه واستراحت لها نفسه وانشرح بها صدره.ومن المسلم به أن أنفع القواعد للإنسان هي:1ـ ما قامت مبادئها على الحق والعدل.2ـ وما كفلت قوانينها الحرية والمساواة.3ـ وما غرست تعاليمها في النفوس الخلق الكريم والمثل العليا.4ـ وما أقرت أحكامها حقوق الإنسان كاملة.5ـ وما دعت إلى العلم والعمل والإنتاج الجيد.6ـ وما بني فيها العلاقات والمعاملات بين الناس على التعارف والتضامن والتكافل والأمن والسلام.والإيمان في الإسلام طبقاً لما بينه سيدنا محمد من الأركان الخمسة للإسلام فقد ورد عن عُمَرُ بنُ الْخَطّابِ أنه قال: ( كُنّا عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشّعْرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السّفَرِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنّا أَحَدٌ حَتّى أَتَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَأَلْزَقَ رُكْبَتَهُ بِرُكْبَتِهِ، ثُمّ قَالَ: يَا مُحمّدُ ما الاْيمَانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤمِنَ بِالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الاَخِرِ، وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ.. الخ )،والاقتصاد في السلام هو نمط وأسلوب في حياة المؤمن )وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ([البقرة: 43 ـ 83 ـ 110 والنساء: 77 والنور: 56 والمزمل: 20].والإنفاق كاقتصاد بدافع الإيمان: )آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير ([الحديد: 7].وهو حق في مال الأغنياء قال سيدنا محمد: ( إن في المال حقاً سوى الزكاة ).والتجارة كإقتصاد وردت مع فريضة الحج كعبادة )ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ([البقرة: 198].وجاء في تفسير القرطبي " وابتغاء الفضل بمعنى التجارة وإن هذا في الآية دليل على جواز التجارة في الحج ".وزكاة الفطر بعد صوم رمضان ـ وإطعام مسكين إذا تعذر القضاء، والجوع والعطش لكي يحسن المسلم بما يعانيه الفقير، فأوجب على المسلم البر إليهم.والقرض الحسن )من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ([البقرة: 245]. إعطاء القرض عبادة وعمل اقتصادي وتدعيم للمقترض وتقرب لله من المقرض.والحكم بأن البيع والشراء حلال والربا حرام )وأحل الله البيع وحرم الربا ([البقرة: 275].حرية الفكر والعقيدة مع أن الإسلام يدعو الناس جميعاً لاعتناقه تحقيقاً لمصلحتهم ودفعاً للضرر الذي يلحق بهم فهو لا يكره أحداً على ذلك وتبين ذلك في قوله تعالى: )أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ([يونس: 99].وفي قوله: )فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ([الكهف: 29].السعي للرزق هو في غريزة الإنسان، أما الإنفاق فيحتاج لمجاهدة النفس: )المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً ([الكهف: 46].قال القرطبي: ( إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا لأن في المال جمالاً ونفعاً وفي البنين قوة ودفعاً فصارا زينة.أما الباقيات الصالحات فهي عن ابن عباس الصلوات الخمس وكل عمل صالح من قول وفعل يبقى للآخرة ).الربط بين الإيمان والتقوى والاستقامة والتقدم الاقتصادي:يقول الله: )وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ([الجن: 16].)ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ([الأعراف: 96].رسم الطريق لحياة المؤمنين بإقامة العدل وحمايتهم بالإيمان والقوةلقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ([الحديد: 25]ربط قوي بين الثروة الروحية وهي القرآن والثروة المادية وهي الحديد لتستثمر الحياة الدنيا بالحق والعدل والثروة والقوة.ولما كانت الغاية من الاقتصاد هي سعادة الإنسان بصفة عامة فإن الغاية من الإيمان هي سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. وبذلك فإن الاقتصاد الإسلامي يقوم على ما يقوم عليه الإسلام فيحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله من الأعمال والأموال لتكون طيبة لا خبيثة ممنوعة. والدافع الأول لهما على بذل الجهد هو الإيمان ليحقق الإخلاص والإتقان وأقل ألماً وأوفر وقتاً ونفقة وأجود إنتاجاً وأضمن أمناً وسلاماً.وصدق الله: )من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ([النحل: 97].والدافع الثاني: تتوحد الغاية في كل من الإيمان والاقتصاد وهي سعادة الإنسان، ووسائل تحقيقها واحدة وهي العمل. العمل الإسلاميالعمل الإنساني هو الجهد الإرادي الذي يبذله الإنسان لإيجاد منفعة، وواقعه في الطبيعة يجسد الصورة الإيمانية في عقل الإنسان.والعمل أقدس القيم التي يرفعها الإسلام وهو أساس القيمة ومصدرها. والعنصر المعنوي الوحيد في عناصر الإنتاج. والجهد الإرادي لتحقيق الإنتاج ليس وحده كافياً، بل يجب أن يخضع الجهد للتنظيم حتى يكون منتجاً لمنفعة مادية أو معنوية وإلا صار الجهد الإرادي للإنسان ضرباً من العبث. ورب العمل هو المنظم المنوط به التأليف بين عناصر الإنتاج المختلفة، في سبيل الحصول على سلع وخدمات لبيعها مقابل الربح، وفي النظرة الإسلامية المسؤول الأول عن قيادته وتوجيهه. وهو في الأصل يتقاضى ربحاً عن عمله إذا كان هو المالك وله أن يتقاضى أجراً وربحاً إذا كان مساهماً في شركة حيث يكون مأجوراً عن بقية الشركاء.العمل واجب وحق في آن واحد ) اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ([التوبة: 105].إذن يجب على الإنسان أن يبحث عن العمل المناسب بالأجر المناسب تمكيناً له من الكسب الحلال.ومن أقوال سيدنا محمد في هذا الشأن: ( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خيرٌ من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه ) ـ ( كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده )، ( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده).ويحض لقمان الحكيم ابنه على العمل: يا بني استعن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال رقة وضعف في عقله وذهاب مروءته وأعظم من هذا استخفاف الناس به.وقال سيدنا عمر:لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً أو فضة. جلس سيدنا محمد إلى أصحابه يوماً فرآهم ينظرون إلى عامل قوي فقالوا: لو كان شبابه وجلده في سبيل الله، فقال لهم: لا تقولوا هذا فإن كان يسعى على أبوين ضعيفين أو ذرية ضعاف ليغنيهم ويكفيهم فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى تفاخراً وتكاثراً فهو في سبيل الشيطان.وقال سيدنا محمد: ( من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له ).وروي عن سيدنا عيسى عليه السلام: أنه رأى رجلاً فقال له: ماذا تصنع فقال الرجل: (أتدبر ) قال: ومن يعولك قال: أخي. قال: ( أخوك أعبد منك ).وقد جمع الله بين الجهاد في سبيله )علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ([المزمل: 20].وقد نزل في شأن الهجرة في طلب المعاش والكسب الزائد )ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً ([النساء: 100]. ويطلق دوافع العمل من فضل الله على الناس ليقبلوا على عمارة الأرض:أـ وللإنسان حاجات لا يمكنه الحصول عليها إلا بالإنتاج والعمل إلا هلك.ب ـ إن موارد الطبيعة لا يمكن الحصول عليها ـ الانتفاع بها إلا بالعمل.جـ ـ إن الطبيعة وآياتها لا يمكن التمتع بها إلا بالعمل )إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً ([الكهف: 7].د ـ الزيادة في عائد كافة فروع الإنتاج واستغلالها، والإقبال على الإنشاء يزيد الصافي في الإنتاج وكذا في التجارة والصناعة.هـ ـ الرغبة في التقدم والنمو والسيطرة والقوة والثروة يدفع إلى العمل والإنتاج الجيد الغزير.و ـ ما وعد الله به عباده من جزاء عادل يوم القيامة )يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ([الزلزلة: 6 ـ 8].واجبات العاملين:أـ اختيار العمل المناسب له )لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ([البقرة: 286] وقال سيدنا محمد: ( لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا: كيف يذل نفسه قال: يتعرض للبلاء لما لا يطيقه ).ب ـ الاستمرار في طلب العلم ليستفيد بكل جديد ليتقنه. قال الرسول: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه ).جـ ـ بذل أقصى إنتاج بمقابل الأجر المناسب.د ـ الزيادة الكبيرة في عائد كافة فروع الإنتاج وهو ما يشجع العاملين على الإقبال على إنشائها واستغلالها. ففي الزراعة مثلاً يزيد صافي الإنتاج، وكذا الصناعة.هـ ـ الرغبة في التقدم والنمو والسيطرة والقوة والثروة يدفع إلى العمل والإنتاج الجيد الغزير.واجبات رب العمل:أـ سداد الأجور في المواعيد المحددة ـ وقال سيدنا محمد: ( أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ).ب ـ وضع العامل المناسب في المكان المناسب.جـ ـ عدم السماح بوجود بطالة مقنعة والسماح باشتراك العمال في نصيب عن الزيادة من الأرباح.هـ ـ المساهمة في تدعيم الحياة الاجتماعية للعامل.واجبات ومسؤوليات الولاية:أـ إصدار التشريعات لحماية العمل والعمال والأجور والمكافآت والبدلات.ب ـ حماية الأطفال والنساء ( باعتبارهم الأضعف ).جـ ـ القضاء على البطالة بإتاحة فرصة للعمل لكل فرد ( القائم حالياً رفع مستلزمات الإنتاج وخفض سعر المنتج في مكان الإنتاج ).د ـ التدخل من قبل الولاية لتحقيق الصالح للعمل والعمال ورب العمل ووضع مقاييس تعاملاتهم المرتبطة.هـ ـ الإشراف والرقابة والتوجيه والحساب وتوقيع الجزاء المناسب بما يحافظ على العمل والعمال ورب العمل.إنسانية الإنسان:مراعاة مبدأ المحافظة على كرامة الإنسان )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ([الحجرات: 13].)ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ([الإسراء: 70].من أجل ذلك دعا الإسلام إلى التكامل والتعاون والتضامن لتوفير أسباب الحياة الكريمة للضعفاء والمرضي وكبار السن وكل من يقعد عن العمل لسبب خارج عن الإرادة كالبطالة والحوادث وطالب الأغنياء بهذا الواجب ليعيش الناس عيشة راضية خالية من الكراهية.الأجور:الأجر هو ما يحصل عليه العامل مقابل جهده في عملية الإنتاج عن فترة زمنية محددة قد تكون ساعة أو يوماً أو أسبوعاً أو شهراً أو سنة وقد يحدد الأجر بالقطعة، وقد يحصل على ميزات مادية ويستخدم العامل أجره في شراء السلع لحاجاته أو لأسرته أو في خدمات استهلاكية، وقد يدخر جزء منه لاستثماره في مشاريع إنتاجية لزيادة دخله.أولاً: مستوى الأسعار:يتحكم في تحديد القيمة الشرائية للأجور فإذا ارتفعت الأسعار مع ثبات الأجور انخفضت القيمة الشرائية، وإذا انخفضت الأسعار مع ثبات الأجور ارتفعت القيمة الشرائية، وإذا تنافست الأسعار والأجور في الارتفاع نشأت أزمة التضخم بكل مساوئها.ثانياً: محددات الأجور:أـ مستوى مسؤولية العمل وما يترتب عليها من نتائج.ب ـ الشروط الواجب توفرها لكل عملية بجهاز العمل.جـ ـ خبرة العامل ومستواه الإنتاجي كما ونوعاً.د ـ الموارد الطبيعية من حيث الكم أو النوع.هـ ـ المستوى العلمي والفني والوضع الاجتماعي.و ـ أوقات الراحة وغيرها من المميزات.ويرعى في كل ذلك كله إنسانية العامل بحيث أن تؤمن له عيشة كريمة كسائر الناس ومراعاة تغطية احتياجاته الضرورية. إذ يقول ( سيدنا محمد ): ( من ولي لنا عملاً وليس له منزل فليتخذ له منزلاً أو ليست له زوجة فليتخذ زوجة أو ليس له خادم فليتخذ له خادماً أو ليست له دابة فليتخذ له دابة ).ولذلك كان على ولي الأمر ( الحكومات ) التدخل في الحياة الاقتصادية لتحديد حد أدنى للأجور ضماناً لحياة مستقرة للعامل وحفاظاً على اجتهاده وإخلاصه وأمانته.ثالثاً: اختلاف الأجور:أـ باختلاف العاملين.ب ـ اختلاف الأعمال.جـ ـ اختلاف الأماكن بالنسبة لاختلاف العاملين:يختلف العاملون في العقول والقدرات والاستعدادات فمنهم العالم والجاهل والجد والخامل، والقوي الضعيف، والمصلح والمفسد، والأمين والخائن، والعبقري والغبي، والسليم والمريض، والغني والفقير، والصادق والكاذب، والمخلص والمسرف. الخ.... ومن الطبيعي أن يؤثر هذا في اختلاف أعمالهم وجهدهم لتحقيق الإنتاج.ومن العاملين الزارع والصانع، والطبيب والمهندس، والنجار وغيرهم وتختلف أجورهم بالنسبة لكل مهنة بل لأبناء المهنة الواحدة.ب ـ اختلاف الأعمال:الأعمال تختلف من أهمها القضاء والتشريع والدفاع والسياسة والتربية والتعليم والهندسة والمحاسبة، ومنها الزراعة والصناعة والتجارة والنسيج بل من هذه قد تجد تصنيفاً ومنها السهل والصعب والمتوسط، ومنها العمل البدني وآخر ذهني وآخر إداري أو تنفيذي، ولكل منها أجره مقابل الجهد المبذول والنتائج ونوع العمل ومستواه ومسؤوليته.جـ ـ اختلاف الأماكن:تختلف الأماكن عن بعضها حسب موقعها الجغرافي وطبيعة أرضها وجوها وبعدها عن مقر الإقامة ومستوى تكاليف المعيشة ووسائل النقل والمواصلات والخدمات وتتحدد الأجور على ضوء العوامل الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية.رابعاً: المساواة في الأجور:تستحيل المساواة بين جميع العاملين لاختلافهم في الجنس والقوة والضعف، والسليم والمريض، والعالم والجاهل، والغني والفقير،
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
|
|
| |
نطق الصمت قمر المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 8390 العمر : 32 الإقامة : بالعالم الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 31/08/2013 السٌّمعَة : 22
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الخميس أكتوبر 08, 2015 10:14 pm | |
| آللهْ يعطيكِ آلفْ ع ـآفيهْ جع ـلهُ آللهْ فيّ ميزآنْ حسنآتِك أنآرَ آللهْ بصيرتِك وَ بصرِك بـ نور آلإيمآنْ شآهِد لِكِ يومـ آلع ـرض وَ آلميزآنْ وَ ثبتِك علىـآ آلسُنهْ وَ آلقُرآنْ | |
|
| |
* بقايا روح * مراقبة قسم المنتديات الاسلامية
الأوسمة : عدد الرسائل : 17288 العمر : 31 الإقامة : دنيا الاحزان الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/03/2013 السٌّمعَة : 40
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الخميس أكتوبر 08, 2015 10:47 pm | |
| بارك الله فيك وبجهودك المباركة القيمة أسال لك التوفيق والسداد وأن يجمعنا الله ويبقينا على الود والمحبة والإخاء وان يجزيك خير الجزاء | |
|
| |
لحن حزين صديق ذهبي
الأوسمة : عدد الرسائل : 2498 العمر : 25 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 27/01/2014 السٌّمعَة : 17
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الخميس أكتوبر 08, 2015 11:03 pm | |
| موضوع ممتاز سلمت يمناك على هذا الجهد المبذول بارك الله فيك وبكل مامساعيك لتوفير لنا الجديد والمفيد
| |
|
| |
دموع الحروف مشرفة منتدى القرآن الكريم
الأوسمة : عدد الرسائل : 11816 العمر : 31 الإقامة : جزيرة وسط بحرالدموع الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 08/03/2013 السٌّمعَة : 32
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الخميس أكتوبر 08, 2015 11:18 pm | |
| أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ لك الشكر من كل قلبى
| |
|
| |
اطياف حائرة مشرفة مطبخ سبيس باور
الأوسمة : عدد الرسائل : 37794 العمر : 65 الإقامة : بين الاطياف الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 10/03/2013 السٌّمعَة : 42
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الجمعة أكتوبر 09, 2015 10:30 pm | |
| كل الشكر والإمتنان لك على روعة انتقائك وروعة اختيارك لمواضيعك التي تزين بها منتدانا سلمت على روعة ماوضعت نترقب المزيد والجديد والمفيد منك دمت ودامت لنا روعة مواضيعك لكـ خالص إحترامى
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
| |
|
| |
أنجليك مشرفة المنتدى العـام
الأوسمة : عدد الرسائل : 13321 العمر : 33 الإقامة : سوريا الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 08/03/2009 السٌّمعَة : 35
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الجمعة أكتوبر 09, 2015 10:51 pm | |
| بارك الله فيك ومن نهر الكوثر يسقيك ويجزيك عنا وعن الاسلام والمسلمين كل خير على ماتقدمه لنامن مواضيع تنثر عبيراها في صفحات وزوايا منتدانا الحبيب | |
|
| |
صدى الابداع صديق ذهبي
الأوسمة : عدد الرسائل : 2709 العمر : 24 الإقامة : العراق العظيم الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 27/01/2014 السٌّمعَة : 15
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الجمعة أكتوبر 09, 2015 11:37 pm | |
| مجهود رائع بارك الله فيكـ ولا حرمكـ الأجر دمت برضى الله وفضله | |
|
| |
شموخ العراق نجم المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 4572 العمر : 30 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 27/01/2014 السٌّمعَة : 10
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة السبت أكتوبر 10, 2015 9:54 pm | |
| بارك فيـك رب الارض والسماء وجزاكـ عــنـــا خــيـر الجــــــزاء ورفـــع عنــك كـل هـــم وبــــــــلاء وحشـــرك مــع الانبيـــــاء والشهـــــداء | |
|
| |
صدى الآهات صديق برونزي
الأوسمة : عدد الرسائل : 1376 العمر : 25 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 18/11/2010 السٌّمعَة : 14
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة السبت أكتوبر 10, 2015 10:18 pm | |
| جزيت من الخير اكثره ومن العطـاء منبعـه لاحرمنـا البآري وإيـاك ـأوسـع جنانـه دمت بسعاده مدى الحياه
| |
|
| |
كاورو (¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
الأوسمة : عدد الرسائل : 70859 العمر : 100 الإقامة : الرمادي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 24/01/2009 السٌّمعَة : 187
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة السبت أكتوبر 10, 2015 10:42 pm | |
| بوركتن حبيباتي على المرور
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
| |
|
| |
هيمورا كينشن مشرف منتدى التسالي والطرائف
الأوسمة : عدد الرسائل : 53554 العمر : 40 الإقامة : الرمادي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 01/05/2008 السٌّمعَة : 60
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الإثنين أكتوبر 12, 2015 2:55 pm | |
| شكري وامتناني لك على جمالية انتقائك .. ربي يجزيك الخير ويبارك بجهودك الطيبة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : " العراق جمجمة العرب وكنزالرجال ومادة الامصار ورمح الله في الارض فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر " فليخسئ من يتكلم عن العراق بسوء ___ | |
|
| |
spacepower مشرف منتدى الأنمي الحديث
الأوسمة : عدد الرسائل : 50292 العمر : 35 الإقامة : spacepower الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 20/05/2009 السٌّمعَة : 94
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الإثنين أكتوبر 12, 2015 8:01 pm | |
| كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار جديدك | |
|
| |
سانـــدي بل شمس المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 11768 العمر : 27 الإقامة : ببيتي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 21/03/2013 السٌّمعَة : 12
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الثلاثاء أكتوبر 13, 2015 7:00 pm | |
| اشكُرَك الشكرَ الجَزيِل لِرَوْعَة مَجُهُوْدك لَاعَدَمَنَاك
| |
|
| |
أسمو بأخلاقي شمس المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 14584 العمر : 27 الإقامة : في وطنـــي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 09/03/2013 السٌّمعَة : 9
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الثلاثاء أكتوبر 13, 2015 7:55 pm | |
| طرح لآمس الجمآل وتسلل إلى الآعمآق
لــ يسقينآ من روعته مآ يكفي جمال في كل نآحية
شآكرة لك من القلب ودام ذوقك ينزف اعذب ما لديه بين طيات هذه الواحة
في شوق مستمر لجهدك وتميزكـ
| |
|
| |
كازوها مشرفة منتدى الأنمي القديم
الأوسمة : عدد الرسائل : 65926 العمر : 38 الإقامة : العـــراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 05/02/2009 السٌّمعَة : 48
| موضوع: رد: تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة الجمعة أكتوبر 16, 2015 12:56 pm | |
| موضوع رائع وجميل يعطيك الف عافية ويسلم جهدك | |
|
| |
| تنمية الإنتاج والاستثمار في ضوء القرآن والسنة | |
|