نلحظ في بعض المجتمعات الإسلامية زيادة الاهتمام بأمور بأكثر مما تستحقه، ويكون ذلك بالتأكيد على حساب أمور ذات أهمية، وذات تأثير فعّال في تحقيق الخير والمصلحة العامة للفرد والمجتمع والأمة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر: الاهتمام البالغ بكرة القدم، والإنفاق عليها الأموال الطائلة بأكثر مما تستحقه، فنجد الإسراف الملحوظ في الإنفاق عليها سواء على تأسيس الملاعب، أو على اللاعبين الأجانب، أو المحليين، أو المدربين، فانشغل الجميع بها إلّا ما رحم ربي، ناهيك عما أوجدته من عداوات ومشاجرات في الأسرة بين الأخ وأخيه، وبين القريب وقريبه، وبين الصديق وصديقه، وربما بين مدينة وأخرى.
أيضاً هناك الاهتمام بالحفلات والمهرجانات على اختلاف مسمياتها، وإنفاق الأموال الباهظة عليها، وإهدار الأموال العامة في سبيل الإعداد والإخراج لها، وتأسيس القنوات الفضائية الخاصة بالموسيقى والأغاني والأفلام الفاضحة، وجل ما يعرض فيها؛ حب وعشق وغرام ودعوى لنشر الرذيلة، وكل ذلك يدمر الأخلاق والفضيلة وتجر المجتمعات والأمة إلى المصائب والنكبات.
ولو أنفق جزء يسير من هذه الأموال على تأسيس محاضن تربوية للناشئة والشباب، وعلى دور تحفيظ القرآن الكريم، وإقامة الدورات والندوات والمسابقات الثقافية والعلمية، وإنشاء المصانع المختلفة لتعليم وتدريب بعض الشباب المهن والحرف المختلفة، لكان ذلك نواة صالحة تؤتي أكلها بإذن ربها في رقي الأمة وتقدمها.