السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ عقل الإنسان يتعايش مع الأحداث دون أن يفصل بين الواقع والخيال من خلال القراءة،
فيتعلّم من التجارب التي تمر عليه، فتتحفّز الخلايا العصبية لتختبر الأحاسيس التي يمر بها؛
فالروايات مثلاً قادرة على إدخال الأحاسيس التي تمر على القارئ وكأنها واقع والأفكار والتجارب
لتثري العقل بحيوات لم يعشها الإنسان حقاً.
قد تم الكشف من خلال دراسات علميّة مثبتة أنّ الكتب المسموعة قادرة على تحفيز الإنسان،
فيكفي أن يستمع لحدث مثير حتى يرتفع منسوب الأدرينالين في جسده، أو أن يستمع لوصف
لمذاق الليمون مثلاً حتى تتحفّز خلايا اللعاب في فمه، ليسيل وكأنه قد رأى الليمون بالفعل، ويعدّ
هذا تمرين مفيد جداً للعقل.
كلما بدأت القراءة بسنٍّ أبكر كان لها آثار إيجابية واضحة على الإنسان، وتزيد من عاطفة
الإنسان وتسمو به، وتزيد من وعي الفرد وقدرته على تفهّم الأمور وتقبّل الاختلاف، وغالباً ما تضمن للإنسان حياةً أفضل وتهبه القدرة على التركيز وحل المشكلات وتفهّم
الأفكار المعقّدة، وتسهيل التفكير، وجعله عملاً أكثر مرونة، وتسهل اتخاذ
القرارات على الإنسان القارئ، وفهم الأحداث السياسية والعالمية، وتسهّل اتخاذ الأصدقاء،
وتدبير المال، وإدراة المصروفات، وهي المفتاح لتطوير المهارات وتطوير
الذات والرقيّ بالنفس البشرية، ودافع للتعلّم الذاتي.
أثبت هذا بالأبحاث العلميّة المحكمة؛ حيث إنّ قراءة رواية بلغة جديدة تُعزّز العقل بشكلٍ ملحوظ، فيؤدّي ذلك إلى نموٍّ ملحوظٍ في القشرة المخية وارتفاع في مستويات متعدّدة في العقل.
القراءة تحفّز العقل، وتخلق الكثير من التجارب، لكن ومن التجربة تم إثبات أن القراءة الأدبية بالتحديد تكسب العقل العديد من الوظائف المعرفية، وفي الوقت نفسه فإنّ مُتعة القراءة تضاعف تدفق الدم في مناطق عديدة من الدماغ البشري، وثبت أيضاً أن دراسة الرواية الأدبية والتعمق في التفكير بقيمتها من الأعمال الفعالة للعقل.
بالقراءة والمطالعة يبدأ الدماغ بالعمل على تحويل الكلمات التي يقرؤها إلى صورٍ متخيلة لعوالم خاصة للفرد، فكثيراً ما تسمع القارئ يقول عن فيلم سنمائي أخذ عن قصة قرأها أن الفيلم لم يرتقِ لجمال القصة، لأنه وبكل بساطة شكّل صوراً مُبهرة وجميلة لهذه القصة في عقله قد لا يرتقي لها فن التصوير مع كل هذا التطور الذي نشهده.
هذا الكتاب الذي علينا أن نزين ونغذي به عقولنا وليس فقط رفوف مكتباتنا ....
اتمنى ان تستفيدوا منه
مع السلامة