| نعرض فيما يلي بعض الصور من حج 2010 ونتذكر روعة هذه العبادة وفوائدها وكيف ينسجم المؤمن مع النظام الكوني.... |
الحج عبادة رائعة مليئة بالعبر والفوائد، وفي هذا العام 2010 يجتمع أكثر من أربعة ملايين مسلم في صعيد واحد، في مشهد مهيب يدل على عظمة هذا الدين وسرعة انتشاره ونموه، حيث يؤكد الباحثون أن الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً على مستوى العالم.
صورة الحج والذي يمثل أكبر تجمع على وجه الأرض. ملايين الحجاج يجتمعون في نفس المكان ونفس الزمان ويقومون بنفس العبادات ويمارسون نفس الشعائر... ألا يشهد هذا التجمع المنظم على صدق رسالة الإسلام؟
صورة للطواف حول الكعبة بالتصوير البطيء، حيث يطوف المسلمون حول الكعبة المشرفة بنظام شديد الدقة يشبه النظام الذي تدور به النجوم حول مركز المجرة، هذا التماثل يؤكد أن المؤمن ينسجم في عبادته مع نظام الكون.
صورة لإحدى المجرات تحوي مليارات النجوم جميعها تدور بشكل يشبه بل يكاد يطابق طواف المؤمنين حول الكعبة. وربما نجد في هذه الصورة رداً على أولئك المشككين الذين يدعون أن الطواف حول الكعبة لا فائدة منه.
فالمؤمن الذي يطوف حول الكعبة يمارس رياضة المشي وهي من أهم أنواع الرياضة، ويمارس رياضة التأمل والخشوع وقد أثبت العلماء الفوائد الطبية والنفسية لهذه الرياضة. كذلك فإن الحالة النفسية للمؤمن أثناء الطواف تكون هادئة ويكون مطمئناً وهذا طريق سهل لعلاج الاكتئاب والحزن.
منظر الوقوف بعرفة من المناظر الرائعة... هذه الوقفة للمؤمنين لممارسة التأمل والخشوع والدعاء ومراجعة النفس وأخطاء الماضي وطلب المغفرة من الله تعالى، إنها لحظات تفريغ الشحنات السلبية التي تراكمت خلال سنوات طويلة!
لابد أثناء رحلة الحج من بذل بعض الجهد، ومن المعروف أن رياضة التسلق مفيدة لعضلة القلب وتزيح الهموم وتشعر الإنسان بالراحة والطمأنينة وتشعره بالقوة أيضاً، وهذا ما نحتاجه على الأقل مرة بالعمر!
السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج ومن العبادات الرائعة حيث يتذكر المؤمن سعي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وأصحابه والتابعين من بعده، ويمارس رياضة ضرورية جداً لعلاج أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكري... إنها رياضة المشي.
الصلاة من العبادات الرائعة، فهي مريحة للنفس ومفيدة لعلاج آلام العمود الفقري والتهاب الأعصاب، ويؤكد الباحثون أن المحافظة على الصلوات الخمس تقي من الشيخوخة المبكرة وكذلك تساعد على بقاء الجسم في حالة نشاط، وعبادة الحج مليئة بالذكر والدعاء والصلاة.
الاقتراب من الكعبة المشرفة يشعر المؤمن براحة نفسية لا يمكن وصفها أو التعبير عنها، فهي القبلة وإليها تهفو القلوب والمؤمن يحنّ إلى هذه الكعبة وكأنها وطنه الأم، وهذا الإحساس يعالج كثيراً من الاضطرابات النفسية، ومن لم يقتنع فليجرب وسوف يرى أكثر من ذلك!
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم هذه العبادة بإخلاص وأن يتقبل الله من الجميع، يقول تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) [الحج: 197].
ــــــــــــ