السلام عليكم
اليوم سأحكي قصة
شيخ كبير كعب بن مالك رضي الله عنه
وتخلفه في أخر غزوات النبي[ص] غزوة تبوك
أذن النبي[ص] للناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم وجمع منهم نفقات لتجهيز الجيش حتى بلغ عدد جيش تلاثين ألفا وكان عدد المسلمين كبير وذهب كعب الي السوق حتى يشتري جهازه تم لم يشتري قال سأعود غدا فعسر عليه أمره قال سأعود غدا حتى مضت أيام وتخلف عن رسول[ص] حتى وصل رسول إلي تبوك إذا هو يفقد رجل ممن شهدوا بيعة العقبة تم عاد رسول[ص]من غزوة تبوك
تم ذهب كعب الي رسول[ص] قال عرفت اني لا أنجو إلا فصدق فدخل على النبي[ص] فبدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين تم جلس للناس وجاءه كعب فلما سلم عليه نظر إليه النبي[ص] تم تبسم تبسم المغضب تم قال له تعال فأقبل كعب يمشي اليه فلما جلس بين يديه قال له ما خلفك ألم تكن قد أبتعت ظهرك قال بلى قال له فما خلفك قال له ما كان لي من عذر فالتفت النبي [ص] الي أصحابه وقال أما هذا فقد صدقكم الحديث فقم حتى يقضي الله فيك
فقام كعب يجر خطاه وخرج من المسجد مهموما مكروبا لايدري ما يقضي الله فيه تم قال هل لقي هذا معي أحد ؟
قالو نعم رجلان هما مرارة بن الربيع وهلال بن أمية تم مضي كعب حزينا تم أجتنبه الناس وتغيروا له حتى أذا خرج إلي السوق لم يكلمه أحد وتنكر له الناس أما صحابه في بيوتهما يبكيان وكان يخرج يشهد الصلاة مع المسلمين ومضت أيام ولم يكلمه أحد حتى السلام لم يردوا عليه وهو رجل شريف في قومه بل هو من أبلغ الشعراء
تم جاء رجل نصراني جاء من الشام يقول هل يدلني أحد على كعب تم دلوه عليه فناوله صحيفة من ملك غسان تم فتح كعب الرساله تم قرأها تم تقول أن صاحبك قد جفاك وأقصاك فالحق بنا نواسك
تم قال قد طمع في أهل الكفر وهذا أيضا من البلأ والشر ولم يستجب له كعب ولم يفلح الشيطان في زعزعته
ومضت أيام تتلوها أيام حتى أنقضى شهر كامل وكعب على هذا الحال
فلا الرسول [ص]يمضي ولا الوحي بالحكم يقضي فلما أكتملت أربعون يوما
فأذا رجل يأتي من النبي [ص]بخبر يقول له رسول[ص]أن رسول الله يأمرك أن تعتزل أمرأتك
قال أطلقها أم ماذا
قال لا و لكن أعتزلها لا تقربها
فدخل كعب على أمراته وقال ألحقي بأهلك حتى يقضي الله في هذا الأمر
ومرت أيام تقيلة على كعب وهو وحيد في اليبت لا أحد يجالسه ومضت عليه خمسون ليله وفي الليله الخمسين نزلت توبتهم على النبي[ص] ثلث الليل
فقالت أم سلمة يانبي الله ألا نبشر كعب
قال :إذا يحطمكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليلة
فلما صلى النبي[ص]الفجر أذن الناس بتوبة الله على كعب
فانطلق الناس يبشرونه
قال كعب كنت قد صليت الفجر على سطح بيتنا
فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت
أذ يسمع صوت صراخ على جبل سلع يقول يا كعب بن مالك أبشر فخر ساجدأ وأقبل عليه رجل يقول ليهنك توبة الله عليك
و أنطلق إلي رسول فتلقه الناس حتى دخل المسجد وسلم على رسول الله وهو يبرق وجهه من السرور
تم قال كعب أن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلي الله وإلي رسوله
فقال الرسول[ص]أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك
فقال كعب إن الله إنما نجاني بالصدق وأن من توبتي ألا أحدت إلا صدقا مابقيت
نعم تاب الله على كعب وصاحبيه
بسم الله الرحمن الرحيم
[لقد تاب الله على النبى والمهجرين والأنصار اللذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ماكاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم(١١٧)وعلى الثلثة اللذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ] سورة التوبة ١١٧_١١٨