يمكن أن يحدث التهاب المفاصل في أية مرحلة عمرية، وهو يُعد أحد أكثر المشاكل الطبية شيوعاً في الولايات المتحدة، حيث يصيب واحداً من كل سبعة أشخاص، وثمة أكثر من(100) نوع من حالات التهاب المفاصل؛ تختلف أسبابها وأعراضها وطرق علاجها.
التعريف بالتهاب المفاصل:
هو التهاب في غشاء المفاصل يتسبب في حدوث درجات متفاوتة من الألم، ويقيد حركة المريض، حيث يكون له تأثير على الأنشطة الطبيعية التي يقوم بها الشخص، ويمكن أن يكون الالتهاب جرثومياً، أو ناتجاً عن سبب آخر معروف أو مجهول، وقد يصيب مفصلاً أو أكثر.
أبرز أنواع التهاب المفاصل:
1 - التهاب المفاصل الروماتيزمي: يعد هذا المرض من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً في العالم، وتتطور هذه الحالة بين سن العشرين والخمسين.
الأسباب:
ينجم هذا الشكل من أشكال التهاب المفاصل - على الأرجح - عن مهاجمة الجهاز المناعي لنسيج بطانة المفصل.
الأعراض:
- ألم وتورم في المفاصل الصغيرة لليدين والقدمين.
- وجع أو تيبس عام خاصة في الصباح وبعد فترات الراحة.
- تورم وألم وسخونة في المفاصل في بداية النوبة.
مدى الخطورة:
يعد هذا النوع من أكثر أنواع التهاب المفاصل إضعافاً للمفصل، فغالباً ما تسبب هذه الحالة تشوهاً في المفاصل، وربما تؤدي إلى ارتفاع في الحرارة، يصحبهما فقدان لقوة العضلات المرتبطة بالمفاصل المصابة، وغالباً ما تكون هذه الحالة مزمنة، مع أنها قد تظهر وتختفي.
2 - التهاب المفاصل المعدي:
الأسباب:
تحدث الإصابة نتيجة للعدوى، وتشتمل العوامل المعدية على بكتيريا وفطريات وفيروسات، وقد تنجم عن مضاعفات لأمراض متناقلة جنسياً. وفي بعض الأحيان يكون المفصل هو الموضع الوحيد المصاب بالعدوى من الجسم، برغم أنه في حالات أخرى تحدث عدوى المفصل كجزء من عدوى أشمل تصيب عدة أجزاء من الجسم مثلما يحدث في مرض(لايم).
الأعراض:
- ألم وتيبس في أحد المفاصل.
- احمرار وتورم ودفء في الأنسجة المحيطة بالمفصل.
- قشعريرة وارتفاع في الحرارة وضعف أو إرهاق.
- غثيان.
- احتمالية حدوث طفح جلدي. مع العلم أن هذه الأعراض لا تكون حادة ولا تدوم طويلاً.
مدى الخطورة:
إذا لم تعالج هذه الحالة فقد تتلف العظام والمفاصل وما يحيط بهما من أنسجة تلفاً تاماً، وقد تحتاج الحالات الشديدة من تلف المفصل إلى جراحة لإعادة بناء المفصل.
وفي معظم الحالات؛ يؤدي التشخيص والعلاج الفوريان لعدوى المفصل إلى شفاء سريع وتام، وقد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي لضمان استعادة حركة وقوة المفصل.
3 - الالتهاب العظمي المفصلي(خشونة المفاصل):
نادراً ما تحدث هذه الحالة قبل سن(45) عاماً، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بها، وأما أكثر المفاصل تعرضاً لهذا المرض فهو مفصل الحوض، يليه مفصل الركبة.
الأسباب:
هناك ستة عوامل أساسية تسهم في زيادة فرصة الإصابة بهذه الحالة:
1 – الجنس؛ حيث الإصابة عند الإناث أكثر منها عند الرجال.
2 - الفترة العمرية بعد سن الخامسة والأربعين.
3 - إصابات المفاصل نتيجة جهد جسدي أو إصابات الرياضة.
4 - البدانة.
5 - عوامل وراثية(وتتضمن إصابة الغضاريف وضعف المفاصل).
6 - الأمراض التي تغير من طبيعة تكوين الغضاريف.
الأعراض:
- ألم في المفصل بعد استعماله. - تورم وقلة مرونة في المفصل.
- انزعاج في المفصل قبل تغير الطقس أو أثناء تغيره.
- أوجاع شائعة مع احمرار ودفء في المفصل أحياناً.
- كتل عظمية عند مفاصل الأصابع.
مدى خطورة المرض:
لا يعد هذا المرض خطيراً في العادة، ولكنه لا يزول؛ مع أن الألم قد يظهر ويختفي، وهناك طرق لتخفيفه فقط لا إزالته – كالعقاقير المسكنة والماء البارد والدافئ -، وتتمثل عواقب هذا النوع من التهاب المفاصل في تعطّل المفصل في حالات نادرة، ومن شأن مفاصل معينة كمفصل الفخذ والركبة أن تتدهور حالتهما لدرجة الحاجة إلى جراحة تبديلية، ويؤدي عامل السن دوراً أساسياً في ذلك.
4 – النقرس: أكثر ما يصيب هذا المرض الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الأربعين عاماً.
الأسباب:
ينتج هذا المرض عن تكوّن بلورات من حمض اليوريك في المفصل.
الأعراض:
- ألم حاد يصيب فجأة مفصلاً واحداً، غالباً ما يقع عند قاعدة الإصبع الكبير.
- تورم واحمرار.
مدى الخطورة:
تسبب هذه الحالة نوبة حادة يمكن علاجها بفعالية، بعد انتهاء النوبة يعود المفصل عادة إلى حالته الطبيعية، غير أن النوبات قد تتكرر، وقد تتطلب علاجاً وقائياً لتخفيف مستويات حمض اليوريك في الدم.
5 - التهاب المفاصل الروماتويدي:
هو عبارة عن التهاب مزمن يصيب المفاصل في أجزاء الجسم المختلفة بصورة متوازية في الجانبين الأيمن والأيسر، ويؤثر في أغلب الأوقات على المفاصل الصغيرة لليد. ويتسبب هذا الالتهاب بإتلاف الغشاء الزلالي الذي يربط بين العظام والمفاصل، ويعد أحد أهم أنواع التهابات المفاصل المسببة للإعاقة. ويصيب هذا المرض النساء أكثر من الرجال، وفي كل المراحل العمرية، لكن تحدث الإصابة بالمرض بصورة أكبر بين عمر الثلاثين والخامسة والأربعين.
الأسباب:
سبب هذا المرض غير معروف، ولكنه يعزى إلى خلل في جهاز المناعة، إذ تقوم بعض خلايا المناعة المنوط بها مهاجمة الميكروبات، بمهاجمة الخلايا المبطنة للمفاصل خطأ.
الأعراض:
- الشكوى من تصلب في المفاصل عند الاستيقاظ من النوم.
- انتفاخ المفاصل وألم يصاحبه احمرار ودفء عند ملامستها.
- إحساس بالخمول والتعب والإرهاق. -
ارتفاع طفيف غير ملاحظ فى درجة الحرارة.
مدى الخطورة:
تتمثل خطورة هذا المرض بمدى المضاعفات التي قد تحدث في حال عدم التزام المريض بالعلاج الموصوف له؛ فقد يؤدي ذلك إلى التهاب مفاصل مزمن، ومن ثم تآكل المفاصل، ويحدث نتيجة لذلك نوع من التشوهات، وضمور في العضلات، وينتقل المريض إلى مرحلة مزمنة يصعب فيها أداء العمليات الحيوية، وهذا عند أغلب المرضى. ويمكن أن يصاب المريض حال تأخر العلاج بهشاشة العظام، وقد تؤدي هشاشة العظام إلى سهولة تكسر المفاصل والعظام وتشوهها.
وقد يؤثر هذا المرض سلباً على أجهزة الجسم المختلفة بالكامل، وخاصة القلب والعينين والرئتين والأوعية الدموية والعقد الليمفاوية والطحال، فيشتكي المريض من الهزال والأنيميا، أو يصاب بإحدى مشاكل العيون كالاحمرار، والجفاف كالإحساس بوجود أجسام غريبة أو شعر أو وجود تراب بالعين، أو أن يشتكي من حرقان بالعين أو حكة جلدية حولها.
علاج التهاب المفاصل:
يتمثل علاج التهاب المفاصل بالأمور الآتية:
1 – تناول العقاقير المضادة للالتهاب:
وهناك العديد من العقاقير التي تساعد على تخفيف الألم، ولكن يجب استخدام العقاقير حتى ينتهي الألم فقط، ولا بد من استشارة الطبيب لإعطاء المريض الدواء المناسب للحالة الخاضعة للتشخيص.
2 - العلاج بالدفء والبرودة: حيث يقوم الماء البارد بتسكين الألم، خاصة إذا كان المرض في بداياته، إذ يمكن وضع بعض الثلج في (كيس بلاستيكي) ثم وضع منشفة عليه، ووضع الكيس على المكان الذي يصدر منه الألم أكثر من مرة في اليوم، ولكن ليس لمدة أطول من(10) دقائق في كل مرة.
وبعد انتهاء الألم الشديد؛ يمكن استبدال الماء البارد بالماء الدافئ، حيث إنه يساعد على ارتخاء العضلات التي تحيط بالمفاصل المصابة والتي تسبب الألم، ويمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض أكثر من الماء البارد (المثلج)، ولكن أيضاً لمدة لا تزيد عن(10) دقائق في كل مرة.
3 - الجبائر: حيث تقوم بإسناد المفاصل الضعيفة والمتألمة، وحمايتها خلال العمل، كما توفر لها وضعية سليمة في الليل؛ مما يساعد على النوم المريح. غير أنه لا ينصح بالاستمرار بالتجبير؛ فإن من شأنه أن يخفف من مرونة المفصل.
4 - تقنيات الاسترخاء: بما فيها التنويم، والتخيّل، والتنفس العميق، واسترخاء العضلات، وغيرهاً من التقنيات التي تساعد على تخفيف الألم.
5 - تقنيات أخرى: كالتمارين الخفيفة، وتخفيف الوزن، واستخدام وسائل التقويم(مثل ضبان الحذاء)، وأدوات المعاونة في السير(كالعصي وقضبان المشي) هذا بالإضافة إلى تقوية العضلات، وتخفيف الضغط على المفاصل.