من طرق علاج الكذب
1- القيام بواجب الأخوَّة، وهذا يقتضي عدم الكذب على الغير:
فقد أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((المسلم أخو المسلم لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام: عرضه، وماله، ودمه، التقوى ها هنا، بحسب امرئ من الشرِّ أن يحتقر أخاه المسلم)).
2- القدوة العملية:
فعلى الإنسان أن يكون قدوة لمن حوله، وخصوصًا لمن له ولاية عليهم:
فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال:
دعتني أمي يومًا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ في بيتنا، فقالت: ها تعالَ أعطِك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما أردتِ أن تعطيه؟))، قالت: أردت أن أعطيه تمرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَمَا إنك لو لم تُعطيه شيئًا، كتبت عليك كذبة)).
وهذه القدوة العملية تُخرِج لنا جيلاً لا يعرف الكذب، ففي هذا الحديث يُعلِّم النبي صلى الله عليه وسلم الآباء كيف يكونون قدوة لأبنائهم، فلا يكذبون عليهم، فيشب الأبناء على الصدق، ولا يعرفون للكذب معنى، وهذه القدوة العملية على المستوى الخاص في العَلاقة بين الآباء والأبناء، والمدرس وطلبته، والمدير وعماله، والرئيس وشعبه، أما على المستوى العام، فقدوتنا - جميعًا - هو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، الذي علَّم الدنيا معنى الصدق والوفاء، وهو القائل صلى الله عليه وسلم: ((لو أفاء الله عليَّ نعمًا عدد هذا الحصى، لقسمتُها بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً، ولا كذَّابًا، ولا جبانًا))؛ (رواه مسلم).
وكان صلى الله عليه وسلم أبغضُ خُلقٍ إليه الكذبُ؛ فعلينا أن نتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ونهتدي بهديه، ونقتفي أثره، ونتبع سنته.
3- مصاحبة الصادقين:
وهذا ما حثَّنا عليه رب العالمين، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، يقول السعدي رحمه الله في تفسير الآية السابقة: ﴿ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾: في أقوالهم، وأفعالهم، وأحوالهم.
الذين أقوالهم صدق، وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقًا، خالية من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة، مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة"؛ (تفسير السعدي: ص: 355).