ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية
+6
كازوها
لحن حزين
كاورو
* بقايا روح *
صدى الآهات
شموخ العراق
10 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
شموخ العراق نجم المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 4572 العمر : 30 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 27/01/2014 السٌّمعَة : 10
موضوع: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الأحد أكتوبر 25, 2015 1:58 am
الآيتان الكريمتان -عنوان المقال- وردتا في سياق الاستدلال العقلي والعملي على وجود الخالق سبحانه وتعالى؛ إذ بيَّنتا وأكدتا أنه سبحانه هو المتصرف الأول والأخير في خلقه، وأنه لا أحد من خلقه يملك لنفسه - ومن باب أولى لغيره - نفعًا ولا ضرًا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا. فالأمر إليه من قبلُ ومن بعدُ، كما أخبر عن نفسه سبحانه بقوله: {لله الأمر من قبل ومن بعد} (الروم:4) وقال أيضًا: {ألا له الخلق والأمر} (الأعراف:54).
في الآية الأولى نقرأ قوله تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإنا الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر} (البقرة:258) هذه المحاجَّة التي جرت بين إبراهيم عليه السلام، وبين ذاك الملك الذي ادعى القدرة على الخلق والإيجاد، والإماتة والإعدام، فطلب منه إبراهيم دليلاً على دعواه، بأن يأتيَ بالشمس من المغرب، خلافًا لما جرت عليه السنن الكونية، فلم يستطع لذلك جوابًا، وأُسقط في يده؛ وأقام عليه إبراهيم الحجة البالغة، مبينًا له أن ما ادعاه في دعواه، ليس له فيه من الأمر شيء، بل ذلك لله وحده، لا ينازعه في ذلك أحد من خلقه مهما أوتي من قدرة وسلطة ومكانة.
ثم تأتي الآية الثانية، وهي قوله تعالى: {أو كالذي مر على قرية} (البقرة:259) تأكيدًا وتوكيدًا لسابقتها، لتبين أن أمر الحياة والموت ليس شأنًا من شوؤن العباد، ولا خاصية من خواصهم، بل مرجع ذلك لله وحده، لا شريك له في ذلك، ولا منازع له في حكمه وأمره.
وقد وضَّحت الآية الثانية تلك الحقيقة بمثال حسي لا يختلف في حقيقته ومضمونه عن المثال في الآية السابقة؛ فقوله سبحانه: {أو كالذي مرَّ على قرية} نظير الذي عنى بقوله سبحانه: {ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه} ففي كلا المثالين تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده، من أمر من يدعي خاصة من خصائص الألوهية والربوبية، وفيهما تبيان أن سر الحياة والموت هو من أمر الله وحده، وليس لأحد غيره في ذلك من شيء.
وقد قال أهل التفسير هنا: قوله سبحانه: {أو كالذي مر على قرية} عطف على قوله تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه} وإنما عطف قوله: {أو كالذي مرَّ على قرية} على قوله: {ألم ترَّ إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه} وإن اختلف لفظاهما، لتشابه معنييهما؛ لأن قوله: {ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه} بمعنى: هل رأيت، يا محمد، كالذي حاج إبراهيم في ربه؟ ثم عطف عليه بقوله: {أو كالذي مر على قرية} قالوا: لأن من شأن العرب العطف بالكلام على معنى نظير له قد تقدمه، وإن خالف لفظُه لفظَه.
ثم ليس ثمة فائدة هنا من الخوض في الخلاف الذي ذكره بعض المفسرين حول اسم ذلك الملك الذي حاجَّ إبراهيم في ربه، ولا في اسم ذلك الشخص الذي مرَّ على تلك القرية الخاوية على عروشها؛ إذ ليس في ذكر شيء من هذا كبير فائدة، ولو كان فيه فائدة لذكره القرآن، ولَمَا سكت عنه، وإذ لم يذكره دلَّ على أن المقصود من ذلك هو أمر أهم، ومقصد أولى بالاعتبار والالتفات إليه.
ثم إن هاتين الآيتين تقرران -إلى جانب حقيقة الموت والحياة وردهما إلى الله سبحانه- حقيقة ثانية، وهي حقيقة طلاقة المشيئة، التي يُعنى القرآن عناية فائقة بتقريرها في قلوب المؤمنين، لتتعلق بالله مباشرة، من وراء الأسباب الظاهرة، والمقدمات المنظورة. فالله تعالى فعَّال لما يريد. ولهذا ختمت الآية الأولى بقوله تعالى: {والله لا يهدي القوم الظالمين} وهذا كقوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} (القصص:56). وكذلك خُتمت الآية الثانية، بقول ذاك الرجل الذي مرت به التجربة: {أعلم أن الله على كل شيء قدير} فكانت خاتمة الآيتين تقريرًا لحقيقة المشيئة الإلهية، وأنها مشيئة خاصة به سبحانه وتعالى، دون أن يعني ذلك سلب الحرية عن الإنسان بحال.
اشكر اخي iraqi عالتوقيع الرائع
صدى الآهات صديق برونزي
الأوسمة : عدد الرسائل : 1376 العمر : 25 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 18/11/2010 السٌّمعَة : 14
موضوع: رد: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الأحد أكتوبر 25, 2015 9:08 pm
جزيت من الخير اكثره ومن العطـاء منبعـه لاحرمنـا البآري وإيـاك ـأوسـع جنانـه دمت بسعاده مدى الحياه
* بقايا روح * مراقبة قسم المنتديات الاسلامية
الأوسمة :
عدد الرسائل : 17288 العمر : 31 الإقامة : دنيا الاحزان الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/03/2013 السٌّمعَة : 40
موضوع: رد: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الأحد أكتوبر 25, 2015 9:40 pm
بارك الله فيك وبجهودك
المباركة القيمة أسال لك التوفيق والسداد
وأن يجمعنا الله ويبقينا على الود والمحبة والإخاء
وان يجزيك خير الجزاء
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
كاورو (¸.•'´* كبرياء العراق*`'• .¸)
الأوسمة :
عدد الرسائل : 70859 العمر : 100 الإقامة : الرمادي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 24/01/2009 السٌّمعَة : 187
موضوع: رد: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الأحد أكتوبر 25, 2015 10:16 pm
انتقاء مميز حبيبتي ربي يسلمك النا ويحميك ويستخدمك ولا يستبدلك لخدمة هذا الدين
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
لحن حزين صديق ذهبي
الأوسمة : عدد الرسائل : 2498 العمر : 25 الإقامة : العراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 27/01/2014 السٌّمعَة : 17
موضوع: رد: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الأحد أكتوبر 25, 2015 11:20 pm
موضوع ممتاز سلمت يمناك على هذا الجهد المبذول بارك الله فيك وبكل مامساعيك لتوفير لنا الجديد والمفيد
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا
كازوها مشرفة منتدى الأنمي القديم
الأوسمة :
عدد الرسائل : 65926 العمر : 38 الإقامة : العـــراق الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 05/02/2009 السٌّمعَة : 48
موضوع: رد: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الثلاثاء أكتوبر 27, 2015 7:03 pm
يعطيك ربي العافية اختي الغالية على موضوعك الرائع وجهودك الاروع
عدد الرسائل : 53554 العمر : 40 الإقامة : الرمادي الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 01/05/2008 السٌّمعَة : 60
موضوع: رد: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الأربعاء أكتوبر 28, 2015 1:02 pm
شكري وامتناني لك على جمالية انتقائك .. ربي يجزيك الخير ويبارك بجهودك الطيبة
قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : " العراق جمجمة العرب وكنزالرجال ومادة الامصار ورمح الله في الارض فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر " فليخسئ من يتكلم عن العراق بسوء ___
spacepower مشرف منتدى الأنمي الحديث
الأوسمة :
عدد الرسائل : 50292 العمر : 35 الإقامة : spacepower الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 20/05/2009 السٌّمعَة : 94
موضوع: رد: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية الخميس أكتوبر 29, 2015 2:31 pm
كالعادة ابداع رائع
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بانتظار جديدك
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه...أو كالذي مر على قرية