أن أعيش في جزيرة بعيدة
هذا ماتمنيته يوما ..
أن أعيش بعيدا عن كل هذه الضوضاء والفوضى
بعيدا عن ألسن الناس وأعينهم التي لاترحم ولاتدع أحداً في شأنه
بعيدا عن الأخبار المُفزعة في كل مكان
حيث لا أسمع إلاَّ ماأُريد
ولاأرى إلاَّ ما أشاء
هذه الأمنية لعلها غريبة ولكنها ليست غاية في الغرابة !!!
ألم تخطر هذه الفكرة ببال أحدكم يوماً ؟؟
ألم يتمن أن يبتعد عن كل حياته يوما ؟؟
غدونا نعيش في جو مُلَوَّث بالحروب والتعصب والتطرف
أصبحنا في زمن لم يعرف فيه كثير من الإنسان معنى الإنسانية والرحمة ..
نعيش حياة الغاب
حيث الأقوى يلتهم الضعيف
أشخاص لايحكمهم دين ولا مبادئ
دينهم المال والسلطة
فالبعض يلتهم الآخرين لفقره لعله يُحَصِّل المال
والبعض يلتهم من ثرائه طمعا أن يُمسي فرعون أو قارون
والضعفاء صامتون لايُحرِّكون ساكناً يسيرون بجانب الطريق لعلهم يسلمون من الأذى
والأُباه يُجاهدون وحدهم ومامن سامِع لهم
فكيف عساهم يُنجِزون ومامن يد تُصفق وحدها ؟؟
هم لايُنجِزون انجازاً جَلِيّاً ليس لأنهم وحدهم فقط
بل لأنهم أيضاً قِلَّة في وجه الطُّغيان يُحاربون الإعصار وحدهم ..
لعل الهروب والبعاد ليس حلا
ولكن ماهو البديل الآخر ؟؟
أن يُحَرِّر الناس أنفسهم من الاستُعْباد
و يُبْعدوا أيديهم عن آذانهم
ويُطْلِقوا العنان لعقولهم
ويسمعوا صوت المؤذن مُكبِّراً بأعلى صوته : "الـــــــــــلــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــــر"..
" الــــــــــــــــلــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــــــــــــــر "
بها يزول جبروت الجبابرة
وبها يُقوى الضعيف
وبها يكتفي عُبَّاد الأموال
لأنهم حينئذ سيعلمون
أن فوقهم إله أكبرمنهم قاهر جبار لا تُضَاهيه قوة في الوجود
إله قادر على الجبابرة
رازق لعباده
ناصر للحـــــــــــق
بيده الأرواح لايقبّضُها غيره ...