ما زالت الأهرامات المصرية الشامخة دليل على عظمة حضارة لم تشهد البشرية لها مثيل ورغم مرور آﻻف السنين ما زالت لغز شيق ملىء بالغموض الذى يحير العلماء ويثير التساؤﻻت والإعجاب، كيف تم بنائها وكيف استطاعت الصمود لأﻻف السنين وماذا بداخلها !!
جرت العديد من المحاوﻻت لإستكشاف المحتويات الداخلية للأهرام لكنها لم تكتمل أو باءت بالفشل لتعطل أجهزة الروبوت قبل الوصول لهدفها ولكن هذا ليس موضوعنا فى هذا المقال بل موضوعنا عن نظرية بناء الأهرامات من عدة مصادر من علماء و باحثين و الأهم من القرآن الكريم.
حاول الكثيرون عبر التاريخ إستنتاج كيف تم بناء هذه الأهرام التى تتكون من أحجار ضخمة تزن عشرات الأطنان تم رفعها كل هذا الإرتفاع فى زمن لم يكن فيه تكنولوجيا العصر الحديث من معدات ثقيلة .
لك أن تتخيل أن وزن الحجر الواحد من 2 طن الى 15 طن و أن وزن حجر الجرانيت فوق حجرة الملك فى الهرم الأكبر يصل إلى 70 طن !!
كيف تم رفعها وكيف تم تحريكها بالشكل المناسب بحيث تمنع الفراغات بين الاحجار وبعضها حيث كانت الطريقة المستخدمة لتماسك الأحجار ببعضها هى طريقة تفريغ الهواء وهى طريقة هندسية معروفة وليس الأسمنت كما نستخدم حاليا.
يرى بعض المحللون أن أحجار الهرم تم نقلها من دول وادى النيل عبر النيل باستخدام المراكب وتم جرها لأعلى الهرم باستخدام قوة البشر والخيول على زﻻجات فوق مصاعد رملية منحدرة تدريجيا ودللوا على ذلك بالرمال حول الهرم أنها كانت تستخدم كمصاعد متدرجة وهو شىء غير منطقى لعدم وجود أى دليل على وجود مراكب ضخمة تستطيع نقل مثل هذه الأحجار أو قدرة على نقلها لأعلى بواسطة البشر أو الخيول.
التفسير الأقرب هو أن الرمال فعلا كانت تستخدم لصناعة طرق متدرجة للأعلى ليصعد عليها العمال ولكن هذه الأحجار تمت صناعتها فى اقرب مكان لها أو مكانها المطلوب.
حيث يُصب الطين المعدل ببعض المواد الكيميائية المركبة فى قوالب ثم يتم إشعال النار عليه حتى يتحول إلى حجر بالشكل المطلوب حيث برع الفراعنة فى علم الكيمياء، وهو ما يشبه طريقة صنع الطوب حاليا من الطين لكن كانت طريقة اكثر تقدماً تعد من أسرار الفراعنة.
وهذا ما توصل إليه علماء الآثار عام 2006 مثل البروفيسور الفرنسي David ovits عندما تم تحليل عينة من أحجار الأهرام وتم نشر البحث فى كل المجلات ذات الصلة.
الدليل من القرآن الكريم:
ولعل اهم دليل على صدق كلامى هو قوله تعالى فى سورة القصص آية 38:
(وقال فرعون يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فأجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لآظنه من الكاذبين)
فيما معناه فى الآية الكريمة يطلب فرعون من الوزير هامان أن يشعل النار على الطين ليصنع له صرحاً والصرح هو مكان مرتفع غالبا مكون من برجين كما هو الحال فى واجهة المعابد الفرعونية.
أى أن الصروح والأماكن الكبيرة عند الفراعنة كانت تتم صناعتها من الطين والنار ويعتقد أن تحولها لأحجار يتطلب بعض المواد الكيميائية وهو علم برعوا فيه أيضا.
وهو التفسير الأكثر منطقية حيث انه ﻻ يتطلب جر أو رفع أحجار ضخمة بل نقل الطين وبعض المواد المستخدمة للبناء فقط للأعلى.
توصل بعض الباحثين أيضا إلى تفسير مشابه حيث يعتقدون أن قاعدة الهرم من الحجر الصخري لكن البقية أحجار طينية معدلة كيميائياً .
لكن إلى الآن لم يصل أحد لكشف سر صناعة هذه الأحجار أو المواد الكيميائية المستخدمة لتبقى سراً وليستمر الغموض والإعجاب بحضارة لا مثيل لها .