يحكي أن ضفدعا كان يستعد لعبور نهر من ضفة إلي أخري, وبينما هو يستعد لذلك, إذ به يجد عقربا يقول له: هل تساعدني في عبور النهر معك؟
فقال له الضفدع ببراءة: ولماذا لا تستطيع أنت الاعتماد علي نفسك وتعبر بمفردك؟
فأجابه العقرب: أنا لا أعرف العوم, ولكي أعبر النهر يجب أن تحملني فوق ظهرك حتي نصل سويا.
فقال الضفدع وقد بدأ يشك في الأمر: ولكنك مشهور بأنك تلدغ كل من تقابله, فهل يعقل أن أسلمك ظهري وجسمي كله, وأين؟ في النهر؟.. لو لدغتني في ظهري سأموت وأغرق, وستغرق معي.
فأجابه العقرب بثقة: لست غبيا لأفعل ذلك, فحياتي بيدك, ولو لدغتك, سنغرق معا!
فاقتنع الضفدع بصدق العقرب, ووافق أخيرا علي مساعدته, وتسلق العقرب ظهر الضفدع وبدءا سويا في عبور النهر, ولكن في منتصف الطريق, فوجيء الضفدع بالعقرب يغرس ذيله السام في ظهره أثناء العوم, فخارت قوي الضفدع, وبدأ الاثنان يغرقان تدريجيا, وسأله الضفدع وهو يبكي: لماذا فعلت ذلك؟ ألم أقل لك إننا سنغرق معا لو لدغتني؟ فأجابه العقرب: يا عزيزي.. أنا عقرب, وأنت تعرف ذلك, ولو لم ألدغك وأخدعك, لما استحققت أن أكون عقربا!
وغرق الاثنان, ولم يستفد العقرب من غرقه, سوي أنه أثبت أنه عقرب, يندم من يصدقه, ويخسر من يثق فيه, ويغرق من اعتمد علي صدق كلامه ووعوده!
.. انتهت الحكاية!
......
.. وهكذا, فحياة كل منا بها عقارب كثيرة, تكذب, وتخدع, وتلدغ, وتؤذي, وتقتل, بل وتنتحر من أجل ذلك, فهذه هي مهمتها الوحيدة في الحياة, وهي عاجزة أن تفعل غير ذلك!
وإذا كنت ضفدعا.. لا تخجل من طيبتك.. ولكن المهم ألا تلهو يوما مع العقارب التي اتخذت من أذي الآخرين.. مهنة وحياة!