كيف تثبت شخصيتك
يسعى الجميع إلى امتلاك شخصية قوية ومستقلة، كما أن الجميع في حالة بحث مستمرة عن الطرق التي تساعد على الوصول لذلك، حيث إنّ الشخصية القوية هي علامة التماسك أمام الآخرين، وبالتالي بدأت الدراسات تتوالى من أجل التوصل إلى الطرق التي تساعد الناس على تكوين الشخصيات القوية والمتماسكة، كما أن الأمر يكون بحاجة إلى القليل من الصبر، والتعاون.
مفهوم الشخصية
لقد أعطى الله لكل إنسان الشخصية وهي هبة منه، حيث إنّ الشخصي هي المنفذ إلى العالم الخارجي، كما أنها هي الأسلوب والطرق والانطباع الذي يأخذه الآخرين عنك، لذلك وجب أن تم معرفة كيفية التعامل مع الشخصية، وكيفية محاولة إثبات الشخصية أمام الآخرين، كما أن بعض المحللين والدارسين يعتقدون أن الشخصية مثل البصمة، فلا يمكن أن يتشابه اثنان في البصمة الواحدة، وبالتالي لا يمكن أن يتشابه اثنان في الصفات والشخصية، وبالتالي يمكن القول أن الشخصية هي المحرك الديناميكي الذي يحرك الإنسان، فإن صلح هذا الحرك صلح الإنسان في كافة مجالاته.
كما أن بعض الباحثون عرفوا الشخصية على أنها، مجموعة من الصفات العقلية، وبعض الصفات الجسمية التي تتحرك بناءً على الصفات العقلية، كما أن هناك بعض الصفات الانفعالية والاجتماعية أيضاً، والتي تميز الفرد عن غيره من الأشخاص الآخرين، والشخصية هي الممثل الأساسي للفرد، وهي الطريق من أجل تفسير التصرفات التي يقوم بها الإنسان، وبالتالي يمكن أن نستخلص أن الشخصية هي مجموعة الصفات التي تعطي الأوامر للصفات الجسمية من أجل التحرك.
الأسس التي تقوم عليها الشخصية
الاهتمامات
من أهم الأمور التي لا يمكن عزلها عن الشخصية، موضوع الاهتمامات، حيث إنّ جميع باحثو علم النفس والاجتماع توصلوا إلى أنه لا يمكن أبداً تقسيم الاهتمامات إلى عوامل وراثية أو عامل لها علاقة بالأسرة، وبالتالي فإن الشخصية هي تحصيل حاصل لمجموعة الخبرات التي تعرض لها الإنسان خلال حياته، كما أنها من الممكن أن تعتمد على جنس الفرد، حيث إنّ الميول والاهتمامات للذكر تختلف عنها للأنثى، كما أن المستويين الاجتماعي والاقتصادي لعبان دوراً مهماً في هذا الأمر، حيث إنّ العامل الاقتصادي يؤثر بصورة كبيرة على الاهتمامات، حيث إنّ الاهتمامات التي يهتم بها الأشخاص ذوي المستوى الاقتصادي العالي تختلف عن تلك التي يهتم بها ذوي المستوى الاقتصادي المتدني.
وهناك مجموعة من الأسئلة التي يمكن من خلال الإجابة عنها معرفة مدي جوانب الاهتمام لديك، وهي الآتي:
1. ما هي الوظيفة التي تعتبر الأفضل لديك، والتي تشعر بأنها متناسبة مع طموحاتك وإمكانياتك الشخصية؟
2. ما هي الوظيفة التي من الممكن أن تؤديها وأنت تشعر بمتعة كبيرة خلالها؟
3. ما هي المواد الدراسية أو العلوم المحببة على قلبك، والتي تشعر من خلال القيام بها بإمكانية شغل وقت فراغك؟
الطباع
تعتبر الطباع المكون الثاني لشخصية الإنسان، كما أن الطباع تعتبر من الأمور التي تستطيع وضع الخطوط العريضة على شخصية الإنسان، وهي التي تعطي الآخرين الطباع الأولى لدى رؤية الشخص والتحدث إليه، كما أن الطباع هي التي تميز كل شخصية عن غيرها، ويمكن أن يقوم الشخص بتطوير طباعه من خلال التعرف على بعض القدرات والمهارات الجديدة واستبدالها بالمهارات القديمة، كما أن الطباع يمكن تطويرها من خلال الاختلاط بالآخرين، ومن خلال زيادة الخبرات بشكل عام، كما أن كل إنسان يعتبر المسئول الأساسي عن تطير ذاته وقدراته بنفسه.
طريقة بناء شخصيتك
يجب أن يلازم الإنسان دوماً يقين دائم بأن له هدفاً في الحياة، وبأن الله سبحانه وتعالى قد خلقه من أجل أداء رسالة سامية، وهي إعمار الأرض، وبالتالي عليه أن يحاول السعي لتحقيق هذا الأمر.
ضع هدفاً نصب عينيك
يجب أن يحاول الإنسان التشبث بالأمور التي يمكن من خلالها أن تظهر شخصيته للجميع، وهذه الأمور التي ينظر إليها الإنسان ويتشبث بها هي أهداف الحياة، فيجب أن يبتعد الإنسان عن النظر إلى الأمور التفصيلية البسيطة، لأنها تجعل الحياة عبثية، كما أن العيش في الحياة بدون هدف يجعل من الحياة حياة عبثية، وتعيش الإنسان كأنه في دوامة من الأفكار.
تحمل مسؤولية نفسك
يجب أن يكون الإنسان مخلصاً لنفسه بالدرجة الأولى قبل أن يكون مخلصاً مع الآخرين، والإخلاص مع النفس يكون من خلال تحمل مسئولية نفسه، ويكون تحمل مسئولية النفس من خلال السعي بها نحو الأفضل، كما أنها تكون من خلال محاولة إبعاد النفس عن الأمور التي قد تقودها نحو الأسوأ، كما أن النفس واجبة على أن تغير كل الأمور السلبية التي تعيق تطوير النفس والشخصية.
ازرع في داخلك الإرادة الحيّة
يجب أن يبقي الإنسان إرادته حية، حيث إنّ الإرادة الحية تعمل على إيقاظ الرغبة في داخل كل فرد، وبالتالي إمكانية زيادة الإنتاج، والمساهمات من قبل كل فرد، ويجب ألا تكل مهما تعرضت للتعب والفشل.
عوّد نفسك على المثابرة والإصرار
من الجيد أن يقوم الإنسان بتعويد نفسه على المثابرة والإصرار، كما أن هذه الأمور كفيلة بأن تجعل الإنسان يصل إلى مبتغاه ومراده، حيث إنّ الإنسان يجب أن يستغل جميع قدراته العقلية، وذكاؤه من أجل الوصول إلى المراد والهدف المطلوب.
نمّي قدرتك على التحمل
من أهم الأمور التي تتحلى بها الشخصية هي القدرة على التحمل، كما أنها هي الطريق الأفضل من أجل تخطي جميع العقبات التي قد تحدث أمام لشخص، وخلال حياته وأداء أعماله، كما أن القدرة على التحمل تجعل من الشخص أكثر هدوءً، كما أنها تعمل على ضبط انفعالاتك أمام الآخرين.
ركّز على قوة الرسالة الإيحائية في بناء الشخصية
الرسائل الإيحائية هي مجموعة الإشارات التي تنتج من العقل الباطني، كما أن الإنسان لابد أن يهتم بهذه الرسائل لأنها تعمل على إخراج جميع ما بداخل الإنسان من طاقة مكبوتة، ولابد من الأخذ بها بعين الاعتبار سواء أكانت سلبية أم إيجابية، فهي من الأمور التي تساعد بشكل كبير على بناء الشخصية وثبيتها وتقويتها، كما أنها تساعد كثيراً على تخطي العقبات التي يمر بها الشخص.
ومن أجل معرفة كيفية الاستفادة من الرسائل الإيحائية التي يمر بها الشخص، والتي تمكنك من تحويل هذه الرسائل إلى أمور أكثر ثقة وواقعية، يمكنك اتباع مجموعة من النصائح، التي يجب ألا تفارق مخيلتك، وهي:
1. أن تعلم بأنك تملك من الإرادة ما يكفي لأن تقدم الكثير الكثير، كما أنك تملك من الصبر والعزيمة الكثير الذي يشجعك على الاستمرار في العمل دون تراجع.
2. ليس أمراً خطيراً التعرض لبعض المصاعب والمشاكل أثناء الحياة، حيث إنّ الأهم هو أن تستطيع النهوض من جديد، والمتابعة من النقطة التي توقفت بها.
3. يجب أن تكون هادئاً من أجل القيام بجميع الأعمال الموجهة إليك، حيث إنّ العصبية من شأنها أن تعيق الكثير من الأعمال.
4. يجب أن يحاول الإنسان دوماً أن يبحث عن طريقة لتحقيق حلمه، وأن يحاول ضبط انفعالاته من أجل تخطي العقبات بثبات أكثر.
5. يجب ألا يهتم الإنسان إلى الانتقادات التي يتعرض لها، كما أنه يجب أن ألا بفكر فيها، لأنها ستنعكس بصورة سلبية على حياة الإنسان، كما أنها ستكون إحدى أهم المعيقات التي ستعيفه من أداء مهامه.